أمجد صوافطة: حين يجد الاحتلال شوارعنا نظيفة سيخشانا!

خاص بآفاق البيئة والتنمية
يبدو الأربعيني أمجد عبد الرؤوف صوافطة في غاية السعادة، وهو يزاول مهامه اليومية في تنظيف مقاطع من الشارع الرئيس وسط طوباس. يقول: بدأت بهذه المهمة منذ ثمان سنوات، فكلما مررت من أي شارع بطوباس أو رام الله أو نابلس أو جنين أفعل الشيء ذاته، ولاتهمني تعليقات الناس، فقط أمارس قناعاتي، وتحول الأمر عندي إلى عادة يومية لن أتنازل عنها طوال حياتي.
ووفق صوافطة الذي يعمل تاجرًا منذ 15 سنة، فإن النظافة والاهتمام بالبيئة تنبعان من الإيمان، ومن قناعات الشخص الذاتية، وبوسع من يحرص على سلوك صديق للبيئة أن يؤثر على تصرفات جيرانه، ومن يشاهده؛ لأن هذا أفضل من الحديث النظري، وبالفعل تأثر بي صديقي أمجد حكمت، وصار ينظف الشارع أمام محله.
يضيف: أنظف الشارع المحاذي لمتجري ثلاث مرات يومياً، وأفعل الشيء نفسه في المنطقة التي أسكنها. وقبل أن أبدأ بهذا العمل اليومي، كان يؤنبني ضميري، وكنت أشعر بالمسؤولية إذا تعثر أي عابر سبيل بالنفايات، أو إذا تحول الطريق إلى مكب للنفايات، ولا يحتاج هذا الأمر لجهد كبير، وأتمنى أن نربي أطفالنا على هذا.
أُمنية
يزيد: أتمنى أن أجد شارعًا نظيفاً في مدننا وبلداتنا، وفي الوقت الذي سيجد الاحتلال طرقاتنا خالية من النفايات والأوساخ سيخشانا، ولن يتردد وقتها في قصفنا بطائراته؛ لأن النظافة تدلّ على الوعي.
واستناداً لصوافطة الأب لستة أبناء فإن غياب النظافة عن شوارعنا وبيئتنا تعود إلى التربية الخاطئة، وإلى الإهمال، وغياب النماذج الإيجابية التي تؤثر في الناس، وتجعلهم يحرصون على محيطهم.
يزيد: بدأت بعادة أخرى وفيها أنثر الأرز لإطعام العصافير في محيط منزلي، وأخذ أولادي بتقليد سلوكي، ووجدت أن العصافير تتمتع بنظام، وتتخذ مناطق خاصة بها، ولا تعتدي على بعضها البعض، وليتنا نتعلم منها.
أمجد صوافطة
مفارقات
يتابع: من المظاهر التي لا أفهمها كيف يرمي الناس النفايات بجانب الحاوية على الأرض، ولو فكرنا في فرض مخالفات على من يلوث البيئة ويلقي النفايات على الأرض، سيحصل غالبيتنا على هذه المخالفات.
يواصل: أتمنى أن تصبح طوباس ومدننا وتجمعاتنا مثل الجنة، وتكون نظيفة وخضراء، وأن تنظم مؤسساتها حملات متواصلة لتنظيفها وتزيينها، بالرغم من الصعوبات التي تواجه العمل التطوعي، والأوضاع السياسية الصعبة، وعدم وجود اقتصاد قوي ورخاء.
ينهي صوافطة: ثمة مشكلة كبيرة اليوم، وهي السرعة في كل شيء: الوقت، والطعام، والحديث، كما تراجعت الروابط الإنسانية والاجتماعية، وأصبحت البيئة قضية غائبة.
aabdkh@yahoo.com