حزيران 2009 العدد (15)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا 

June 2009 No (15)

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية

الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية

قراءة في كتاب

البيئة والتنمية في صور

الاتصال بنا

الصفحة الرئيسية

 

 

المدينة الأكثر تلوثاً في فلسطين

رام الله:  تطور عمراني على حساب المناطق الخضراء

تحقيق ـ محمود الفطافطة

خاص بآفاق البيئة والتنمية

 

كل من يعرف رام الله قبل نصف قرن، فإنه يصفها "ببلدة ريفية" تفتح أحضانها لسياحها الذين كانوا يجدون في مناخها الجميل، وبيئتها الخلابة، وموقعها المتوسط ميزة فضلى لزيارتها أو الإقامة فيها. ولكن في الوقت الراهن ما هو الوصف الذي قد يجمع عليه الكثيرون ممن يقيمون في هذه المدينة،  أو تتاح لهم الفرصة لزيارتها؟.

وبتبدل الأزمان وتقلباتها، فإن الأماكن وما يتخللها من أناس ومعالم تتغير هي كذلك،  فالمشهد المكاني من حيث الموقع يتسم بالثبات، بينما المشاهد الأخرى كالتحولات الاقتصادية والمعمارية وغيرها هي التي يحدث لها التبديل، سواء أكان ذلك إيجاباً أم سلباً.

وفي خضم هذا المشهد وذاك، هل تغيرت ملامحه؟ (سياسياً،  اجتماعيا، اقتصاديا، بيئيا وثقافياً)، وأية صفة حملها هذا التبدل في حال أنه قد تحقق؟ (سلباً أم إيجاباً)، وما هي العوامل التي منحت هذه المدينة الفلسطينية سماتها المماثلة لقريناتها من مدن فلسطين الأخرى، أو المنفردة عنها؟ وكذلك، ما هو مستقبل هذه المدينة في ظل وقائع وتحولات ومستجدات تلفح بفلسطين عموماً، وحاضر هذه المدينة على وجه الخصوص.

هذه الأسئلة وغيرها، حاولنا الإجابة عنها من خلال استمزاج رأي العديد من أهل الشأن والاختصاص،  لعلنا نصل إلى معطيات ونتائج تفيد أصحاب القرار في هذه المدينة لكي يضعوا خططاً أو رؤى من شأنها الإسهام في جعل رام الله المدينة المميزة بين مدن فلسطين الأخرى،  شريطة أن لا يكون لذلك نتائج سلبية على أية تجمعات فلسطينية ثانية.

ولا يمكن الحديث عن هذا المشهد الجغرافي كموقع منفرد بل هذه البقعة الجغرافية تمتاز بتشكل وتلاصق مدينتين توأمين هما (رام الله والبيرة) لتشكلا معاً وحدة جغرافية واحدة، بالرغم من انفصالهما في بلديتين مختلفتين.

 

المشهد الإحصائي

وقبل الحديث عن التفاصيل المكانية والاقتصادية والسياسية والبيئية والثقافية وغيرها من المجالات التي ميزت هاتين المدينتين، لا بد من التطرق، وبمعطيات إحصائية، بهدف تقريب الصورة وتوضيح المشهد لهذا التجمع السكاني الفلسطيني الذي أخذ خلال العقد الماضي جذباً هائلاً لأناس من داخل محافظات الوطن أو من الخارج.

تحتوي محافظة رام الله والبيرة على 80 تجمعا سكانياً،  مشكلة بذلك (10,25%) من مجموع المواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويصل عدد السكان فيها حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2006 حوالي( 290,401 نسمة).وتعد مدينة البيرة أكبر هذه التجمعات حيث يبلغ عدد سكانها نحو (39,538 ألف نسمة)، ثم مدينة رام الله الذي بلغ تعداد سكانها نحو (25,467 ألف نسمة)، ثم بيتونيا حوالي(14,600 نسمة).وتكثر في المحافظة التجمعات التي يزيد عدد سكانها على (3) آلاف نسمة (24 تجمعاً)، أما التجمعات التي يقل عدد سكانها عن ألف نسمة فيبلغ عددها (16 تجمعاً).وتضم محافظة رام الله والبيرة خمسة مخيمات للاجئين، هي:مخيم سلواد(500 نسمة)، مخيم دير عمار(2000 نسمة)، مخيم الجلزون(8000 نسمة)، مخيم الامعري(5800 نسمة)، ومخيم قدورة(1900 نسمة).

 

تقول د.ليزا تراكي أستاذة علم الاجتماع بجامعة بيرزيت: "إن من الأمور اللافتة للنظر بالنسبة لرام الله أنها المدينة الوحيدة في الضفة والقطاع، بعد مدينة غزة توسعت بفعل الهجرات المتلاحقة إبتداءاً من نكبة العام 1948، وانتهاءً بالهجرات الجديدة التي نتجت عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي، منوهة إلى أن مدينة رام الله تعرضت خلال السنوات الخمسين الماضية إلى موجات مختلفة من الهجرة والتطور ساهمت بشكل كبير في تغيير معالمها.

 

سمات ومعلومات

وأوضحت أن قرب رام الله لمدينة القدس وموقعها الجغرافي الوسطي،  وتوجه كثير من الطلبة للتعلم في معاهدها وخاصة في جامعة بيرزيت، إلى جانب البحث عن عمل فيها، ساهما في منحها سمة تختلف عن مدن الضفة الأخرى، لاسيما فيما يتعلق بتوسع الطبقة الوسطى التي ضمت نخبة اجتماعية وسياسية وثقافية معظمها ليست محلية (أي من غير أصول المدينة).

وتبين د.تراكي أنها أعدت دراسة حول مدينة رام الله توصلت فيها إلى أن نحو 90% من مديري ومسؤولي المؤسسات الخاصة، وكثير من النخبة الاقتصادية ورجال رأس المال الوطني والقيادات السياسية أصولهم ليست من المدينة، مشيرة في الإطار ذاته إلى أن أهم ما يميز مدينة رام الله جملة سمات، أهمها: الموقع الجغرافي المتوسط بالنسبة لمدن الضفة، مناخها المعتدل الذي يأخذ الطابع السياحي لا سيما في فصل الصيف، تنوع ووضوح الطبقات المختلفة فيها،  تمركز القوة السياسية والثقافية والاقتصادية،  التوسع العمراني اللافت، ازدياد الهجرة من داخل مناطق الضفة الغربية نحوها،  وتنوع وتميز مدارسها الخاصة.

ورغم الصعوبات التي تواجه رام الله كغيرها من مدن فلسطين، إلا إن د. تراكي ترى أن تطور المدينة العمراني والاقتصادي سيستمر بازدياد، لأن ذلك أمر طبيعي لما تتميز به هذه المدينة من مقومات اقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية واسعة وقوية.

 

المدينة والعائلة

ويقول الباحث الاجتماعي جميل هلال:  "إن قدوم السلطة الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994، وتمركز الكثير من المؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية الرسمية منها والأهلية في مدينة رام الله، إلى جانب عزل مدينة القدس،  بدأ يساهم في تحويل رام الله إلى صفات مدينية حقيقية وفعلية. كما أن النشاط الاقتصادي والسياسي والثقافي فيها منحها تنوعا في جذور قاطنيها وأصولهم،  فهي المدينة الفلسطينية التي قد تكون الوحيدة التي معظم عائلاتها ليست تقليدية أو ذات أصول من المدينة.

 

تراجع وتقدم

ونتيجة لقدوم السلطة، فقد حدث لرام الله توسع عمراني، وتزايد في السكان،  والهجرة إليها، وتنوع في المهن والنشاطات الاقتصادية والثقافية المختلفة، مما ساعد في تحويلها إلى مدينة مركز. ولكن (وفق هلال) باندلاع الانتفاضة الحالية، وما طرأ من الانغلاق الأفقي للسياسة الفلسطينية فقد توقف هذا التحول نسبيا، ثم ليتسارع بعد عملية "السور الواقي" في العام 2002. وبعد الحل الانفرادي الإسرائيلي في قطاع غزة،  وسياسة التدمير الإسرائيلية للاقتصاد الفلسطيني وتفكيك المجتمع، يمكن القول إن تطور هذه المدينة يشهد جموداً.

ويبين هلال أن مدينة رام الله حاولت أخذ جزء من وظائف مدينة القدس كمركز اقتصادي وثقافي وسياسي، الأمر الذي أثر على مدينة القدس سلبا، كما هو الأمر كذلك في التأثير السلبي على مدن الضفة الأخرى خاصة الخليل في الجنوب ونابلس في الشمال. وحول مستقبل رام الله يرى هلال أن مستقبلها ومدى تطورها مرتبط بشكل كبير على ماذا يحصل للمشروع الوطني السياسي الفلسطيني؟.فالتطورات السياسية وطبيعة مساراتها ونتائجها في فلسطين سيكون لها التأثير الأساس والهام في طبيعة تبلور النواحي المتعددة لمدينة رام الله.

 

تطور عمراني وتلوث بيئي!

وفيما يتعلق بتطور مدينة رام الله في المجال البيئي والعمراني، يرى الخبير البيئي جورج كرزم أن هذا التطور اتجه نحو الأسوأ،  حيث كانت هذه المدينة (والكلام لكرزم) قبل ثلاثين عاماً معروفة بمساحاتها الخضراء وحدائقها الجميلة وأشجارها ونباتاتها المتنوعة، ولكن خلال السنوات العشرين الماضية تحديداً،  تدهور وضع مدينة رام الله البيئي بشكل خطير لأسباب عديدة.ويذكر كرزم أبرز وأخطر هذه الأسباب، مثل: النمو السكاني الكبير الذي شهدته المدينة؛ إذ بعد أن كان عدد سكانها لا يتجاوز 18 ألف نسمة في العام 1997، تزايد إلى نحو 30 ألف نسمة في العام 2007، أي بزيادة تفوق 60% خلال عشر سنوات فقط.

هذه الزيادة العالية جداً، وفي غضون سنوات قليلة، لم يكن بد لها من إحداث تحولات ومظاهر واسعة في هذه المدينة، فمثلاً تضاعف عدد السيارات والمصانع بوتيرة عالية وسريعة، مما أدى إلى ازدياد استهلاك الطاقة،  لاسيما البنزين الذي فيه مستويات عالية من الرصاص، أو السولار الذي يحتوي على كميات كبيرة من أكاسيد الكبريت الخطيرة في مجملها للإنسان والحيوان والنبات،  مع الملاحظة هنا أن عددا لا بأس به من السيارات في المدينة لاسيما تلك التي تعود إلى العقد الثامن من القرن الماضي هي سيارات قديمة، وتستخدم الوقود قليل الجودة والضار.

 

التلوث:  قديماً وحاضراً

ولتبيان خطورة هذا النمو السكاني الذي صاحبه نمو في تلوث بيئة ومناخ المدينة، يشير الباحث كرزم إلى تقديرات توضح أن كمية الرصاص الناتجة عن احتراق الوقود من المركبات في مدينة رام الله بلغت في العام 2004 قرابة 1300 كغم، بينما قدرت في العام الذي سبقه ب1000 كغم، أي بزيادة نسبتها 21 %،  علماً أنه في منتصف ثمانينيات القرن الماضي كانت نسبة الرصاص المنبعث من عوادم السيارات في كافة محافظات الضفة الغربية لا تتجاوز الألف كغم.وكذلك الحال لأكاسيد الكبريت الموجودة في وقود الديزل، حيث قدرت نسبتها في العام 2005 ب 1000كغم،  في حين قدرت في السنة التي سبقتها بزهاء 780 كغم، أي بزيادة تقارب 40%.

كل هذا يعني أن المواطن الفلسطيني لا يستنشق هواء طبيعيا بقدر ما يستنشق غازات محترقة، ملوثة،  وخطيرة جداً كانت ولا تزال سبباً مباشراً أو غير مباشر لظهور وانتشار الكثير من الأمراض والعلل المزمنة، كمرض السرطان بأنواعه المختلفة والقاتلة، وكذلك أمراض الدماغ والكليتين والجهاز التناسلي، وما إلى ذلك من أمراض خطيرة ومستعصية كان ضحيتها ولا يزال الأطفال.

وكمثال واضح على خطورة هذه المواد في مدينة رام الله،  خصوصاً خلال السنوات العشرين الماضية،  جاء في دراسة أعدتها سلطة جودة البيئة أن عدد الوفيات في مدينة رام الله بسبب الأمراض السرطانية بلغت 86 حالة،  تعادل 11% من إجمالي الوفيات في المحافظة، كما أن الدراسة ذاتها بينت أن 10 % من أطفال المحافظة يعانون من مرض الربو الذي أحد أهم مصادره هو تلوث الجو والبيئة بمواد خطيرة بل وقاتلة.

 

الميدان الأسود

وفي السياق ذاته،  فإن بنايات المدينة لم تسلم هي الأخرى من مخاطر هذا التلوث،  فالذي يحدق بعينيه إلى البنايات الواقعة بوسط هذه المدينة أو المحيطة بها يلاحظ بوضوح "السخام الأسود" الذي أصبحت هذه البنايات تأخذ لونها الأسود أو الرمادي الداكن بسبب هذا التلوث.

 

 وفي خضم هذه التفاصيل أو الحيثيات التي تنبئ بمستقبل بيئي سيئ وخطير لمدينة رام الله، قد يصل إلى كارثة بيئية غير مسبوقة كما يرى كرزم، لا بد من ذكر جملة توصيات تساهم وتساعد في التقليل من هذه الآفة القاتلة، والتي أهمها: تقليل استخدام السيارات للمسافات القصيرة،  مع التركيز على أهمية الوعي والتربية في استخدام أدوات ووسائل صديقة للبيئة، وتشجيع وسائل النقل العامة (الباصات) بكثرة،  إلى جانب ضرورة قيام المؤسسات المسؤولة في المدينة بوضع دراسات علمية،  وواقعية تساعد في القضاء على ممارسات مجتمعية غير سليمة للبيئة من جهة،  وتضع خططا ومشاريع تزيد من تطور المدينة وتقدمها مع الأخذ بالاعتبار سلامة المواطن وصحته.

الاقتصاد:عوامل وآثار

وبشأن التطورات الاقتصادية التي شهدتها مدينة رام الله فان الخبير الاقتصادي د. نصر عبد الكريم يرجعها إلى عوامل جغرافية وأخرى سياسية،  حيث كانت هذه المدينة في ستينيات القرن الماضي عبارة عن بلدة ريفية تعتمد على الزراعة والسياحة باعتبارها مصيفاً. ولكن بعد ذلك طرأ عليها عاملان رئيسيان، شكلا هويتها الثقافية والاقتصادية والسياسية والعمرانية، وهما وفق د. عبد الكريم:

الهجرة الخارجية: حيث قام عدد كبير من أبناء المدينة بالهجرة إلى دول أمريكا الجنوبية والشمالية للبحث عن العمل والتعليم والاستقرار،  ولكن هؤلاء لم يتركوا مدينتهم أو ينسوها،  فقد عاد قسم منهم ليستثمر ويؤسس صناعات وشركات مساهمة عامة كبيرة ومتطورة. هذا التطور الاقتصادي لم يكن  بد من أن يصاحبه تعدد ديني (مسلم،  مسيحي) وتعايش في إطار الوصول إلى تحقيق حياة مستقرة وهانئة.

أما العامل الثاني بحسب د. عبد الكريم، فيتمثل في قدوم السلطة الفلسطينية إلى أرض الوطن في العام 1994، وهذا ما أدى بدوره إلى تطور عمراني ومؤسساتي كبيرين في رام الله،  لاسيما لوجود المؤسسات التنفيذية الهامة فيها من جهة،  وعودة الكثير من الاقتصاديين والمستثمرين وانطلاقهم في تأسيس مشاريعهم من خلالها. إضافة إلى هذين العاملين، هنالك عامل آخر يتمحور في الهجرة الداخلية التي شهدتها مدينة رام الله، خصوصاً خلال سنوات الانتفاضة الحالية،  فقد هجر عشرات الآلاف من أبناء محافظات الضفة الغربية مدنهم وقراهم ومخيماتهم وتوجهوا إلى مدينة رام الله للبحث عن العمل، ورأس المال والتعليم، وغير ذلك.

ويعتقد د. عبد الكريم أن مستقبل المدينة الاقتصادي يتوقف على الوضع أو المستقبل السياسي للقضية الفلسطينية بشكل عام، وقد تتحول رام الله والقدس معا يوما إلى (المدينة المركز) لكافة محافظات الضفة إذا كان الحل النهائي عادلاً لهذه القضية، مع التنويه هنا إن تهميش مدينة القدس الآن لم يكن بسبب الاهتمام برام الله بقدر ما كان نتيجة سياسات الاحتلال التدميرية لمؤسسات هذه المدينة المقدسة وتهويدها ومحاصرتها وعزلها عن العالم.

 

إرادة وأمل

وعلى الرغم من الضائقة المالية والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني ومؤسساته المختلفة، إلا أن الإصرار والإرادة تحققان كثيراً من الأمل والطموح كما تقول رئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل. وحديثها هذا مرده إلى البدء بإقامة مشروع (متروبوليتان) أو "الحاضرة"، والذي هو بمثابة المشروع الأكبر في فلسطين على مستوى التخطيط الاستراتيجي، وهدفه تطوير مدن (رام الله، والبيرة،  وبيتونيا) وستة مجالس قروية أخرى،  في سبيل الوصول إلى تقديم أفضل الخدمات لمئة ألف مواطن يقطنون تلك المنطقة، التي تربو مساحتها على 80 كم2.

وسيكون لهذا المشروع في حال نجاحه أثر إيجابي كبير على المناطق المستفيدة منه،  حيث سيتم بموجبه، كما تقول ميخائيل، إنشاء شبكة طرق تربط هذه المدن الثلاث بسهولة، وستسهم في تخفيف الازدحام الذي تعيشه المدينة، كما سيتم إنشاء مناطق صناعية مشتركة، وأنظمة تكرير المياه، وأنظمة صرف صحي، فضلا عن مكبات نفايات مشتركة.

وإلى جانب هذا التطور الذي يمثل التجربة الأولى من نوعها في الضفة الغربية وغزة،  تقوم بلدية رام الله بالتنفيذ والإشراف على إنشاء مركز وطني للمعارض هو الأول من نوعه، ويهدف هذا المشروع إلى جذب المعارض والمنتديات الاقتصادية من كافة القطاعات، تحقيقاً لتطوير الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام، واقتصاد المدينة وتطورها على وجه الخصوص

مشاريع ومعالم

وسيمثل موقع هذا المركز أهمية كبيرة في تطوير واستفادة مدينة رام الله،  حيث سيقام على قطعة ارض مساحتها 13 دونما تقع خلف قصر رام الله الثقافي،  حيث بالإمكان الوصول إليه من كافة مدن الضفة الغربية، بالإضافة إلى انه على مقربة من الطريق السريع المؤدي إلى غزة.

وإلى جانب هذه المشاريع الكبيرة والمهمة التي تم وسيتم إقامتها في مدينة رام الله،  هناك العديد من المعالم العمرانية والاقتصادية والحضارية الثقافية التي تحتضنها، كقصر رام الله الثقافي،  المركز التجاري الكبير(المول) و سينما ومسرح القصبة، وغيرها من المعالم التي أضفت على المدينة طابعاً متميزاً.

خلاصة القول: تطور مدينتي رام الله والبيرة بشكل لافت وسريع أمر طبيعي بسبب العوامل والسمات العديدة التي حملتاهما،  ولاسيما المتعلقة بموقعهما الجغرافي، واعتدال مناخهما، وتمركز المؤسسات الحيوية المختلفة، وتمركز رأس المال والمستثمرين والاقتصاديين، وتنوع الشرائح المجتمعية (طبقياً، ودينياً وثقافياً)، واستيعاب أعداد كبيرة من القادمين للعمل والتعليم. كل هذه الميزات وسمت المدينتين بالتنوع والتفرد عن باقي المحافظات، سلباً في بعض المناحي، وإيجابا في بعضها الآخر.

 

 للأعلى

 
     

 

التعليقات

 
 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:

بريدك الالكتروني:

 

التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.