"هبة الفرا" أول فلسطينية تحصل على لقب "بطل الأرض": النساء هن الأكثر تضرراً من التلوث البيئي ولكن بيدهن التغيير
"هبة الفرا" أول فلسطينية تحظى على لقب "بطلة الأرض" للحفاظ على البيئة عن منطقة "غرب آسيا"؛ وذلك بعد تقدمها لمسابقةٍ عالمية للمناطق الإقليمية السبع التي قُسمت حسب الأمم المتحدة، إذ تهدف المسابقة إلى إبراز دور الشباب في الحفاظ على البيئة. هبة التي غادرت قطاع غزة عام 2012 وتستقر حالياً في دولة الكويت؛ تمضي قُدماً نحو الارتقاء بالواقع البيئي من خلال سعيها الحثيث لتأسيس منظمة عنوانها "المرأة في الطاقة والبيئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". مراسلة "مجلة آفاق البيئة والتنمية" أجرت حواراً مع "ضيفتنا" الحاصلة على شهادة دولية معتمدة لتصنيف المباني الخضراء التي يمنحها مجلس المباني الخضراء الأمريكي، وهي عضو مشارك في شهادة الريادة بمجال التصميم المُراعي للبيئة والطاقة؛ وتعمل حالياً في مجالي التدريب والتطوير؛
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
 |
هبة الفرا في أحد المنتديات الشبابية البيئية الدولية |
من بين الأخبار السارة التي حَملها عام 2018 أن المهندسة الغزية "هبة الفرا" كانت أول فلسطينية تحظى على لقب "بطلة الأرض" للحفاظ على البيئة عن منطقة "غرب آسيا"؛ وذلك بعد تقدمها لمسابقةٍ عالمية للمناطق الإقليمية السبع التي قُسمت حسب الأمم المتحدة، إذ تهدف المسابقة إلى إبراز دور الشباب في الحفاظ على البيئة.
هبة التي غادرت قطاع غزة عام 2012 وتستقر حالياً في دولة الكويت؛ تمضي قُدماً نحو الارتقاء بالواقع البيئي من خلال سعيها الحثيث لتأسيس منظمة عنوانها "المرأة في الطاقة والبيئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
مراسلة "مجلة آفاق البيئة والتنمية" أجرت حواراً مع "ضيفتنا" الحاصلة على شهادة دولية معتمدة لتصنيف المباني الخضراء التي يمنحها مجلس المباني الخضراء الأمريكي، وهي عضو مشارك في شهادة الريادة بمجال التصميم المُراعي للبيئة والطاقة؛ وتعمل حالياً في مجالي التدريب والتطوير؛ إليكم تفاصيل الحديث:
نبارك لكِ م. هبة هذا الإنجاز المهم؛ لنبدأ من اهتمامك بالبيئة الذي بزغ منذ الصغر.. حدثّينا عن دور المدرسة وأسرتك في تعزيز هذه الروح بداخلك؟
شكراً لاهتمامكم. في طفولتي كنت أهتم كثيراً بالتعرف على كل ما يدور حولي من نباتات وحيوانات ومناخ وتغيرات بيئية؛ كنت "صديقة الأسئلة" فلا أتردد في طرحها مراراً على والدتي حتى أحصل على إجابة استطيع فهمها في ذلك الحين.
وشاركت باستمرار في العديد من الأنشطة سواء في مجال البيئة أو مجالات أخرى أثناء المرحلة الدراسية وذلك من خلال البرامج والنوادي الصيفية التي تُقيمها المدرسة أو النوادي الخاصة.

شهادة بطلة الأرض الممنوحة للغزية هبة الفرا
يبدو أنكِ كنت مستعدة تماماً لاتخاذ قرار الالتحاق بــ كلية الهندسة البيئية.. أليس كذلك؟
التحقتُ في بداية الأمر بتخصص الهندسة المدنية؛ ملأني الأمل بأن تفتتح الجامعة الإسلامية بمدينة غزة قسم "الهندسة البيئية" ولأول مرة في فلسطين؛ مكثتُ انتظر وأتابع بصفه دورية عمادة كلية الهندسة في الجامعة؛ ولم أهدأ عن السؤال في ذلك الوقت: "متى سيتم افتتاح القسم بصورة رسمية ويُعلنُ عن بدء استقبال الطلبة المؤهلين؟"؛ لقد قضيت عاما ونصف العام أدرس الهندسة المدنية وفي الوقت نفسه اترقّب افتتاح التخصص الذي أحبه، هذا الصبر كان ينبع من إيماني أنني سوف أصبح يوماً ما مهندسة بيئية ناجحة ووفية لقضايا البيئة المحيطة بنا.

هبة الفرا لدى تسلمها شهادة بطلة الأرض من الأمم المتحدة
تحقيق الأهداف المرجوة من المحافظة على البيئة بشكل ممنهج؛ هل يتطلب بالضرورة الدراسة الأكاديمية؟
لنصبح شعوبا ومجتمعات مهتمة بالبيئة علينا أن نكبر على حبها ورعايتها وجعلها جزءا لا يتجزأ منا ومن عالمنا ومن جميع أنشطتنا؛ ويا للأسف أنه ينقصنا الكثير من الوعي نتيجة عدم التهيئة المبكرة منذ الصغر وغياب الوعي العام بقضايا البيئة وخطورة مشاكلها وآليات حلها وما تقتضيه من التزام بالضوابط؛ ناهيك عن عدم إلمامنا بتأثير الأنشطة البشرية في جوانب البيئة المختلفة من حولنا.
نعم أرى أن الدراسة الأكاديمية هي بداية كل شيء، بها بدأ مشواري وبفضلها أصبحت قادرة على التعمق بشكلٍ علمي وفني وتقني في مجالات البيئة؛ باختصار هذا التخصص أرسى لدي أسساً سليمة للانطلاق.
وأذكر أنه أثناء دراستي الجامعية شاركتُ في العديد من المخيمات الصيفية التي كانت ترّكز على دور الشباب في نشر الثقافة البيئية في مجتمعنا، بالإضافة إلي مشاركتي في العديد من البرامج التي أطلقتها مؤسسات دولية ومنظمات غير ربحية في غزة، بُغية الحفاظ على البيئة وتقليل المخاطر ومعدلات التلوث.
الفكرة الفائزة لماذا ؟
الفكرة التي تقدمتِ بها للأمم المتحدة ترتكز على مبدأ الحفاظ على البيئة من خلال مشاركة المرأة؛ لو تعطينا لمَحة عن فكرتك وآلية عملها؟
تقوم فكرتي على تشجيع المرأة لتكون جزءا من الحلول المستدامة عالميا وأداةً للتغيير في المجتمع العربي، وفقاً لأسس التوعية والإرشاد وتنمية المهارات الفنية والعلمية للنساء المستهدفات في المجتمع العربي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وذلك عبر برامج بيئية متنوعة مثل تلوث الهواء، تلوث المياه، النفايات الصلبة والخطرة، الزراعة المستدامة، التخضير، البيئة البحرية وغيرها من المواضيع التي أؤمن بأهمية دور المرأة في تعديل سلوك وثقافة المجتمع نحوها.

هبة الفرا الحائزة على لقب بطلة الأرض مع أفراد أسرتها
مع أنها قضية إنسانية عامة.. لماذا أردتِ "جندرتها"؟
المرأة في نظري يبدأ من عندها كل شيء وإن أردنا أن نصنع التغيير يجب أن نبدأ بها؛ هي من تؤسس وتُعلّم وتربّي وتنثر بذور الوعي ليس فقط في أطفالها بل في محيطها بأسره؛ إننا نفتقر إلى المرأة في هذا المجال مع أنها مسؤولة إلى حد كبير عن كثير من الأخطاء البيئية نتيجة جهلها ببعض الأمور.
لا أبالغ إن قلت: المرأة الفلسطينية هي صانعة التغيير في المنطقة، حتى أنها مركز القيادة والريادة في أغلب المجالات، ولا شك أن المنطقة العربية تشكو من كثير من مشاكل التلوث وتلك المشاكل البيئية تتشابه بين بلدانها، وإذا بدأت المرأة بنفسها ستقدر على تغيير سلوك المجتمع وتطبيق الحلول المستدامة وبدائل الطاقة، لتوفير وترشيد الطاقة والمياه وتقليل نسب النفايات والمخلفات.
تُرى ماذا بوسع المرأة الفلسطينية أن تفعل من أجل بيئتها؟
المرأة يمكنها فعل الكثير إن توفرت لها المعلومات اللازمة ما سيساعدها على تطبيق ما تعلمته ومن ثم ستنقله إلى الكبار والصغار؛ عبر مشاركتها للمعرفة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو عن طريق علاقاتها في البيت وأماكن العمل.
يمكن للمرأة أن تضغط بشكل جيد على المسؤولين حتى يضعوا البيئة ضمن أولوياتهم في كل المجتمعات العربية لأن ما يقع من تلوث يدفع الجميع ضريبته؛ ويؤثر سلباً وبشكلٍ خاص على المرأة صحيا واقتصاديا. فوفقا لدراساتٍ أُجريت للوقوف على مقدار الضرر الذي يقع من التلوث البيئي المتعدد الأشكال على الجنسين وتحديد نسبة تأثيره على كليهما، فقد تبين أن النساء أكثر عرضة للأمراض التي يسببها التلوث البيئي؛ إضافة إلى مساهمته في إفقارها، لذا يتوجب أن نرفع من وعي المرأة لتكون قادرة على حماية نفسها ومن ثم غيرها.
ما الذي يثير حنقك في بعض سلوكيات المرأة والتي قد تكون ضارة من حيث لا تدري؟
أغلب الاخطاء التي ترتكبها النساء وتكون سبباً في بعض المشاكل البيئية، إنما تنتج عن قله معرفتهن بالأخطار المترتبة على ذلك؛ وعلى سبيل المثال:
النفايات العضوية التي تنتج من المطابخ، نفايات الزيوت المهدرجة، النفايات الطبية والالكترونية وجميعها يمكن التقليل من الاعتماد عليها، وإعادة استخدمها وتدويرها إن أمكن، ويمكن للمرأة أن تلعب دوراً في تقليل استهلاك الكهرباء واستخدام بدائل الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.
وعلى أية حال؛ كل النساء بحاجة إلى دعم وتشجيع كلما أحسنّ صنعاً في هذا الجانب؛ حتى وإن أخطأنّ أحياناً يبقى شغفهنّ المتواصل لكلِ ما هو جديد ومفيد يتقدّ بداخلهن.

هبة الفرا مع سائر الفائزين على لقب أبطال الأرض لعام 2018
عن المسابقة
مسابقة الأمم المتحدة التي تقدمتِ لها ما هي الأهداف التي تحملها؟
مسابقة "بطل الأرض للحفاظ على البيئة" هي مسابقة سنوية تنظمها "الأمم المتحدة" بهدف تشجيع الشباب والأجيال القادمة لتقديم مبادرات للحفاظ على البيئة وتنفيذها على أرض الواقع.
إجمالاً تُقسم الأمم المتحدة قارات ودول العالم إلى سبع مناطق وتختار فائز واحد فقط يُمثّل كل منطقة؛ وقد تم اختياري عن منطقة غرب آسيا لعام 2018 من بين مجموعة كبيرة من الأفكار التي تقدّم بها الشباب ووصل عددها إلى 3000 طلب.
أهم أهداف المسابقة تشجيع الشباب على تطبيق وسائل وحلول بيئية مستدامة في حياتهم اليومية وحياة الآخرين، ناهيك عن نشر الوعي البيئي للأفراد والمجتمعات والإلمام قدر الامكان بالقضايا البيئية العالمية المحيطة بنا وبالوسائل المناسبة لإيجاد حلول لها، وتعديل سلوك الأفراد والمجتمعات اتجاه مصادر البيئة الطبيعية وتقليل نسب التلوث والهدر في الطاقة.
كما تسعى مسابقة من هذا النوع إلى تمكين وتعزيز دور الشباب في خلق مستقبل نظيف وصحي وبيئة سليمة خالية من التلوث بكافة أشكاله وأنواعه ومصادره.
ماذا عن آلية الاختيار؟
تم اختيار المتسابقين من بين مجموعة كبيرة من الطلبات كما ذكرت سابقاً؛ وتم تأهيلهم لمرحلة ما قبل النهائي، وقد تضمنت هذه المرحلة "التصويت العام" سعياً إلى تشجيع المجتمعات التي نعيش فيها لتصبح جزءاً من هذه المسابقة؛ وبناءاً عليه أرسلنا طلب التصويت للأهل والأصدقاء ورواد وسائل التواصل الاجتماعي حتى يتمكن المجتمع المحيط من التعرف على المسابقة؛ وفي النهاية تم اختيار الفكرة الأنسب من قِبل اللجنة الفنية التي تتولى عملية التقييم والحكم على مدى سهولة تطبيق الفكرة؛ أي أن نتيجة التصويت كانت جزءاً من النتيجة وليست كلها؛ فهناك فريق فني متكامل متخصص مهمته دراسة المقترح ومراجعته من حيث قابليته للتنفيذ على أرض الواقع، ومن اللطيف أن زوجي كان موقناً أنني سأحصل بجدارة على لقب "بطل الأرض" لمنطقة غرب آسيا.

هبة الفرا مع عائلتها
حصولك على هذا اللقب ماذا يعني لكِ؟
اللقب يعني لي بداية الطريق وأول الحلم، فلسطين وغيرها من دول غرب آسيا بحاجة إلى تغيير سلوك الأفراد والمجتمعات تجاه البيئة، وتمكينها من قضاياها وكيفية مواجهة مشاكلها وتطبيق الحلول المتوفرة والعملية تِبعاً لكل بلد وظروفه.
هل بدأت ِبخطة العمل لتنفيذ فكرتك على صعيد التدريبات وجلسات الحوار والتثقيف.. وماذا عن سقف توقعاتك بالنسبة لتفاعل النساء؟
حاليا أعمل على إعداد الملف الكامل للبرنامج وبشكل تفصيلي النقاط التي تتناول آليات تطبيق الفكرة والتسويق والدعاية والإعلان والملف التشغيلي والتنفيذي وسوف تكون الإنطلاقة بإذن الله في دولة الكويت التي أقيم فيها حاليا.
وقد أجريتُ الكثير من التقييمات والاستبيانات لدراسة الحاجة لمثل هذه الأنشطة والبرامج بين فئات النساء بمختلف أعمارهن من مرحلة المدرسة وحتى المراحل المتقدمة جداً، علماً أن مبادرتي تستهدف المرأة العربية أينما وجدت.
المرأة صانعة التغيير البيئي
ماذا عن فرص العمل التي يمكن توفيرها للنساء بعد صقل مهاراتهن في هذا الجانب؟
هذا النوع من البرامج والأنشطة يؤهّل النساء للحصول على فرص عمل أفضل في أي مجال من مجالات البيئة؛ على سبيل المثال يُمكن للمرأة إنتاج سماد طبيعي وتحويله إلى منتج تجاري من مخلفات المنزل "المطبخ" بشكلٍ خاص؛ ومن ثم البدء بــ "بزنس تسويقي" وبيعه في الأسواق وغيرها من الأفكار التي سنعمل عليها وما يتعلق بكيفية تنفيذها؛ إن هدفنا الأبعد هو خلق مجتمع واعي اتجاه البيئة ونأمل أن تلعب المرأة دوراً محورياً في تقليل نسب التلوث والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي وغيرها من القضايا الحرجة.
من خلال رصدك لواقع البيئة في فلسطين؛ ما الذي استوقفك طويلا وحفزّك بشكلٍ ما؟
البيئة في فلسطين تحتاج إلى كثير من الاهتمام والحلول السريعة نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها وما ترّتب عليها من نتائج سلبية ألحقت أضراراً فادحة بـ بيئتنا وتحديداً منطقة قطاع غزة، مثل تلوث التربة والهواء الجوي ومياه الشرب وهذا ناجم بشكلٍ واضح عن مخلفات الحروب والأسلحة التي تُستخدم ضدنا.
نحن بلدٌ محتل؛ ومع ذلك لم نتوقف يوماً عن المحافظة على هويتنا والإعلاء من شأن بلادنا ومقاومة الاحتلال سلمياً على قدر استطاعتنا وخبرتنا حتى نكون في مقدمة الأمم وصدارة الأسماء؛ ليقولوا "هؤلاء هم أبناء فلسطين"؛ وكان لنا ما أردنا.
لقد شهدتُ أكثر من حربٍ على غزة وفقدتُ الكثير من الأهل والأصدقاء؛ وما زاد فينا الاحتلال غير قوة الإيمان والأمل والإصرار بأننا نستحق الحياة بل نستحق أفضل حياة.
من هم الأبطال الستة الآخرين؟ وأي الأفكار أبهرتك ؟
الأبطال الستة من مناطق مختلفة في العالم كما موضح في الرابط
http://web.unep.org/youngchampions/2018/winners
أعجبتني فكرة الشاب "شادي رباب" الفائز عن منطقة أفريقيا "جمهورية مصر العربية"، وقامت فكرته على صنع آلات موسيقية من المخلفات البلاستيكية والنفايات الصلبة، فكرة جدا ملهمة وسهلة التطبيق.
من جديد يُدهشنا إبداع الشباب الفلسطيني، أخبرينا عن شعورك عند تلّقيك خبر فوزك؟
حينما بلغني خبر الفوز شعرتُ بفرحة لا تُوصف لأن فلسطين فازت على يد أحد أبنائها؛ وكّوني أول فلسطينية تحصل على هذا اللقب حمدتُ ربي أنني مثلت بلدي وكان لنا نصيب من هذه المسابقة العالمية.
لقد تعلمت من هذه التجربة أنه ينبغي علينا أن نؤمن بأفكارنا، وأن بوسعنا تنفيذها حتى لو استغرقت منا العُمر؛ بالمختصر إننا بالإيمان العميق بأنفسنا نحقق ما نرجوه، لقد أدركتُ جيداً أنه يجب أن نتعلم في كل يوم شيء جديد، وأن نصغي إلى ذوي الخبرة.
أن يكون المرء بطل الأرض.. ماذا يتطلب الأمر من مقومات؟
لا بد من المبادرة والمثابرة والاجتهاد والتعلم وسلامة التنفيذ وتنوع الخبرات وبناء العلاقات.
في الكويت تعيشين منذ سنوات وفيها بدأ مشوارك المهني واكتسبتِ الكثير من الخبرات.. برأيك ما الذي يمكن أن يصطدم به شخص شغوف بالبيئة ويعيش في بلد مُحاصر؟
إن اليأس هو أسوأ ما يصيب الإنسان، وعدم قدرتنا على رؤية الأمل؛ ومن المؤسف أن هذا ما يعيشه شبابنا بالرغم من توفر طاقات إبداعية "رهيبة"؛ أتمنى من أعماقي أن تزول هذه العتمة ويرى شبابنا وفتياتنا النور يتسلل إلى أحلامهم لتصبح حقيقة.
ومع ذلك أود أن أهمس في أذن كل شاب طموح ومهتم: "لا تفقد الأمل.. لا تفقد إيمانك واستمر في العمل على ما تحلم به وافعل ما بوسعك".
برأيك متى ينتاب المهتمون "الإحساس بالعجز" أمام بعض المشاكل البيئية؟
ثمة مشاكل مستعصية وليست سهلة التطبيق لأنها تتعارض مع مصالح الدول الكبرى والمصالح السياسية والقوى العالمية.
هل انتقلت "عدوى الحفاظ على البيئة" إلى عائلتك؟
في حياتي الشخصية أحرص على أن أكون شخصاً قريباً من أسرتي وأطفالي وأصدقائي وأن نتبادل المعلومات البيئية؛ أحب أن أمضي وقتي مع العائلة والأصدقاء في أجواء مرح؛ وبعضهم ينادونني يا "بيئة" وتحمل هذه الكنية المعنى الضمني بأنني شخص مبادر في مجال البيئة.
أخيراً؛ م.هبة حين تغمضين عينيك للحظة ما الأمنية التي تداعب روحك؟
أطمح إلى مستقبل نظيف وصحي للجميع وخالٍ من التلوث وظواهره المختلفة، وأتطلع إلى مستقبل واعد لكل الشباب العربي والمرأة على وجه الخصوص.