خاص بآفاق البيئة والتنمية
بعض أنواع الطيور والبرمائيات والقوارض والزواحفالفلسطينية ستكون مهددة بالانقراض مفتقدة لأسرابها وقطعانها دون وريث لها، بحيث ستغيب عن المجتمع الحيوي الحيواني، الأمر الذي سيؤثر على الحياة البيئية في ظل نقص الاحصائيات المهتمة بأنواع الحيوانات المهددة بالانقراض.
يقول د. عيسى موسى عدوان مدير عام مصادر البيئة في سلطة جودة البيئة، "ستتيح عضوية دولة فلسطين في الاتفاقية الدولية للتنوع الحيوي في نيسان 2015، امكانية الحصول على تمويل لتنفيذ مشاريع للحفاظ على المجتمع الحيوي وعمل مسوحات بيئية، وبالتحديد في المناطق الأكثر تدهورا من حيث أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض.
الانقراض والاحتلال
يوضح د. عدوان أن التنوع الحيوي في فلسطين مهددٌ بشكل رئيسي بسبب ممارسات الاحتلال، خاصة عبر قطع النظم البيئية أثناء بناء جدار الفصل العنصري، ما أدى إلى عدم تنقل الحيوانات والحد من تكاثرها، حيث أن الطبيعة التي كانت تلائم هذا الحيوان أصبحت غير موجودة، مستشهداً بمستوطنات كل من جبل أبو غنيم وسلفيت ووادي قانا.
واستكمل حديثه لافتاً إلى أن الغابات التي دمرها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية كانت تشكل عوائلَ للحيوانات البرية الآخذة بالانقراض بسبب تغيير بيئتها الطبيعية، الأمر الذي زاد من أعداد الحيوانات الممهدة بالانقراض وأدى إلى تدهور التنوع الحيوي.
ومن جانبه يلخص البروفيسور مازن قمصية بالأمثلة بعض العوامل التي تؤدي إلى تدمير البيئة، كاستخدام المبيدات الحشرية المسببة لقتل الحشرات النافعة ما أثّر على الشبكة الغذائية للحيوانات الأخرى، وعوامل أخرى يسببها الفلسطيني والإسرائيلي مثل: الكثافة السكانية والزحف الاسمنتي على حساب الأراضي الطبيعية، الاستيطان، قطع النباتات والأشجار، ومصادرة المياه التي تتغذى عليها الحيوانات.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي له الدور الأساسي في انقراض الحيوانات بدءاً من أول مشروع أقامه، عندما تم تحويل حوض مياه نهر الأردن من شمال طبريا إلى النقب في قناة صناعية أدت إلى تدمير حوض النهر، وانقراض الكثير من الحيوانات التي كانت تعتمد على المياه، أما المشروع الآخر فتمثل في تجفيف مياه بحيرة الحوله شمال بحيرة طبريا، ما أدى إلى انقراض 119 نوعا من الكائنات الحية.
وبيّن قمصية انه بعد التدمير البيئي الناجم عن تحويل مياه الأغوار من مصادرها الرئيسية عبر بحيرة طبريا إلى النقب، ظهرت مشاكل كثيرة منها جفاف البحر الميت، ووجود مشروع آخر في الوقت الحالي، يتمثل بقناة تربط بين البحرين الأحمر والميت بهدف زيادة مياه الأخير.
طائر الحبارة المهدد بالانقراض
الطيور في مصيدة الانقراض ودراسة حول الثدييات
ونتيجةً للتدمير البيئي الذي يؤدي إلى القضاء على الحيوانات الأصلية في فلسطين، يبيّن قمصية أن الطيور الجارحة مهددة بالانقراض، اعتمادا على دراسة قام بها حول الثدييات، وأشار فيها إلى أن كل نوع أكبر حجما من الأرنب هو مهدد بالانقراض فهناك 35 نوعا من اصل 120 نوعاً من الثدييات مهددة بالزوال، بما فيها الوطواط والذئب والنمر والغزلان والقطط البرية، فيما يوضح مدير مركز التعليم البيئي سيمون عوض أن أنواع الطيور المهددة بالانقراض هي: الرخمة المصرية، النسر الأسمر والحبارة.
أما الباحث البيئي من نفس المركزرياض أبو سعدى فأشار إلى أن الطبيعة المفضلة للطيور تتمثل بتوفر الغطاء النباتي الملائم والحرارة المواتية والتغذية المناسبة، ما يجعلها تتكاثر في موائل جيدة بعيداً عن الخطر.
ويعقب أن العوامل التي تهدد الطيور بالانقراض في المنطقة تتمثل في النشاط البشري، نتيجة التوسع العمراني على حساب الغطاء النباتي، الذي يعترض له الغطاء النباتي ويزحف على موائل الطيور التي تحتاج إلى حيز معين للتكيف.
وأشار أبو سعدى أن الصيد الجائر يهدد الطيور خاصةً في مواسم تكاثرها، إذ تغيب عن الصيادين المعلومات الضرورية حول اصطياد الطيور لأغراض أكل لحومها أو حبسها في أقفاص أو المتاجرة بها.
كما تؤثر قضية التلوث على الطيور عبر انتقال بعض أنواع المعادن في المكان الذي تتكاثر به الطيور، ما يؤدي إلى تسربها لجسم الطائر وتأثير ذلك على تكاثره الطبيعي.
مثلما يهددهم ايضا، وفق أبو سعدى، استخدام أنواع من المبيدات الحشرية والكيماوية ومبيدات الأعشاب التي ترش في المزارع والحقول، عدا عن انتشار ثقافة حرق الأعشاب الجافة صيفا، ما يسّرع من وتيرة القضاء على غذاء الطيور، والتأثير على سماكة قشور بعض أنواعها.
ووفق أبو سعدى، فإن المعتقدات المجتمعية الخاطئة تساهم أيضا في انقراض الطيور كما هو الحال مع البومة النسارية، التي يشاع عنها أنها نذير شؤم، مع أن لها دورا بارزاً في القضاء على الحشرات التي تهدد المزروعات.
احصائيات مجمدة
وبالرغم من عدم توفر احصائيات حول الحيوانات المهددة بالانقراض بشكل دائم من المؤسسات البيئية، نشرت سلطة جودة البيئة بالتعاون مع مركز الإحصاء الفلسطيني عام 2005 إحصائية عن الحيوانات المهددة بالانقراض، وبحسبها فقد بلغت أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض 30,904 نوعا موزعة على 30 ألف نوع من اللافقاريات، تشمل الحشرات والميكروبات والجراثيم، 427 نوعا من الطيور،297 نوعا من الأسماك، 92 نوعا من الثدييات ،81 نوعاً من الزواحف و7 أنواع من البرمائيات.
وأشار مدير دائرة التنوع الحيوي والحماية الطبيعة في سلطة جودة البيئة "محمد محاسنه" إلى غياب الدراسات والمسوحات الشمولية لجميع الكائنات الحية الموجودة في فلسطين من قبل خبراء فلسطينيين أو ضمن مشاريع فلسطينية من قبل منظمات مجتمع مدني، وهذه الإحصائيات لا تعدّ إلا من خلال مشروع وطني كبير يحتاج من 4 -5 سنوات لعمل مسوحات شاملة لجميع أنواع الحيوانات الموجودة في الضفة الغربية وقطاع غزة.