غش شركة فولكسفاغن العملاقة بشأن كفاءة اجهزة الحد من التلوث في سياراتها بالولايات المتحدة تسبب في خسارتها عشرات مليارات الدولارات

فرانكفورت/ خاص: تسبب التحقيق في قيام شركة فولكسفاغن الألمانية بالغش بشأن كفاءة اجهزة الحد من التلوث في سياراتها المباعة في الولايات المتحدة بخسارة كبيرة للشركة العملاقة في البورصة في أيلول الماضي في حين تواجه غرامات ضخمة في حال ادانتها.
وفي 21 أيلول المنصرم خسرت الشركة 20 مليار دولار من رأسمالها حيث تبخرت في بورصة فرانكفورت عندما سجل سهمها في الساعة 13:00 ت غ انخفاضا بنسبة 18,10% إلى 132,20 يورو، بعد أن كان فقد أكثر من 20%.
وعنونت الصحف الالمانية اثر الكشف عن التحقيق بشأن تلاعب الشركة التي تعتبر مفخرة وطنية وسجلت اخيرا اعلى ارقام المبيعات في العالم "صدمة" و"فضيحة" و"مصيبة".
وقال فرديناند دودنهوفر الأخصائي في قطاع السيارات لفرانس برس أن هذه القضية "ستكون لها تبعات مالية هائلة على الشركة لم يتم بعد احتسابها" وأضاف أن "صورة ومصداقية فولكسفاغن اهتزت في العالم كله الآن".
وأفادت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني انه من غير المرجح ان تخفض على الفور درجة "ألف" التي تحظى بها الشركة ولكن الامر قد يتأثر اذا تفاقمت الازمة.
وذكرت السلطات الأميركية أن 482 ألف سيارة فولكسفاغن واودي صنعت بين 2009 و2015 وبيعت في الولايات المتحدة زودت ببرنامج الكتروني متطور قادر بشكل آلي على التعرف حول متى تقوم السلطات بفحص السيارة لمعرفة مستوى تلويثها وبالتالي تشغيل آلية داخلية تحد من انبعاثات الغازات الملوثة – من دون علم السائق على ما يبدو. وفي حال عدم تفعيل هذا البرنامج يتبين ان السيارات مخالفة لقوانين البيئة.
وفي حال اثبات مخالفاتها تواجه الشركة غرامات قد تصل الى 18 مليار دولار وخسائر بملايين لا بل مليارات الدولارات في حال اضطرت لاستعادة السيارات المعنية وكذلك لاحتمال ملاحقتها قضائيا من جانب مالكي السيارات.
وقد تكون لهذه القضية تداعيات اذ قال مدير مركز البحث الالماني على السيارات ستيفان براتزل "السؤال المطروح الآن هل حصل التلاعب في أسواق أخرى مثل أوروبا".
وقالت برلين انها ستتحقق من الامر لدى كل شركات السيارات في حين قالت كوريا الجنوبية انها ستفحص مستوى تلويث ثلاثة نماذج من فولكسفاغن.
ودعت وزارة البيئة الألمانية ورئيس ولاية ساكس السفلى احد مالكي فولكسفاغن الشركة إلى الكشف عن الحقيقة وتحديد المسؤوليات.
وقال متحدث باسم الشركة انها ستتوقف حتى اشعار اخر عن تسويق سيارات الديزل ذات الأربع اسطوانات (4 سيلندرز) في الولايات المتحدة تأكيدا لما تناقلته الصحف.
وقال رجل متقاعد في معرض السيارات في فرانكفورت "الكل يفعل ذلك بالتأكيد، ولكن لم نتوقع ذلك من فولكسفاغن".