شذرات بيئية وتنموية.. فرصة ودموع تماسيح وكتب وحِداد وصحافيون جُدد وشعفاط
خاص بآفاق البيئة والتنمية

برنامج فرصة شذرات
المختلف في برنامج الخدمة المدنية المجتمعية "فرصة"، مساهمته في إعداد خريجينا لسوق العمل، وتحفيزهم على التفكير الإبداعي، ودفعهم لإطلاق العنان لمبادراتهم ومشاريعهم الخاصة.
"فرصة" كان نافذة فتحها مجلس الوزراء، ورعتها محافظة جنين، وساهمت في إنجاحها هيئة التوجيه السياسي والوطني، وشاركت فيها مؤسسات جنين وشخصياتها.
الجميل أن البرنامج قدّم 120 ساعة مستهدفاً 30 فارسة وفارسًا من جنين ونحو 500 في الوطن.
سعدنا مطلع تشرين الأول بوصول "فرصة" إلى خط النهاية، والأكثر سعادة أن إحدى الفارسات اللائي تشرّفتُ بتدريبهن وتوجيههن لصناعة سيرهن الذاتية واجتياز مقابلات التوظيف وتطوير التواصل الفعّال، استطاعت الحصول على وظيفة من أول مقابلة.
صحيح أن البطالة تتسع رقعتها، لكن هناك بعض الأمل في مبادرين وطموحين يغرّدون خارج السرب، وهذا ما يُحسب لـ "فرصة".

غاز نوردستريم
كذب
عقب حادث تسرب غاز "نوردستريم"، حذّر خبراء البيئة من التأثيرات المناخية الكارثية التي قد تنجم عن تسرب غاز الميثان.
قدّرت ألمانيا وحدها دخول 300 ألف طن متري من الميثان - أحد أقوى الغازات المسببة لاحترار الأرض والاحتباس الحراري للمجال الجوي لكوكب الأرض- وهو القدر نفسه الذي ينتج عن تشغيل 5.48 مليون سيارة أميركية (على سبيل المثال) في ٢٠ سنة متواصلة، وتأخرت آليات احتواء التسريب.
مع ذلك يعقد العالم، بعد أسابيع، قمة كوب 27 في شرم الشيخ، لمناقشة التغير المناخي، ويَستخدم قادته ووزراء البيئة فيه آلاف الرحلات الجوية، ويستنزفون آلاف المَوارد، ويُطلقون ألف كذبة، ويذرفون دموع التماسيح على البيئة التي يلّوثونها برفاههم وأفعالهم.

سلاح
نشر معهد ستوكهولم لدراسة مشكلات العالم ((SIPRI أرقامًا عن الإنفاق العسكري على كوكب الأرض. ووفقًا لأسعار 2017، قدّر المعهد إنفاق العالم على السلاح بـ 1.739 تريليون دولار (بزيادة 1.1% عن العام السابق). وهذا رقم قياسي جديد، وقد بلغ متوسط حصة الفرد من الإنفاق العسكري على مستوى العالم 230 دولارًا.
بعد ذلك، يرّوج العالم وقادته لحقوق الإنسان، ويبكي على جياع الأرض، ومرضاه، ومعذّبيه، وأطفاله، ونسوته.

علاقتنا مع مفهوم الإضراب والحداد ليست على ما يرام
إضراب
علاقتنا مع مفهوم الإضراب والحداد ليست على ما يرام، فمع ارتقاء كواكب جديدة في جنين والوطن يُفتح الأخذ والرد حول الإضراب وجدواه فعلًا مقاومًا أو تضامنيًا.
المؤسف أننا لم نستلهم درس انتفاضة الحجارة جيدًا فيما يتصل بفكرة الإضراب وإقفال المدارس تحديدًا، فحينما كنا نسدّ الأبواب كان المحتلون يجبرون تجارنا على فتحها، ثم صاروا يغلقونها كما في شارع الشـهداء بالخليل، وكذلك المدارس.
مع كل قهر وبطولة جديدة لفدائي وشاهد على الحرية، يُعلن عن إضراب شامل، أو حداد، وتكون المدارس في عين الجدل.
تبدو الجدوى من تعطيل مؤسساتنا التربوية، والهيئات الحكومية، والمتاجر منخفضة إلى صفرية، وهي وسيلة يمكن أن تكون ناجعة لو تزامنت مع تشييع الشـهداء، ثم عادت لسيرتها الأولى.
لا أفهم كيف نتحمس لتعطيل الحياة التعليمية والمؤسساتية، ونحن لم نشارك في تشييع الشـهيد، ودون أن نعرف اسمه، أو نقرأ الفاتحة على روحه ربما.
تساوي مفهوم الإضراب والحداد مع العطلة والإجازة والنقاهة أكبر دليل على أن غضبنا المُراد لم يتحقق، وهو ادعاء ليس إلا.
لو نغير حالة الإضراب والحداد مع كواكب الحرية إلى نهج التضامن والغضب الفعلي، فلا نُقفل مدارسنا بل نعلّم الأبناء سيرة كل فدائي في الحصة الأولى ثم نواصل المسيرة، ولا نسد أبواب متاجرنا، بل نكف عن الغش والتلاعب بالأسعار وتسويق سلع المحتلين والمستعمرات، ونخصص ركنًا للفقراء، ونقدم الماء لعابري السبيل عن أرواح الشـهداء، أو نخفّض الأسعار في ذلك اليوم إكرامًا لهم.
ولا نعُطل مؤسساتنا بل نتجه كلنا إلى بيوت العزاء، ونشارك من قلوبنا في مواكب وداع الأحبة، ثم ننطلق إلى أرضنا ليوم عمل تطوعي لترميم علاقتنا بها، والتوقف عن هجرتها، والكف عن إلقاء النفايات في كل مكان.
أما أن ننتظر الإضراب لنجلس في البيوت، ونأكل، ونلهو، ونذهب إلى الأفراح، ونخلد إلى النوم طويلًا فهذه ليست حالة حداد، أو مقاومـة، بل نقاهة.

شارع معتدى عليه
للطرقات حقها
الصورة لشارع رئيس يربط جنين مع جارتها نابلس. تضييق الخناق على دروبنا، والاعتداء عليها يمكن أن يكون سببًا في إعاقة سيارة إسعاف، أو في خلق حادث مروري، عدا عن صناعة أزمات، وقتل وقت السّاعين في مناكبها.
كتب
زرت في 18 أيلول معرض فلسطين الدولي للكتاب الثاني عشر في بلدة سردا. مكان الفعالية الثقافية مناسب، لكن أسعارها مرتفعة في الغالب، وثمة زوايا تَرضية لشركات تجارية لا علاقة لها بالقراءة، وعناوين متنوعة، وبعض المتطوعين لا يعرفون شيئاً عن الأجنحة التي يمثلونها، وكتب أنيقة بلا مراجع ومصادر، حقول غائبة، ومنشورات قديمة الإصدار، وأفكار جميلة للبريد الفلسطيني ولمؤسسات الأسرى، وندرة زوار لأجنحة هيئة مكافحة الفساد، وتصوير شخصي مبالغ فيه، وندوات ثقافية قليلة.
أبحث عن كتب مختصة بالبيئة، أجد عددًا متواضعًا، وبعناوين تقليدية، والمؤسف أن أحد كتب التعريف بنباتات فلسطين كان أنيقًا في طباعته وتصميمه، لكنه يفتقر في نهايته إلى مصادر ومراجع للمعلومات.

اعلاميون خريجو التدريب التفاعلي الذي تنظمه سلطة جودة البيئة ومركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت
بيئة
أمضي مع 25 طالب إعلام من جامعات بيرزيت، والنجاح، والخليل، والأقـــصى، وفلــــسطين، في تدريب تفاعلي لساعتين على مفاهيم الصحافة الخضراء، وعرض تجربة 25 عامًا في الإعلام البيئي، وهو تمرين تنفذّه سلطة جودة البيئة ومركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت.
أسرد نحو 50 تحقيقًا وتقريرًا استقصائيًا، معظمها نُشرت في "آفاق البيئية والتنمية" منذ أن كانت ورقًا، وفي بدايات تحولها الافتراضي إلى مجلة إلكترونية.
أطلب من الحاضرين تحديد قصة أو قضية من محيطهم تحتاج إلى متابعة عن كثب، وأقترح أن نبني خطة لكتابة مشتركة.
تأتي قصة مجدي طميزي من إذنا في الخليل، يرصد فيها حرق النفايات لصالح المعادن.
ويشير مجدي صالح من بيت إمرين في نابلس إلى وجود 13 مصنعًا لإنتاج البلاستيك في قريته، وتتناول فاطمة من نحالين النفايات العشوائية وتلوث ينابيع البلدة.
ويتطرق نورس ذياب إلى مخلفات حسبة بيتنا وما تتسبب به من تلويث، ويسلّط محمد فرحان من سيريس في محافظة جنين الضوء على انتشار تربية الأغنام بين البيوت.
وتقترح عرين أبو حطب رصد ينابيع بلدتها وفحص مدى جودتها، وتحث لميس ريحان من تل في نابلس على الكشف عن أسباب سوء البنية التحتية، وتختار إسراء صبح من بيت إيبا معالجة المنطقة الصناعية ومزارع الأبقار في بلدتها.
فيما يحدد قيس دودين من دورا المياه العادمة ومزارع الأغنام، وتسترعي المياه العادمة اهتمام بيسان أبو شحادة من طلوزة في نابلس.
وتستفز النفايات العشوائية إسلام محسن من صوريف في الخليل، وتلاحق حليمة خوالدة من البيرة "الذبح الأسود" وهو ما يُطلق على نحر الماشية في الطرقات.
وتقترح مرام مخامرة من الظاهرية في الخليل معالجة الكسّارات، ومياه الصرف الصحي، ومزارع الأبقار.
ويفضّل مثنى عساف متابعة مكب زهرة الفنجان الذي يبث روائحه في جنين، وتستنكر رندة الخفش من نابلس إهمال المنطقة الشرقية في مدينتها.

إعلاميون لا يعرفون جغرافيا بلدهم
ثقافة
مذيعة في إحدى محطاتنا المحلية سمعتها تقول "مرج النجا"، فيما كانت تقصد "مرج نعجة" في الأغوار.
إنه من المعيب أن يعمل إعلامي في إذاعة لا يعرف جغرافيا بلده.

مخيم شعفاط المنتفض
شعفاط
أعاد مخيم شعفاط في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت الحياة- ولو رمزيًا- إلى خيار "العصيان المدني"، الذي أسقطناه من حساباتنا منذ أمد طويل.
سمعنا عن ذلك كثيرًا في انتفاضة الحجارة، عن مقـاومـة ينخرط فيها الجميع، يقاطعون محتلهم، ولا يعترفون بأي شكل بالعلاقة معه.
إن أردنا لهذا الفعل أن يرى النور، علينا أن نُعلّمه لأطفالنا في حليبهم وقُوتهم، ونضحي من أجل اعتماده.
لا يمكن أن ينجح العصيان بلا خطة وإرادة، ولن يحدث ونحن نشرب عصير "تبوزينا"، ونتفاخر بمسليات "عليت"، ونعمل في بناء المستعمرات، ونتسوق من "رامي ليفي"، ونتهافت على إصدار بطاقات إدارات المحتل وتصاريحه، ولا نمتلك في بيوتنا وسيلة إنارة بديلة، ولا كيلو طحين، ونعجز عن صناعة خبزنا، ولا نزرع قمحنا، ولا نوفر الماء في آبارنا البيتية، ولا نستطيع السير مائة متر دون مركبة فارهة.
العصيان ثـورة بيضاء، تساوي الانفكاك الحقيقي عن المحتل، ومقاطعته في كل شيء، ودون ذلك يصير هذا الاصطلاح مجرد وهم.