أسعد تسعده الطيور على كل الصعد
خاص بآفاق البيئة وللتنمية

أحببتُ تربية الطيور مذ كنت طفلاً، ما دفعني قبل 12 عامًا لاقتناء الحمام الغريب والعصافير بغرض الزينة والتسلية، وفي السنوات الأخيرة بدأت بيعها، وبها تحوّلت الفكرة من مجرد هواية إلى مصدر دخل مع الظروف الاقتصادية الكارثية التي يعيشها سكان غزة.
في بداية المشروع خصّصتُ لتربية تلك الطيور مساحةً بجوار منزلي، وكنت أقضي جلّ وقتي برفقتها؛ فرعايتها والاهتمام بشئونها على سُلم أولوياتي.
الشعور الذي أعيشه بينهم مختلف، وأقرب وصفٍ للرابط بيننا هو علاقة الأب بأبنائه، تخيّل أن تراقب "أفراخ العصافير" وهي جالسة بين أجنحة أمها لتُطعمها، أو أن تستمع لزقزقاتها فتعرف ماذا تريد، بينما يراك الحمام فيطير فَرحًا ليحطّ مرة على كتفك وأخرى على رأسك.

طيور أسعد الإسي في غزة
لم تدم طويلًا مسألة الاقتصار على أن تكون تربية الطيور فقط هواية، إذ اتجهتُ لبيعها بحثًا عن مصدر رزق، وكانت وجهتي الأولى جمهورية مصر العربية، سافرت إليها في أكثر من مرة، وكان المردود المالي ممتازًا.
شيئًا فشيء ومحاولة بعد أخرى، نجحت قبل ستة أعوام في افتتاح محل خاص بتربية أنواع متعددة من العصافير أبرزها الكناري، والجوارح، وطائر الدر، وطائر الحب، و"الدويري" و"الفيشر".
أما أنواع الحمام التي أقتنيها، فهي "الفريش"، و"المودينا"، و"الكيرنو" والبلدي، وبالتأكيد تختلف الطيور في أشكالها وصفاتها الجمالية، وبالتالي تتفاوت أسعارها، فهناك ما يُباع بسعر زهيد، وأخرى بمبالغ باهظة، لندرتها وجمالها.
وعلى مدار السنوات، أستثمر المشاركة في المعارض المحلية لتسويق الطيور وعرضها أمام الجمهور، وتعريفهم بأنواعها وخِصالها، وتكون الفرصة مواتية لبيعها، كان آخرها مشاركتي في معرض "زهور وطيور فلسطين 2022"، الذي أقامته سلطة المياه وجودة البيئة، بغزة في الفترة ما بين 16 لـ 18 أكتوبر/ تشرين أول.
وطالما أنك تعيش في غزة المحاصرة منذ عام 2007، فأنت حتمًا تتأثر سلبًا مهما كانت مهنتك بسيطة، فها أنا أشكو من تراجع نسبة مبيعات الطيور، وعدم القدرة على تصديرها إلى الخارج، كما أواجه صعوبات في توفير بعض الأدوية اللازمة لها، ومع ذلك لا أفكّر بالتخلي عن هذه المهنة.

طيور أسعد الإسي
أسعد الإسي (28 عامًا)/ مربي طيور – غزة