التخلي عن حرق الوقود الأحفوري سيؤدي إلى تجنب ملايين الوفيات سنويا على مستوى العالم
ماينس/خاص: أكدت دراسة دولية أن التخلي عن حرق مصادر الطاقة الأحفورية (الفحم والنفط والغاز) يمكن أن يؤدي إلى تجنب نحو 3.6 مليون حالة وفاة سنويا على مستوى العالم.
وتوصل الباحثون تحت إشراف يوس ليليفِلد، من معهد "ماكس بلانك للكيمياء" في مدينة ماينس الألمانية، إلى هذه النتيجة من خلال عدة نماذج محاكاة حاسوبية.
أشار فريق الباحثين الدولي إلى أن مصادر الطاقة الأحفورية هي السبب في نحو ثلثي (65%) تلوث الهواء على مستوى العالم، وذلك حسبما جاء في الدراسة التي نشرت نتائجها في العدد الحالي من مجلة "بروسيدنغز" الصادرة عن "الأكاديمية الأمريكية للعلوم".
وأشار الباحثون إلى مصادر أخرى للتلوث، ومنها على سبيل المثال المجال الزراعي وحرق الكتل الحيوية، والغاز العضوي إضافة إلى غير ذلك من الانبعاثات الصناعية الضارة بالبيئة.
وقال آندي هاينِس، المشارك في الدراسة عن "كلية لندن للصحة والطب المداري"، في بيان أصدره معهد "ماكس بلانك"، أنه "إذا تم إيقاف جميع مصادر تلوث الهواء، فإن عدد من سيتم إنقاذهم سنويا سيرتفع لأكثر من خمسة ملايين سنويا". وحسب الدراسة فإن هذه الخطوة ستؤدي على مستوى ألمانيا إلى إنقاذ 124 ألف شخص سنويا. وحذر الباحثون من أن عدد سنوات العمر التي تؤدي إليها حالات الموت المبكر على مستوى العالم جراء هذا التلوث يبلغ 233 مليون عام سنويا.
ومزج الباحثون خلال الدراسة بين نموذج كوني لكيمياء مناخ الغلاف الجوي والآثار الناجمة عن تلوث الهواء، وحسبوا نتائج هذا المزيج باستخدام دراسات تجميعية كبيرة من جميع أنحاء العالم، وهي دراسات بحثت العلاقة بين تلوث الهواء والعديد من الأمراض، ومن بينها داء الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة و أمراض القلب والدورة الدموية.
وقد ذكر الباحثون أن التخلي عن مصادر الطاقة الأحفورية سيؤدي إلى نتائج معقدة، لأنه، وفقا لتقديرات الباحثين، فإن المصادر الأحفورية للطاقة تساهم بما يصل إلى 70% في التأثير التبريدي للغبار، حيث تعكس الجسيمات ضئيلة الحجم الموجودة في الهواء جزءا من ضوء الشمس، وتساعد بذلك على خفض درجة الحرارة على سطح البحر واليابسة.
وأشار الباحثون إلى أن اختفاء هذه الجسيمات ستكون له آثار أيضا على توزيع الأمطار على مستوى العالم، "حيث إن خفض تركيز الغبار الجوي سيؤدي لزيادة الأمطار المدارية بشكل متصاعد، وذلك لأن هذه الجسيمات تحمي المحيطات من أشعة الشمس، مما يؤدي إلى خفض التبخر ويبطئ دورة المياه".