كلية الزراعة/ جامعة سوهاج - مصر

بسبب تغير المناخ تغدو المياه أكثر ندرةً في المزيد من المناطق، ويؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، كما يؤدي إلى زيادة مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي على المحاصيل، كما يزيد الجفاف البيئي من ضعف النُظُم البيئية.
الاحتباس الحراري ( Global warming)هو ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو.
هذه الغازات تسمى الغازات الدفيئة لأنها تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي، وهي الظاهرة التي تُعرف باسم "الاحتباس الحراري".
ولوحظت الزيادة في متوسط درجة حرارة الهواء منذ منتصف القرن العشرين، مع استمرارها المتصاعد، فقد زادت درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بمقدار 0.74 ± 0.18 °م (1.33 ± 0.32 فهرنهايت) في القرن الماضي.
وقد انتهت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية إلى أن غازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤولة عن معظم ارتفاع درجة الحرارة الملاحظة منذ منتصف القرن العشرين.
ظاهرة الاحتباس الحراري هي السبب الرئيس للحرائق، لأنها ترفع درجة الحرارة في الكثير من المناطق وتجعلها أكثر جفافًا وعرضة للاحتراق. كما تتسبب أيضًا في ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء الذي تحتاجه النباتات لنموها. ويقول العلماء إن التغيرات المناخية ستتسبب في مزيد من الحرائق في الــ 25 سنة المقبلة، فــ "نسبة الحرائق ستتضاعف بمستوى خمس مرات حتى عام 2040 مقارنة بالحرائق المسجلة حاليًا". وستتفاوت من منطقة إلى أخرى، فالحرائق والفيضانات أصبحت تغزو كل بقعة من بقاع العالم، وأصبح لا مكان للهرب أو الاختباء، إذ أن الاحتباس الحراري يدمر كوكب الأرض بشهادة العلماء.
من الواضح على نحوٍ وافٍ أن التغير المناخي قد بدأ حقًا يؤثر على حقوق الإنسان، وأن ذلك التأثير من المحتمل أن يتعاظم في الأعوام المقبلة، وللتغيرات المناخية آثار مخيفة علي كوكب الأرض منها:
- تسبّب الطقس المتطرف المرتبط بتغير المناخ في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، بعدما اشتعلت حرائق الغابات في جنوب أوروبا، فيما أدّت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات في مناطق شمال أوروبا، فاليونان تستغيث، ومحميات إيطاليا مهددة، والنيران تلتهم أراضٍ في كاليفورنيا وبوليفيا، فقبل فترة قصيرة نشبت في اليونان وتركيا والجزائر حرائق مدمرة، وقد ساهم الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة في زيادة حدتها، بعد أن اشتعلت في الغابات في الشهر الماضي في بلدان جنوب أوروبا، تزامنًا مع أسوأ موجة حارة تشهده المنطقة منذ عقود، وخلّفت الحرائق حتى الآن عددًا من القتلى، ونُقل العشرات إلى المستشفيات وأُجلي الآلاف.
- في تقرير عن تأثير التغيرات المناخية على البشرية، قالت وكالة "فرانس برس" إن نحو 166 مليون شخص في أفريقيا وأميركا الوسطى، احتاجوا إلى المساعدة بين عامي 2015 و2019 بسبب حالات الطوارئ الغذائية المرتبطة بتغير المناخ.
- هناك ما يقرب من 80 مليون شخص، من المرجح أن يكونوا عرضة لخطر المجاعة بحلول عام 2050.
- فيما يتصل بسوء التغذية، فإن نحو 1.4 مليون طفل سيعانون التقزم الشديد في أفريقيا بسبب المناخ في عام 2050.
- انخفضت المحاصيل الزراعية بنسبة راوحت بين 4 و10 في المئة على الصعيد العالمي في الثلاثين سنة الفائتة.
- تراجعت كميات صيد الأسماك في المناطق الاستوائية بمعدل يتفاوت من 40 إلى 70 في المئة، مع ارتفاع الانبعاثات.
- أمام سيناريوهات الانبعاثات العالية المفزعة، هناك 2.25 مليار شخص إضافي باتوا عرضة لخطر الإصابة بحمى الضنك في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
- وبالنسبة لتأثير التغير المناخي على الهجرة الداخلية، فسيزيد معدلها بين عامي 2020 و2050 إلى 6 أضعاف النسبة الحالية.
- في حدث نادر، أودت الفيضانات التي ضربت أوروبا وأجزاء من ألمانيا بعد هطول أمطار غريزة، بحياة أكثر من 150 شخصًا حتى الآن.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى زيادة نسبة تبخر الماء من المحيطات والأنهر، مما يتسبب في دخول كميات أكبر من المياه إلى الغلاف الجوي.
ويمكن لهذه الظاهرة أن تزيد من احتمالات هطول أمطار غزيرة وعنيفة، وتحذر هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة من احتمال زيادة حدوث ظواهر مناخية "قصوى بسبب تغير المناخ في السنوات المقبلة.
علاقة الاحتباس الحراري بحدوث الزلازل
دعا علماء إلى إجراء دراسات واسعة لتحديد ما إذا كان ارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالاحتباس الحراري يمكن أن يؤدى إلى تزايد ثوران البراكين والزلازل والانزلاقات الأرضية والموجات الأرضية وتسونامي.
لذلك يقول الخبراء إن ارتفاع حرارة الأرض يمكن أن ينجم عنه مخاطر جيولوجية مثل الزلازل بسبب الطريقة التي يمكن أن يحرّك بها أحجامًا كبيرة من الكتلة الأرضية على سطح الكوكب.
لذلك فإن ذوبان الكتل الثلجية الضخمة وارتفاع مستوى سطح البحر يؤديان إلى توزيع كميات هائلة من الماء، ما ينجم عنه تنفيس الضغط وزيادته عبر باطن الأرض، ومثل هذه التغيرات في الضغط يمكن أن تزيد من احتمالات التصدع والتحولات الزلزالية.
نحن بشرٌ نريد الشيء نفسه، ألا وهو مكانٌ آمنٌ للعيش على هذا الكوكب الذي نسميه وطننا. وبينما يجب أن يظل عملنا موضوعيًا وغير منحاز، نجد أن أصواتنا تتعالى من أجل إيصال رسالة واضحة بأن التغيّر المناخي حقيقي وأن البشر هم المسؤولون، وأن الآثار خطيرة، ويجب علينا أن نتحرك الآن.
المصادر:
- العالم يترقب قمة المناخ COP27
- التغيرات المناخية و«الآثار المخيفة» علي كوكب الأرض. www.agri2day.com
- تغير المناخ وحدوث الزلازل.. ما العلاقة والسبب؟ https://climateinarabic.com /
- الاحتباس الحراري https://ar.wikipedia.org/
- www.un.org/ar/climatechange