مركز حسن مصطفى الثقافي
تسمى بالزعمطوط في الشمال الفلسطيني، وتعرف أيضا في فلسطين ببخور مريم، ولكن (زهرة الزكوكو) هو اسمها المشهور في قرية بتير ومحافظة بيت لحم والقدس.
نبذة عن أسباب التسميات المختلفة
1- كعب الغزال:- لأن الأزهار تكون بشكل كعب الغزال، في بعض الأحيان .
2- صابونة الراعي (أو الغاسول) :- عندما نفلق درنة الزعمطوط، ونضعها في الماء نشاهد فقاعات تتصاعد منها تشبه فقاعات الصابون، يقال أن الرعاة استعملوها لغسل أجسامهم، كما يذكر في التراث الشعبي أن هذه الدرنات تُستعمل في غسل الحرير الأسود حيث يعطي الحرير لونا اسودًا حالكا صافيا من أي لون آخر.
3- تاج سليمان :- يحكى بأن الملك سليمان أراد أن يصنع لنفسه تاجا جميلا، فبعث ببعض أفراد حاشيته ليبحثوا له عن أجمل زهرة لكي يصمم تاجه مثلها، فأحضروا له زهرة "عصا الراعي"، فقام بتصميم تاجه على شكل هذه الزهرة.
ومن المعروف، أن الحيوانات لا تقترب من الزهرة لأنها سامة بالنسبة لهم، ولكن يأكل الإنسان أوراقها التي تلف مثل ورق الدوالي وهي غنية بالفيتامينات والسعرات الحرارية. والبعض يأكل الدرنات بعد قليها بالزيت حتى تفقد السموم في داخلها.
الزكوكو في الوجدان الشعبي
اعتادت المرأة الفلاحة أن تحضر لصغارها في البيت باقة من أزهار الزكوكو والحنون الأحمر كأنها هدية من الخلاء، وهذه أول علاقة بالبرية الفلسطينية للطفل الذي لم يصلها بعد وهي تربية بيئية، وكانت تلظم في ساق الزهرة الواحدة مجموعة من الرؤوس ذات البتلات البيضاء والزهرية على شكل عقد لتزين الشعر كالتاج أو الطوق أو حلق حيث تقوم بلظمها عندما تذهب الفتيات إلى البرية لتجمع أوراقه للحشي والطبخ. ويعتقد الفلسطينيون أن الأوراق القلبية تنفع القلب. ويعتقدون أن "كل شيء يشبه عضواً في الجسم ينفع الانسان " كبذور الفاصولياء التي تشبه الكلى.
ولا بأس أن يؤكل عود الزهرة وطعمه يميل إلى الحموضة.
ولان الفلسطينيين يعشقون فن التطريز بألوان الطبيعة الجميلة التي يتغنون بها أيضا،
فقد وثق كتاب بعنوان "طلع الرنجس والحنون" تراث تطريزٍ لأزهار من ربيع فلسطين، إعداد وتقديم: تانيا تماري ناصر، وتصميم وتطريز: ماري جبجي تماري. وقد اخترنا لوحة الزكوكو من هذا الكتاب القيم في فنه ومعلوماته.
وقد تغنوا به في الغناء الشعبي الفلسطيني قائلين:-
- يا زريف الطول يا أبو عيون أوساع *** سارح ع الزيتون برفقة الملاح
- يا زريف الطول ساري ع البرية *** راجع بالزكوكو للحلوة الصبية " البتيرية "
وصف النبات
الزكوكو البري من النباتات الطبية الجميلة والنادرة، وهو نبات شعبي درني معمر، الدرنة سطحية أو تحت أرضية قطرها من 4 إلى 15 سم بنية اللون دائرية أو غير منتظمة الشكل، تبقى في التربة حتى 20 سنة وتحمي نفسها من الحيوانات باحتوائها على مادة سامة ( جليكوسيد ، السيكلامين)، الأوراق قلبية الشكل مسننة ذات عنق طويل، الأزهار جميلة بلون ابيض إلى زهري تُحمل على مشاريخ طويلة، فترة الأزهار تمتد من شباط إلى نيسان، الثمرة علبة تحتوي على بذور بقطر 2ملم.
الأجواء المناسبة لمعيشة هذه الزهرة
يفضل هذا النبات المناطق المظللة ودرجات الحرارة المنخفضة نسبياً، وخاصة الجبال وتحت الأشجار وبين الصخور وفي المناطق الوعرة، درجة الحرارة الملائمة 15-16 درجة مئوية، ينمو فيها مختلف أنواع الترب تقريبا ويفضل المائلة للقلوية جيدة الصرف. وهي من نباتات حوض البحر الأبيض المتوسط.
الاستعمالات الطبية للزكوكو
1- يستعمل في حالة الإمساك، والبواسير.
2- يستعمل من أجل تحضير دواء في حالة لدغ الأفاعي.
3- لمعالجة الدمامل والجروح المتقيحة، حيث تدق الدرنة وتوضع في قطعة قماش نظيفة وتوضع على الجرح الملتهب أو على الدمل. كما يتم بذلك مداواة عيون الحيوانات الملتهبة.
4- في حالة وجود فطريات في الأظافر، تدق الدرنة وتوضع على الفطريات مباشرة.
5- تستخدم لعلاج التهابات وفطريات الجلد، حيث تدق الدرنة وتُغلى بالماء، ويسكب الماء المغلي في حوض الاستحمام ويترك ليفتر قليلا، ثم يستحم به الشخص المصاب لمدة ربع ساعة.
6- لعلاج الحروق الخفيفة في الجلد، حيث تجفف الأوراق ثم تطحن، ويرش مسحوقها على هذه الحروق.
7- أوراقه المملوءة بالأرز تقوي القدرة الجنسية عند الذكور.
8- كما أشارت الأبحاث العلمية الحديثة أن نبات عصا الراعي يحتوي على مواد لها تأثير على بعض أنواع الخلايا السرطانية.
9- تستعمل الدرنات كمادة طاردة للديدان ومسهلة.
10- تستعمل الدرنات في معالجة الروماتيزم، والصداع، وتضخم الغدة الدرقية.
11- ومن الاستعمالات الأخرى يوضع على التبغ المطحون ليحافظ على رطوبته.
12- استعمله الصيادون لصيد السمك، حيث تُطحن الدرنات وتخلط مع الخبز بعد الصيد مباشرة، ولكن يجب تنظيف السمك للتخلص من السموم.
استخدام النبات في البيت الفلسطيني
تستخدم أوراق الزكوكو كمادة غذائية حيث تلف هذه الأوراق بالأرز واللحمة والبصل الناعم المفروم، ويمكن استعمالها بدون لحمة أيضا كما هو الحال في ورق اللسان الأخضر الطويل الخشن. ويحب الفلسطينيون أن يجمعوا أوراق الزكوكو وأوراق اللسان ويعدون منها طبقاً واحدا لذيذا، وتكون أوراق اللسان خشنة، وملساء ناعمة للزكوكو، كما تجمعه النسوة من الخلاء وتبيعه في أسواق المدن.