مشمش بلدي مستكاوي

لما بتتبسم والعين بترمش *** بتيجي عا بالي يا غصن المشمش

طير الدّويري في بيتي معشعش *** وانا في الغربي بتدمع العيونا

تدلل هذا الأبيات على ان المشمش في وجدان الفلسطيني، وهو من الثمار والأشجار التي "تعنّ" على البال بجمال أشجاره وثماره، ورغم قصر امد موسم المشمش إلا أن المثل الشعبي استعمل المشمش ليعبر عن أفكار ارتبطت به، فيقولون للأعمال أو المناسبات قصيرة المدى "جمعة مشمشية" بمعنى انه موسم قصير، يمر سريعا.                                                            

أما المثل الشعبي: (في المشمش) فيضرب للأمور التي لا يتوقع لها الحدوث قريباً أو في أي وقت آخر.

وأشجار المشمش من الأشجار اللوزية بمعنى أن أصل الشجرة عبارة عن أشجار اللوز المر ثم يطعم بالمشمش. وقد استعملت هذه الصفة ما بين اللوز والمشمش في تفسير العلاقات العائلية وفي إعطاء النصائح الرمزية عن اختيار العروس فتغني النساء:

سلّ المشمش لا تكبش *** هود على اللوزية

زين البنات لا توخـذ ***  دور عا الأصليـة

بمعنى أن الأصل أهم من المظهر والجمال، واعتمد في اختيارك على الأساس والأصل الطبيب.

في الماضي كان نضج المشمش يبدأ في شهر آيار، ولكن مع الايام والمتغيرات الحاصلة في المناخ أخذ الموسم يتأخر. وللتأكيد على ذلك فقد كان لي عم رحمه الله مغرماً بزراعة المشمش وإنتاجه، كان يدون تاريخاً محدداً لنضجه كل عام حسب حالة الطقس فيقول في 6/6 ينضج المشمش او في 16/6 وهكذا.

ونقلاً عن العم، فقد كان عنده بستان مشمش قريب من خط سكة الحديد والمحطة في بتير وكان ذلك في عهد الانتداب، فنزل فيه مجموعة من الجنود الانجليز واخذوا يجمعون الثمر فذهب إلى قائدهم وشكى له أن الجنود يسرقون الثمر، علما انه من واجبهم حماية البستان ومنع سرقته من الآخرين فكيف تقوم الحكومة بالسرقة! فجن جنون الضابط وتصرف مع الجنود وكان الناس يحذرونه من بطشهم اذا شكاهم وواجههم.

أما المثل الشعبي في المشمش فيقول:

أكل المشمش مدحش (بمعنى عدم الإفراط في أكله وكذلك عدم أكله على معدة فارغة أو في ساعات متأخرة من الليل)

(ايار توت ومشمش وخيار) (وفي ايار بستوي المشمش والخيار)

ميزات شجرة المشمش:

تتميز شجرة المشمش عن غيرها من أشجار الفاكهة بارتفاع درجة مقاومتها للجفاف والبرد الشديد، كما تتميز بسرعة نموها في السنين الأولى من حياتها وبسرعة إثمارها حيث أن زراعته تنجح في معظم المناطق وتجود زراعتها في التربة جيدة الصرف والتهوية.

 

 

تتكون ثمرة المشمش من ثلاث طبقات: الأولى: خارجية جلدية، الوسطى: لحمية مليئة بالعصارة، وهو الجزء الذي يؤكل ... اما الطبقة الداخلية فهي صلبة تحتوي على بذرة واحدة (النواة).

انواع المشمش المحلية: المستكاوي – الوردي، اللوزي، الكلابي.

 

 

وصفه ابن سينا في كفاية القانون فقال: (يسكن العطش، وإذا اُكل فيجب ان يؤخذ مع الأنيسون المصطكى لأنه يولد الحميات بسرعة تعفنه، ودهن نواة المشمش ينفع من البواسير .. ونقيع المقدد من المشمش ينفع من الحميات الحارة).

وقال ابن البيطار: (هو تمرة تجانس الخوخ، إلا انه أفضل من الخوخ، وهو يسهل الصفراء، ويولد خلطا غليظا، يذهب بالبخر من حر المعدة ويبردها تبريدا شديدا.

 

يحتوي المشمش على حوالي 13% مواد سكرية، وقليل من المواد البروتينية والدهنية. وهو غني بالحديد، وبه كميات من أملاح" الكالسيوم والفسفور.

والمشمش اغنى الفواكه بفيتامين (أ)، حيث يحتوى على 2790 وحدة دولية من هذا الفيتامين، وبه كميات بسيطة من فيتامين (ج).

-  والمشمش عموما: مغذ، منشط، مليّن، سريع الهضم عند الأصحاء .. أما المصابون بعسر لهضم فهو يؤذيهم.

-  وهو نافع في أمراض الدم، يقوي الأعصاب، مجدد للخلايا، يفتح الشهية، يزيد من القوة الدفاعية في الجسم، يكافح الإسهال، يفيد المصابين بانحطاط قواهم الجسمية والفكرية، يهدئ الأعصاب، يزيل الأرق، ينشط نمو الأطفال.

-  ويؤكل المشمش نيئا ناضجا، ويشرب عصيره، ويصنع منه المربى

-  ويعمل من المشمش كمادات توضع على الوجه لتقوية الجلد وتنقيته.

-  ويوصى كل المصابون بفقر الدم، والرياضيون، وأصحاب الأعمال المرهقة، والنساء الحاملات .. بأكل المشمش بشرط ألا يفرطوا في ذلك حتى لا يتعرضوا لعسر الهضم.

 

 

كان الأطباء العرب يستخرجون من زيت بذر المشمش دواء يعالجون به فقر الدم وآلام الأذن، فقد كان يكفي تقطير بضع قطرات دافئة من زيت بذر المشمش في الأذن المصابة، لتسكن آلامها على الفور، كما استعمل البذر كطارد للديدان، وكان غلي ثمرة المشمش مع زيت الزيتون وتقديمها للمصابين بالاسهالات الحادة، علاجاً ناجحا لهذه الاسهالات.

 

 

ان كمية من أربع من ثمار الدراقن وسبع من ثمار المشمش تعتبر كمية كافية للشخص العادي ايام الصيف، لتطهير الجهاز الهضمي، وتنظيم عمله، ولكن من الضروري ان نختار الثمار المجففة بحرارة الشمس وفعل الهواء، لأن ذلك يغني محتويات الثمار من الفيتامينات. ويمكن إضافة بضع شرائح من الليمون او البرتقال، إلى تلك الكمية وغمسها بالماء الحار، ثم تناولها في اليوم التالي على الريق .. ان المداومة على هذه الوصفة بضعة أيام من شأنها أن تعطي نتائج باهرة لمن يشكو من اضطراب جهازه الهضمي.

ان المشمش له فوائد أخرى فشرائح (القمر الدين) المصنوعة من المشمش، أشهر من ان تعرّف، وخاصة في شهر رمضان المبارك حيث ينقع القمر الدين ويصنع منه شراب سائغ لذيذ، يروي العطش، ويساعد الصائمين على تحمل مشاق العطش والجوع.

ويحضر القمر الدين بعصير الفاكهة ثم تبخير العصير على الواح خشبية تعرض إلى أشعة الشمس، أو بوضعه على قماش مشدود وتركه يجف بالهواء الطلق.

والقمر الدين غني بالحديد، نظرا لغنى المشمش نفسه بهذه المادة كما ذكرنا، كما ان وجود العناصر المعدنية الأخرى، الفيتامينات، وتركز المواد النشوية والبروتينية عند العصر ووجود الأملاح المعدنية القلوية .. كل ذلك يجعل من القمر الدين غذاء يقي الجسم من الإنهاك والتعب بسبب الصيام ويمنع عنه الشعور بالظمأ والجفاف.

 

 

المقادير:

3 كيلوغرامات من المشمش، 9 واق من السكر، عصير ليمونه كبيرة.     

 

    

                

اغسلي المشمش وانزعي النواة، ثم ضعيه في وعاء (جات توتيا كبير) وضعي فوقه السكر واتركيه مدة ست ساعات على الأقل. بعدها ضعيه في الطنجرة وارفعيه على النار واتركيه مدة ست ساعات على الأقل. بعدها ضعيه في الطنجرة وارفعيه على النار واتركيه يغلي على نار خفيفة مع استمرار التحريك، ثم اضيفي عصير الليمون واقشطي الفورة كلما ظهرت لغاية ما ينضج فيصبح لون المربى اشقر. انزليه عن النار واتركيه ليبرد. وعندما يصبح المربى فاترا املئي مرطبانات نظيفة وجافة واتركيه يبرد تماما، ثم احكمي غطاء المرطبانات يمكن اضافة من فنجان – اثنان من الماء بدلا من الانتظار حتى يذوب السكر، ويرفع المشمش فوق النار مباشرة بعد نزع النواة.

 

 

اختر فاكهة المشمش في بدء نضجها عند اول شروق الشمس عليها واعملها في النهار ذاته منشفا اياها من الندى. واستعمل من السكر ثلث وزن الفاكهة ومن الماء نصف وزن الفاكهة ايضا.

اغلي السكر في الماء مدة اثنتي عشرة دقيقة ثم ضع كمية قليلة من المشمش في القطر حتى تنضج. ثم ارفعها من القطر وضع غيرها وهكذا إلى ان تنضج جميع الكمية بالقطر. وبعد ذلك املأ بها الاواني قبل ان تبرد واغمر المشمش بالقطر تماما ثم غط الآنية بغطاء محكم محاط بإطار من الفلين والكوتشوك كي لا يتسرب اليه الهواء فيفسد ويمكن استعمال الغطاء المعدني المحكم الاغلاق.

 

 

1- اذا استعملت المواد الناضجة فإنها تتلف بسرعة وان الفاكهة الناضجة تستعمل للمربى او التطلي.

2- اذا وضعت جميع الكمية دفعة واحدة في القطر فإنها تتشابك "تتخبص" ولا تحتفظ بشكلها او حجمها.