البرتغال تخلّت عن الفحم وتُعَوِّل على مصادر الطاقة المتجددة

البرتغال/ آفاق البيئة والتنمية: مضى عام على توقف انبعاث الدخان الأبيض من برجيّ التبريد في آخر محطة طاقة تعمل بالفحم في البرتغال التي تخلّت عن مصدر الطاقة هذا قبل الموعد المحدد، مُعوّلة على مصادر الطاقة المتجددة.
وقال مسؤول التشغيل جواو فورتادو لوكالة فرانس برس وهو يجول في الموقع معتمراً خوذة: "تقتصر مهمتي الآن على إغلاق المحطة" في مدينة بيغو التي تبعد 120 كيلومتراً شمال شرق العاصمة لشبونة".
وتشهد الأنوار المنطفئة والغبار المتراكم على وقف العمل في المحطة في نوفمبر الجاري، بعد حوالي 30 عاماً على وضعها في الخدمة، وقبل ثماني سنوات من موعد إغلاقها المقرر، لتصبح البرتغال الدولة الرابعة التي تتخلى عن الفحم في أوروبا.
وفي حين دفعت أزمة الطاقة التي سبّبتها الحرب في أوكرانيا الكثير من الدول الأوروبية إلى إعادة فتح أو إبقاء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم قيد الخدمة، إلا أن حكومة لشبونة لا تزال مقتنعة بأنه ليس من الضروري العودة عن هذا القرار.
وقال بيدرو نونيس، خبير الطاقة المتجددة في جمعية الدفاع عن البيئة "زيرو"، إن "البرتغال مثال في أوروبا"، مشيراً إلى أن محطتي الطاقة اللتين تعملان بالفحم كانتا تمثلان وحدهما "نحو 20 بالمئة" من انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في البلاد.
لتعويض مساهمة الفحم في إنتاج الكهرباء، تأمل الحكومة مواصلة تنمية مصادر الطاقة المراعية للبيئة لتوليد 80 في المئة من الكهرباء بحلول عام 2026، في مقابل 40 في المئة في عام 2017.
وفي انتظار زيادة طاقتها الإنتاجية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إذ تحتل البرتغال المرتبة الثامنة والثالثة عشرة على التوالي في أوروبا، لا تزال هذه الدولة تعتمد على الوقود الأحفوري لتوليد 71 في المئة من إجمالي الطاقة المستخدمة حسب بيانات عام 2020.
وفي المرحلة الانتقالية نحو المصادر المتجددة، تنص الخطة في مرحلةٍ أولى على توليد الكهرباء في محطات طاقة تعمل بالغاز التي تعد أقل تلويثًا من الفحم بمقدار الثلث.
وهكذا أنشأت الدولة محطات ذات دورة مختلطة تعمل بالغاز الطبيعي، على غرار تلك الموضوعة في الخدمة منذ عام 2011 في موقع بيغو، إلى جانب محطة الطاقة القديمة العاملة بالفحم، ويستمر عقدها التشغيلي حتى عام 2035.
وتنوي البرتغال التي تتمتع بـ300 يوم مشمس في السنة، زيادة قدرتها على توليد الطاقة الشمسية بنسبة 50 في المئة بسعة 3 جيغاوات، في عام 2022 وحده، وفقًا لتقديرات الحكومة.
ومع ذلك، فإن التخلي المبكر عن الفحم "لم يكن مُهيئًا جيدًا"، حسب بيدرو نونيس، فمنذ عام، زادت البرتغال وارداتها من الكهرباء كثيرًا من إسبانيا التي تواصل توليد الطاقة من الفحم.
المصدر: AFP