استطلاع للرأي: الغالبية تعتبر أن سبب تلوث مياه الشرب بقطاع غزة هو وقف محطات معالجة المياه العادمة عن العمل والنهب الإسرائيلي للموارد المائية
خاص بآفاق البيئة والتنمية
بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في تشرين أول الماضي، بأن 69% من المستطلعة آرائهم يعتبرون أن سبب التلوث الكبير في معظم مياه الشرب بقطاع غزة هو وقف محطات معالجة المياه العادمة عن العمل بسبب الحصار، وبالتالي تسرب الأخيرة نحو المياه الجوفية، إضافة إلى النهب الإسرائيلي للموارد المائية وبالتالي اضطرار السكان لضخ كميات هائلة من المياه الجوفية التي تزداد ملوحتها بسبب ذلك. بينما اعتبر 14% أن سبب تلوث مياه الشرب بقطاع غزة هو تحديدا النهب الإسرائيلي للموارد المائية (وبالتالي اضطرار السكان لضخ كميات هائلة من المياه الجوفية التي تزداد ملوحتها بسبب ذلك)؛ في حين قال 4% إن سبب تلوث مياه الشرب بقطاع غزة هو توقف محطات معالجة المياه العادمة عن العمل بسبب الحصار. كما أن 13% من المستطلعة آرائهم قالوا بأنهم لا يعرفون سبب تلوث مياه الشرب بقطاع غزة.
وبلغ حجم العينة 222 مبحوثا موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
وتشير نتيجة الاستطلاع بأن غالبية المستطلعة آرائهم (69%) لديهم وعي بيئي-سياسي حول سبب التلوث الكبير في مياه الشرب بقطاع غزة. وقد برز هذا الوعي في أوساط الناشطين البيئيين والتنمويين الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 65، إذ أن غالبيتهم الساحقة (98%) تؤيد الرأي القائل بأن سبب تلوث مياه الشرب بقطاع غزة هو وقف محطات معالجة المياه العادمة عن العمل والنهب الإسرائيلي للموارد المائية.
وفي المقابل، 88% من المسؤولين الحكوميين والقطاع الحكومي (وعددهم 40) قالوا بأن سبب تلوث مياه الشرب بقطاع غزة هو وقف محطات معالجة المياه العادمة عن العمل والنهب الإسرائيلي للموارد المائية، مقابل 12% اعتبروا أن سبب تلوث مياه الشرب هو النهب الإسرائيلي للموارد المائية وبالتالي ارتفاع ملوحتها بسبب ذلك.
اللافت أن 45% فقط من فئة الطلاب المشاركين في الاستطلاع وعددهم 78 قالوا بأن سبب تلوث مياه الشرب بقطاع غزة هو وقف محطات معالجة المياه العادمة عن العمل والنهب الإسرائيلي للموارد المائية، بينما 31% من الطلاب المستطلعة آرائهم قالوا بأنهم لا يعرفون سبب تلوث مياه الشرب بقطاع غزة، مقابل 16% اعتبروا أن النهب الإسرائيلي للموارد المائية هو السبب؛ والباقي، أي 8%، قالوا بأن وقف محطات معالجة المياه العادمة عن العمل بسبب الحصار هو سبب تلوث مياه الشرب.
الجدير بالذكر أن قطاع غزة شهد خلال الأشهر الأخيرة تفاقم أزمة مياه الشرب والمياه العادمة المتفاقمة أصلا، وذلك لأسباب سياسية وأخلاقية تتعلق بالاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى، وبالسلطة الفلسطينية في رام الله بالدرجة الثانية؛ إذ أن التقليص الكبير في كمية الكهرباء المزودة لقطاع غزة شل محطات تنقية المياه العادمة هناك، ما أدى إلى توقفها التام عن العمل. لذا، فإن أكثر من 110 مليون لترا (110 ألف م3) من المياه العادمة غير المعالجة تتدفق يوميا إلى شواطئ قطاع غزة، ما يلوث مياه البحر تلويثا رهيبا. كما تجري المياه العادمة في الوديان بالقطاع، وبالتالي تخترق الأرض لتصل إلى مياه الخزان الجوفي الساحلي الفلسطيني الذي يمر جزئه الجنوبي في قطاع غزة؛ علما أن هذا الخزان يعتبر مصدر مياه الشرب الأساسي لأهالي قطاع غزة.
واللافت أن الاتفاقات الإسرائيلية-الفلسطينية المتعلقة تحديدا بقطاع المياه، تركت قطاع غزة يواجه لوحده الظلم والتعطيش المائيين الرهيبين المفروضين عليه؛ إذ "يجب" على القطاع، وفقا للاتفاقيات، أن يتدبر شأنه المائي لوحده وأن يعتمد فقط على المياه الجوفية الشحيحة داخل حدوده؛ ما أجبر الغزيين على الضخ المفرط للمياه؛ الأمر الذي تسبب في تسرب متواصل لمياه البحر ومياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية، وبالتالي، أصبح أكثر من 95% من المياه العذبة غير صالحة للشرب.