استطلاع للرأي: غالبية تعتقد بأن مؤتمرات المناخ الدولية التابعة للأمم المتحدة لم تحدث أي تغيير حقيقي لمواجهة أزمة المناخ العالمية
خاص بآفاق البيئة والتنمية

بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بأن 43% من المستطلعة آرائهم يعتقدون بأن عشرات مؤتمرات المناخ الدولية التابعة للأمم المتحدة، والتي عقدت منذ التسعينيات وحتى مؤتمر غلاسكو (بريطانيا) - COP26 (تشرين ثاني/ نوفمبر 2021)، لم تحدث أي تغيير جوهري حقيقي لمواجهة أزمة المناخ العالمية؛ كما أن 37% يعتقدون بأن المصالح السياسية والاقتصادية والاحتكارات العالمية تمنع إحداث أي تغيير حقيقي من خلال هذه المؤتمرات. وفي المقابل، 14% يعتقدون بأن مؤتمرات المناخ أحدثت تحولا كبيرا وفرضت قرارات ملزمة للحد من تفاقم الاحترار العالمي وأزمة المناخ. بينما 6% من المستطلعة آرائهم ليس لديهم موقف (لا يعرفون).
وبلغ حجم العينة المبحوثة 238 موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
وتشير نتيجة الاستطلاع إلى أن غالبية المستطلعة آرائهم (80%) يعتقدون بأن مؤتمرات المناخ لم تحدث تغييرا حقيقيا لمواجهة أزمة المناخ العالمية بشكل عام، أو أنها لم تحدث أي تغيير حقيقي لأن المصالح السياسية والاقتصادية والاحتكارات العالمية تمنع إحداث هكذا تغيير من خلال هذه المؤتمرات.
والحقيقة أن عدم حدوث اختراق نوعي حقيقي في مثل هذه المؤتمرات يكمن في الثغرة البنيوية لاتفاق باريس (الموقع عام 2015) والمتمثلة في كونه تطوعيا في جوهره؛ فالإلزام الوحيد للدول الموقعة عليه هو مجرد تقديمها التقارير. ومن المعروف أن قرارات مؤتمرات المناخ عموما تفتقر لوسائل الضغط، كما لم تتخذ أي قرارات ملزمة قادرة على إحداث تغيير جوهري في الإطار الذي تم صياغته لتطبيق اتفاق باريس، والذي تعهدت بموجبه نحو 200 دولة بأن تخفض غازات الدفيئة في نطاق أراضيها.