أسيل بدأت بنفسها ودائرة التغيير تتسع أكثر
خاص بآفاق البيئة والتنمية

أسيل خيري
بينما كنت أبحث عن شغفي ورسالتي في الحياة، وأفتش عن الأشياء التي تربطني مباشرةً بالطبيعة والبيئة، التحقت بدورة "مرشدة استدامة وبيئة" مطلع عام 2020، فيها تعلمت الكثير عن عالم الاستدامة، وصُدمت بحقائق لم تمر عليّ من قبل، ومن هنا عرفت أن سبب وجودي هو "حماية البيئة".
يومًا بعد آخر، بدأت أتعرف على الممارسات التي تضر البيئة وقد تُدمرها دون دراية منّا، فقررت التغيير والمباشرة بإجراءات -ولو بسيطة- بواسطة البحث عن بدائل آمنة، على طريق المحافظة على بيئتنا وحمايتها.
على سبيل المثال، أنا لا أشترى ملابس أو أغراض لست بحاجة لها، استبدلت فرشاة أسناني البلاستيكية بأخرى خشبية، وأحرص على أخذ أكياس قماش بدلًا من النايلون عند شراء الأغراض من السوبر ماركت، أيضًا أصطحب معي دائمًا قنّينة الماء، وكأس القهوة؛ للتقليل من إنتاج النفايات.
بعدما قطعت شوطًا في علاج ممارساتي اليومية، ذهبت باتجاه خطوة أخرى، وهي تصوير فيديوهات توعوية عن أهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة ونشرها في كل منصات التواصل الاجتماعي، كما أعمل على تنظيف أماكن معينة في بلادنا عبر مبادرات شبابية أنظمها بين فينة وأخرى.
الإيجابي في الفكرة التي أحاول نشرها، أن الناس يُشجعون هذه الخطوات، وجزء منهم يحاول تغيير ممارساته اليومية. الوعي الشعبي حول الاستدامة وأهميتها يزداد، حقًا إنه أمر يُثير السعادة، ويُحفزنا على توسيع نطاق رسالتنا.
ربما يسألني أحدكم بتهكم "شخص واحد هل سيُؤثر؟".. نعم يا صديقي، بدأت بنفسي، ثم اتسعت الدائرة لتشمل 20 شخصًا، فـ 50، وربما غدًا 500 شخص ولاتزال الدائرة تتسع رويدًا رويدًا، تخيّل إذن حجم التغيير الذي سنُحدثه من أجل الكوكب!
وفي الختام، أسعى ولن أملّ؛ لأرى تأثير هذه المبادرات التوعوية على الناس، أمشي في الشوارع فلا أجد الأكياس البلاستيكية، ألا تُصادفني النفايات على الأرض في كل حيّ، أن تتزين بيوتنا بالأسطح الخضراء، أسعى من أجل أرواحنا، ومن ثم استدامة بيئتنا.

أسيل خيري/ خريجة علوم مالية ومصرفية من جامعة بيرزيت - رام الله