عائد جعايصة: أزهار تُطيح بالإسمنت!
حديقة عائد جعايصة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تسكن السعادة في وجه معلم التربية الرياضية بمدرسة ذكور مخيم الفارعة الأساسية عائد جعايصة، وهو يختزل حكاية تحويل المساحات المهملة من المدرسة إلى حديقة غناءة تفيض بالزهور والرياحين.
يروي وهو يشرف على طلبة يعتنون بالأزهار: شاهدت العام الماضي الساحة الخلفية مهملة، ووجدت أنها مناسبة جدًا لتأسيس حديقة، فعوضاً عن أسوار الاسمنت والحجارة، غرسنا اثنتي عشرة شجرة من شجر الزيتون التي طالما أحببنا وعشقنا، ومئات أشتال الريحان والأزهار الملونة، واليوم أصبحت متنفساً يؤمها الزائرون من طلبة ومعلمين.
حديقة نباتية منوعة في مدرسة ذكور مخيم الفارعة الأساسية
رسائل
جهز جعايصة الأرض وأعدها ﻻستقبال من أحبت زهرة وريحانية، ودرب طلبته على الاعتناء بها في حصص الفراغ في رسالة منه للتعرف على قيمة الوقت واستغلاله بما يفيد، وأحضر شبكة للري بالتنقيط، ووفر الأشتال، واختار الريحان لرائحته العطرة والقوية ومنظره الجميل، كما غرس مئات الورود الملونة، التي تنمو لأربع سنوات متواصلة، وتتجدد في فصل الربيع، ولا تحتاج لكميات كبيرة من الماء.
يتابع: صار المعلمون والطلبة يشعرون بالراحة النفسية حين يدخلون الحديقة، ونفكر في تطويرها وإحضار مقاعد خاصة بها، وزراعة الفراولة المُعلقة، وتطوير القسم الثاني منها، بزراعة الزعتر والميرمية والنعناع وغيرها من المحاصيل.
ووفق جعايصة، الذي أبصر النور عام 1970، فإنه أقنع إدارة المدرسة بإطلاق الحديقة ليعطي الأمل وسط الاسمنت، ولتأثره بشغف والده وأجداده الذين هجّرتهم العصابات الصهيونية من قرية الكفرين القريبة من حيفا خلال نكبة عام 1948، والتي كانت تشتهر بالزراعة وينابيع المياه.
يزيد: نوزع من الحديقة باقات الريحان، التي نٌقلمها لتقوية النباتات، إلى مؤسسات المخيم والعيادة الصحية القريبة، ونوفر فيها فرصة لتدريب الطلبة على التعليم الزراعي، ونوجه طاقاتهم للأرض، وفي الفترة القادمة سنعلمهم صناعة الكمبوست ( السماد الطبيعي) من المواد العضوية، من بقايا ما ينتج من أطعمة في المدرسة.
مدرسة ذكور مخيم الفارعة الأساسية
حديقة نموذجية
ولا تقتصر اهتمامات جعايصة داخل أسوار المدرسة، فقد سبقها ومنذ عام 2005 في مزرعة صغيرة نموذجية بمنطقة وادي الفارعة، حين اشترى 1500 متر مربع، وغرسها بعشرين زيتونة، و60 شتلة عنب، و14 شجرة حمضيات، وبعدة أشجار لوز وتين وجوافة ودراق وتفاح، وأشجار الزينة، ونباتات الميرمية وإكليل الجبل (حصى البان)، وأشتال زينة، فيما يستحضره دائمًا قول الشاعر الفلسطيني خالد النصرة : "أرض مزجت صفاتها بصفاتي، وتركت فوق أديمها بصماتي، أرض إذا يومًا نأيت، تساءلت في قلبها الذرات عن ذراتي".
ينهي: تجد في حديقتك راحة نفسية وسط حديقة خضراء، وتأكل مما تنتجه أرضك بمواد خالية من الكيماويات، وهذا يكفي لأن تبذل جهدًا وتدفع من جيبك ثمنًا كبيرًا للري، وبمجرد نظرة إلى شجرة تحمل حبات من الجوافة أو الليمون تقطفها بيدك، وتشم رائحتها، وتأكلها مع أفراد أسرتك ستكون في غاية السعادة، ويجعلك تلتصق بالأرض أكثر فأكثر.
مساحات مهملة في مدرسة ذكور مخيم الفارعة الأساسية التي بادر عائد جعايصة لتحويلها إلى حدائق غناء
aabdkh@yahoo.com