آلاف المزارعين الفرنسيين الغاضبين يتظاهرون بجراراتهم في باريس مطالبين بإصلاحات أساسية
باريس / خاص: دخل آلاف المزارعين الفرنسيين الغاضبين في الثالث من أيلول الماضي بجراراتهم إلى باريس، في تظاهرة لعرض القوة من اجل المطالبة بمساعدات وإصلاحات اساسية تحد من تراجع مداخيلهم.
وألصق المتظاهرون على جراراتهم شعارات تهدف إلى تحريك مشاعر سكان المدن، ومنها "المزارعون يستغيثون" و"الموت في المراعي" لدعوة فرنسا إلى عدم التخلي عن مزارعيها.
وفي تقدير أولي احصت مديرية الشرطة في باريس 1038 جرارا وحوالي خمسين حافلة وعددا كبيرا من السيارات متوجهة نحو باريس.
وتوقع الاتحاد الوطني لنقابات المستثمرين الزراعيين، أول نقابة زراعية في فرنسا، والمنظمات الأخرى المشاركة في التحرك، مشاركة أكثر من 1500 جرار بالإجمال. ووصل ما بين اربعة آلاف وخمسة آلاف مزارع ايضا إلى العاصمة بالحافلات والقطارات.
ونبه دومينيك بارو، الأمين العام للاتحاد الوطني لنقابات المستثمرين الزراعيين، من أن التظاهرة لن تكون "استعراضا فولكلوريا ولا استعراضا للجرارات (…) المزارعون جديون".
وفي اعقاب مجموعة من الأزمات التي ضربت منتجات الألبان والأجبان ولحوم الأبقار والخنزير، دعت النقابة الفلاحين إلى التعبير عن استيائهم في شوارع باريس "حتى لا تقع الزراعة في الأزمة نفسها".
وقال ديمتري دوشيه (29 عاما) الذي يربي الخنازير في بلدة بريتانيا "لن نتراجع، اعتقد إن سكان باريس سيدعموننا".
وتوجه وفد إلى الجمعية الوطنية (البرلمان) يرافقه عشرة جرارات، ثم استقبل رئيس الوزراء مانويل فالس بعد ذلك كبار المسؤولين النقابيين.
وينتظر المزارعون الذين قاموا بأكثر من 500 تحرك خلال الصيف، "تعهدا من السلطات العامة" حيال المزارعين الذين يواجهون ضائقة مالية.
وأعلنت الحكومة في 22 تموز خطة طارئة للمزارعين ورصدت لها 600 مليون يورو.
وقال تان جوي، وهو صاحب مزرعة ألبان "هذه هي الأزمة الثانية التي يشهدها قطاع مزارع الألبان خلال ستة أعوام، وهو أمر لا يحتمل .. إن لنا حقا في الحياة، مثل أي بشر آخرين. لا نطلب امتيازات، لا نرغب في شيء زائد، نريد فقط أن نعيش من مهنتنا".
ويحتج مربو الماشية منذ أسابيع بسبب انخفاض الأسعار، ولا سيما أسعار اللحوم ومنتجات الألبان. ويقول المزارعون الفرنسيون انهم لا يتمكنون من المنافسة مع السلع المستوردة من الدول الأخرى حيث تكلفة الإنتاج المنخفضة. كما يطالب اتحاد نقابات المزارعين بتيسير اللوائح وتوسيع الإعفاءات الضريبية. وأثر حظر روسيا لاستيراد بعض المنتجات من الاتحاد الأوروبي أيضا على المزارعين.
وكانت وزارة الزراعة الفرنسية قد حذرت مؤخرا من احتمال إعلان إفلاس نحو 20 ألفا من مربي الماشية في فرنسا بسبب المنافسة الشديدة وانخفاض الأسعار.