طوباس
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تستعد مدينة طوباس لتدشين سوق موسمي سيحمل اسم "سوق السبت"، ويعكف منتدى التنمية الاقتصادي في المدينة على وضع اللمسات الأخيرة لافتتاحه في شارع المدارس، خلال الثلث الأخير من أيار الحالي، ولعام كامل.
وقال مسؤول الإعلام في المحافظة أحمد محاسنة إن المنتدى المُشكل من مؤسسات رسمية وهيئات محلية، وضع خطة إستراتيجية لتنمية طوباس والأغوار الشمالية، بهدف إنعاش الواقع الاقتصادي والزراعي فيها.
وأشار إلى أن المنتدى الرابع في الضفة الغربية، بعد جنين، وبيت لحم، وقلقيلية شرع في وضع دراسات جدوى لمشاريع تنموية عديدة، سيبدأ أولها في سوق أسبوعي يعرّف بالمنتجات الزراعية، والصناعات الغذائية، والحرف، والإبداعات المحلية.
25 جناحًا
وسرد مدير الغرفة التجارية معن صوافطة قصة المنتدى، الذي تأسس عام 2015 بقرار من محافظ طوباس والأغوار الشمالية، وبدأ بوضع خطة تنموية وزراعية، في سلة غذاء فلسطين.
وأضاف: "سنوفر 25 جناحًا في سوق أسبوعي، يُقدم للمستهلكين فرصة التسوّق المُباشر لسلع غير متاحة بالسوق المحلي، ولا نسعى إلى منافسة التجار، وسنخصص حيزًا لأصحاب الاحتياجات الخاصة والنساء والجمعيات، التي تقف خلف مشروعات اقتصادية صغيرة، ولا تملك فرصة لعرض منتجها، وتعجز عن استئجار مكان دائم لها؛ بسبب ارتفاع التكاليف".
وذكر مدير بلدية طوباس حسام أبو عليّان أن السوق فرصة لإحداث تنمية محلية، ومساعدة المصنعين المحليين على عرض متتجاتهم.
وبيَن أن المنتدى لن يكتفي بسوق أسبوعي، بل يستعد لافتتاح أول معهد للتدريب على صيانة الأدوات الزراعية، سيكون هو الأول في محافظات الضفة، إذ سيجري تدريب طلبة على فنيات الجرارات الزراعية بأحدث التقنيات، مثلما سينطلق نحو الأغوار.
وأوضح صوافطة: "نعمل حاليًا على تصميم أجنحة السوق أو "الأكشاك"، بشكل لافت، ويقي الحر والبرد، ويسهل فكه وتركيبه، ولتشجيع الأهالي على التسوق، سيتم توقيع اتفاقية مع أصحاب مركبات النقل العمومي القادمة إلى طوباس، لإنزال ركابها كل سبت في مدخل السوق.
وقال أبو عليان: "ستدعم السوق مؤسستاGIZ وGOBA، وهما ألمانيتان تهتمان بتنفيذ الأبحاث والدراسات الاقتصادية، وسننطلق من سوق السبت لمشروعات أكبر".
حراك اقتصادي
ووفق منسقة المنتدى إسراء أبو دواس، فإن السوق المنتظر لن يكتفي بعرض منتجات محلية وبلدية، بل سينظم فعاليات جانبية رياضية وثقافية وفنية لجذب المتسوقين، وسيحول الشارع الواقع في قلب طوباس إلى مكان ينبض بالحركة، ونأمل أن ننجح في استقطاب حضور من خارج المحافظة، ومهتمون بالتعريف بسلع الأغوار من الخضروات، في محافظة تعاني كثيراً التهميش وإجراءات الاحتلال.
وتابعت: "ستعرض في السوق إبداعات النساء العاملات والموهوبات، ولن نكرر ما هو موجود، ونأمل أن ننجح في تنشيط الحركة الاقتصادية."
وأشار صوافطة، على هامش ندوة أطلقها المنتدى ردًا على سؤال لـ(آفاق) إلى إن سبب الإخفاق في تشغيل سوق مركزي للخضار في محافظة تعد المنتج الرئيس له في الضفة الغربية، وقال:" الأمر مرتبط بوجود سلع مهربة من المستوطنات، وعدم تحمس التجار للوصول إلى المدينة، وقد حولنا مكان السوق إلى مركز تدريب خاص بالجرارات الزراعية، ينتظر تشغيله قريباً."
وأضاف: "من أيار هذا العام وحتى أيار 2018 سنوفر فرصة لإنعاش الحركة التجارية، ولدينا خطط لفعاليات كشافة، ورياضة، وترفيه، وسنكتفي برسوم رمزية من العارضين، وستكون هناك منتجات غير متوفرة في السوق، فيما سنستضيف جناحًا من الخليل لمنتجات تقليدية لمشتقات من منتجات العنب كالزبيب، والملبن".
وأكد صوافطة أن رؤية السوق المستقبلية ستوجه بشكل خاص إلى سوق تخصصي، فيمكن مستقبلًا حصر المعروضات في كل فترة على نوع واحد من السلع، كالخضار، والأعشاب، والأطعمة التراثية، والملابس، والأحذية، وغيرها.
تدريب نوعي
ووفق محاسنة، فقد تعرض سوق الخضروات إلى انتكاسة، وقد يكون الحل بنقله إلى الأغوار ذاتها، لكن تحويله إلى مركز تدريب نوعي يحتاجه السوق المحلي فكرة جيدة، بدأ المنتدى بتطبيقها عمليًا.
وأضاف: "سينجح سوق السبت لعدم انتشار بسطات وباعة متجولين في المدينة، بخلاف ما هو منتشر في المحافظات الأخرى، وهاجسنا أن نستمر وأن نتطور، ولدينا الكثير مما نراهن عليه، وواثقون من أن مدينتنا بحاجة إلى حراك اقتصادي وتنموي".
وحول تقسيمات السوق، قال أبو عليّان إنه سيضم أجنحة لحرف، ومطرزات، وأطباق وملابس تراثية، ومنتجات زراعية لا يعرف الزبائن أنها تُزرع وتُنتج في الأغوار، ونراهن على عدم منافستنا للتجار التقليديين.
ولفتت رولا خضيري وهي مسؤول مشروع شبابي في المحافظة إلى أن النجاح مرهون بتقديم بدائل نوعية، وبأسعار منافسة، وتوفير فعاليات تستقطب الأطفال.
خضار وماشية
وأشار رئيس بلدية جنين السابق، على الشاتي إلى أن تميز طوباس التاريخي مرهون بخضارها ومواشيها، وهي تفتقد اليوم لهذين العنصرين، وإذا ما أرادوا تنمية اقتصادية فيها فعليهم البدء بتطوير السوق. وفي حال لم يوفقوا في استقطاب متسوقين من خارج طوباس، فإن سوق السبت لن ينجح.
وذكر عضو المنتدى الاقتصادي فواز أبو دواس بأن السوق لن يراهن على المتسوقين من خارج المحافظة، بل معنيّ بالدرجة الأولى بالمتسوقين المحليين، وتقديم إضافة نوعية لما هو موجود.
واستنادًا إلى منسقة المنتدى إسراء أبو دواس، فقد انطلقت فكرة تأسيسه، من مشروع تم تنفيذه من قبل مؤسسة GIZ بمشاركة المزارعين، ومؤسسات القطاع الخاص، والغرفة التجارية، ليتم توجيه المشاريع التنموية لتحقيق التنمية المستدامة للمحافظة، ولقطاع الزراعة."
وأضافت: انطلق المنتدى لوضع "الهيكلية الإستراتيجية للتنمية الاقتصادية المحلية للمحافظة"، وهي من أهم الانجازات التي حققها، إضافة إلى مشاريع قيد التنفيذ كسوق السبت و"المكنكة الزراعية والتدريب عليها.
منتدى التنمية الاقتصادي في طوباس
خطط إستراتيجية
ووفق صفحة المنتدى عبر "فيس بوك"، فإن نظرية التغيير تقول: محافظة طوباس ستحشد بشكل فعّال مواردها المالية والبشرية لصياغة السياسات المطلوبة، وبناء البنية التحتية المتطلبة مدنيا وريفيًا، وتسهيل الشراكات الإستراتيجية بين الشركات ومستثمريها ومورديها، حتى تصبح التجارة أوفر وأربح وأكثر استدامة.
وتتابع الصفحة إن بيئة تجارية حيوية مبنية من مؤسسات اقتصادية مستدامة من المتوقع أن تمضي قدمًا في المجال الاقتصادي الاجتماعي لطوباس، وخاصة الفئات المحرومة من النساء والشباب. وستتعاون منصة التنمية الاقتصادية المحلية مع أفراد المجتمع وأصحاب المصلحة، لإيجاد سبل خلاقة ونوعية لتوظيف موارد المحافظة، وضمان نمو اقتصادي مُستدام مصمم خصيصا لملاءمة احتياجاتها وقدراتها.
وتنحصر أهداف المنتدى استنادًا للقائمين عليه في تمتع الشركات والتعاونيات والمزارعين ببيئة ودودة وممكنة تجاريًا، وبنية تحتية جذابة وتمكينية في كامل المحافظة، وتحسين القدرة لدى الشركات، بالذات الزراعية والصناعية المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، للوصول إلى التمويل والأسواق."
aabdkh@yahoo.com