خاص بآفاق البيئة والتنمية
تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي المحاصيل الزراعية على طول المناطق الحدودية الممتدة شرق قطاع غزة، عبر رش طائرات زراعية كميات كبيرة من المبيدات الكيميائية السامة على المحاصيل وبالتالي حرقها وتسميمها، وكذلك تلف التربة لتصبح غير صالحة للزراعة. من الملاحظ أيضًا أن قوات الاحتلال تنفذ هذه العملية ثلاث مرات سنويًا، وبخاصة في الأشهر الاولى من العام لا سيما في فصل الربيع، وذلك بذريعة "القضاء على الأعشاب التي تنمو بجوار "الجدار" و"تحجب الرؤية"، إلا أن هدفها الحقيقي تهجير المزارعين من أراضيهم لاستباحتها كيفما تشاء.
|
|
طائرة إسرائيلية ترّش أراضي المزارعين الغزيين بالمبيدات السامة |
يعاني المزارعون في قطاع غزة الكثير من الأزمات بسبب الاحتلال الإسرائيلي، فتارة تجريف واقتلاع للأشجار وتارة أخري قصف أراضٍ زراعية ومنع تصدير المنتجات، وأخيرًا استهداف محاصيلهم الزراعية على طول المناطق الحدودية الممتدة شرق القطاع، عبر رش طائرات زراعية كميات كبيرة من المبيدات الكيميائية السامة على المحاصيل التي تؤدي إلى حرق المحاصيل وتسمّمها، وكذلك تلف التربة لتصبح غير صالحة للزراعة.
ومن الملاحظ أيضًا أن قوات الاحتلال تنفّذ هذه العملية ثلاث مرات سنويًا وخاصة في الأشهر الأولى من العام وتحديدًا في فصل الربيع، وذلك بذريعة "القضاء على الأعشاب التي تنمو بجوار "الجدار" و"تحجب الرؤية"، إلا أن هدفها الحقيقي تهجير المزارعين من أراضيهم لاستباحتها كيفما تشاء.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة أدهم البسيوني إن الاحتلال يستخدم في عملية الرش، مبيدات سامة عالية التركيز حتى تحرق المحصول كاملًا، وتلحق الضرر بالتربة، الأمر الذي يعيق نمو المحصول مرة أخرى.
وأشار إلى أن هذه المبيدات تسبّب تلف جميع المحاصيل وخاصة الورقية منها التي تمتد على مساحة تُقدّر بمئات الدونمات، ما يسبب خسائر فادحة للمزارعين في تلك المناطق.
وأكد مزارعون أن الاحتلال بدأ في رشّ مناطق واسعة شرق قطاع غزة، ما ألحق أضراراً بالمزروعات، محذرين من أن استمرار عمليات الرش في الأيام المقبلة، سيفضي إلى كارثة محققة تؤدي إلى المزيد من الخسائر.
ويستخدم الاحتلال في عمليات الرش أنواعاً فتاكة من المبيدات، لتتساقط من الجو سموم بمجرد أن تلامس أوراق النبات تتسبّب بجفافها ثم موتها.
وجرّاء عمليات الرش التي ينفذها الاحتلال يتكبد المزارعون خسائر كبيرة كل عام، وتغدو مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالخضراوات الموسمية عرضة للتلف.
هذا العام يساور القلق العاملين في الزراعة، فبعضهم لا ينفكون عن البحث عن طرق لحماية مزارعهم لتقليل أضرار الرش، خاصة مع هطول أمطار وافرة ونجاح موسم الزراعة الشتوية.
مزارعو النباتات الورقية مثل السبانخ، والملفوف، والتوابل الخضراء هم الأكثر قلقاً، لذلك يواصلون التواجد في أراضيهم، وعينهم لا تغيب عن السماء، خوفاً من قدوم طائرات الرش في أي لحظة.
واللافت أن العديد من المزارعين بدأوا جني المحصول قبل أوانه، خوفًا من بدء المرحلة القادمة من الرش، لا سيما أن هذه المواد الكيميائية شديدة السميّة، وقد تؤثر على المستهلكين، ولأن الخضراوات المرشوشة لا تصلح حتى لإطعام الماشية.
محاصيل تالفة في غزة بعد رشها بالمبيدات الإسرائيلية
هذه العملية تُنفّذ عادة في الصباح الباكر حين يكون اتجاه الريح من الشرق إلى الغرب، وبالتالي تنشر الريح المواد السامة لمئات الامتار داخل القطاع، وأحيانًا تصل إلى أكثر من كيلو متر داخل القطاع.
ويلجأ المزارعون إلى كثير من الطرق للحد من تأثير الانتهاك الإسرائيلي الخطير، فبعضهم يضع ساترًا أمام الأراضي في محاولة لمنع وصول المبيدات، وبعضهم الآخر يحاول تعجيل جني المحاصيل تفادياً لخسائر متوقعة.
وأخطر ما في الأمر تحوّل عمليات الرش المذكورة إلى روتين سنوي، يمارسه الاحتلال في فصلَي الشتاء والربيع من كل عام، دون الاكتراث بالنتائج، ودون أن يحرك أحد ساكناً، والضحية في المحصلة هو المزارع.
مركز الميزان لحقوق الإنسان أجرى بحثًا معمقاً حول مستتبعات رش قوات الاحتلال للمحاصيل الزراعية، كشف فيه عن إصابة النباتات المستهدفة بمادة "الأوكسيجال"، وهي من المواد السامة التي لها انعكاسات خطيرة على صحة الكائنات الحية والإنسان، وبخاصة في حال تناولها عن طريق الفم.
وورد في التقرير الحقوقي أن عمليات الرش "سبّبت أضرارًا اقتصادية للمزارعين أصحاب تلك الأراضي، فيما تكبّد مرّبو المواشي خسائر كبيرة بسبب اضطرارهم لشراء غذاء الماشية على نفقتهم، بدلًا من الأعشاب "المرشوشة" في تلك الأراضي، وبالتالي تضاعفت تكاليف تربيتها".
محاصيل مسمومة وتربة زراعية تالفة جراء رشها بالمواد الكيميائية السامة من الطائرات الإسرائيلية
جدير بالذكر أن وزارة الزراعة الفلسطينية قدّرت أخيرًا قيمة الأضرار المادية التي لحقت بالمحاصيل الزراعية، التي كانت عرضة للمبيدات السامة منذ بداية العام الحالي، بـ مليون وربع المليون دولار.
وأشارت إلى أن إجمالي مساحة الأراضي الزراعية التي تضرّرت محاصيلها بلغ أكثر من ألفي دونم، علمًا أن هذه القيمة والمساحة مرشحتان للزيادة مع استمرار الاحتلال في جريمته ومستتبعاتها.
المصادر:
https://www.mezan.org/ar/post/29804