كلية الزراعة- جامعة سوهاج في مصر

يُعرف تغير المناخ بأنه أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة.
ومعدل حالة الطقس يمكن أن يشمل معدل درجات الحرارة، ومعدل التساقط، وحالة الرياح.
هذه التغيرات يمكن أن تحدث بسبب العمليات الديناميكية للأرض كالبراكين، أو بسبب قوى خارجية كالتغير في شدة الأشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة.
وبسبب نشاطات الإنسان، لا سيما فيما يتصل بالتوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام الــ 150 المنصرمة، ما أدى إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة.
هذه الأنواع من الموارد الأحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وقد أشارت دراسات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC) إلى أن هذا الارتفاع المستمر في المتوسط العالمي لدرجة الحرارة سوف يؤدي إلى العديد من المشكلات الخطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر مهددًا بغرق بعض المناطق في العالم، وكذلك التأثير على الموارد المائية والإنتاج المحصولي، وانتشار بعض الأمراض.
- الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية
سيكون هناك رابحون وخاسرون من تغيّر المناخ. نتوقع ازدياد هطول الأمطار في كلٍّ من شرق الصين وكولومبيا والإكوادور، في حين سيزداد الجفاف في مناطق البحر الكاريبي وتشيلي وغرب الصين والبحر المتوسط والبيرو، كل ذلك بحلول عام 2100.
توجد توقعات متباينة حول إفريقيا، من حدوث الجفاف في الشمال والجنوب، والرطوبة الشديدة في أماكن أخرى مثل كينيا.
تساعدنا هذه التوقعات على التنبؤ بالمناطق التي ستنقص فيها الزراعة وإمدادات المياه، ستحدث وفرة مياهٍ في المناطق المدارية الرطبة والمناطق على خطوط العرض العالية، ولكن سيتناقص توافر المياه وستزداد ظروف الجفاف في المناطق على خطوط العرض المتوسطة والمناطق شبه القاحلة من خطوط العرض المنخفضة، مما سيجعل مئات الملايين من الناس عرضة إلى كَرْبٍ مائي متزايد.
- تأثير تغيّر المناخ على إمدادات المياه
تُخزن أنهار الجليد الأرضية في جبال الهيمالايا المياه ليُفرج لاحقاً عنها إفراجًا منتظمًا على مدار السنة، مما يناسب بعض البلدان مثل الهند وباكستان.
ويحدث نفس الأمر في جبال الأنديز، التي تزوّد المياه إلى عددٍ من الدول مثل البيرو، وإذا تراجعت أنهار الجليد الأرضية بمقدارٍ كبيرٍ، فستتعرض غالباً آلية الإفراج عن المياه للخطر.
قد يتسبب الاحتباس الحراري العالمي أيضاً بحدوث بعض المشاكل في المدن الساحلية، وذلك حسب مدى ارتفاع مستويات البحر، وقد ترتبط هذه المشاكل بإمدادات المياه وبآلية التخلص من مياه الصرف الصحي.
- متى نتوقع رؤية تأثيرٍ ملحوظٍ على الصحة بسبب تغيّر المناخ؟
ينتج عن الاحتباس الحراري العالمي ارتفاعٌ بطيءٌ جداً في درجات الحرارة على مدى السنوات الثلاثين القادمة.
لا يجب أن نتوقع حدوث تغيّرٍ فوريٍّ في العوامل الصحية. هذا ما أسميه بالكارثة الزاحفة، سيتسبّب الارتفاع غير المرئي في مستوى سطح البحر بمقدار 1.5 سنتيمتر تقريباً في السنة بارتفاع 1.5 متر بحلول عام 2100.
هذه لا تماثل كارثة تسونامي، إنه تغيّرٌ بطيءٌ لكنه كافٍ لشغل حيز اهتمام المهندسين في كثيرٍ من أنحاء العالم.
وعندما يعيش 146 مليون شخص على ارتفاعٍ أقل من مترٍ واحدٍ من مستوى سطح البحر، فإن عدم اتخاذ أي خطوات حول تغيّر المناخ على مدى المائة سنة القادمة سيترك أثراً كبيراً على حياة الكثيرين.
إضافة إلى ازدياد معدلات المرضى والوفيات الذي تسبّبه الظواهر الجوية الشديدة كموجات الحر والجفاف والفيضانات، من المرجح أن يساهم تغيّر المناخ في زيادة عبء أمراض سوء التغذية والإسهال، كما يُحتمَل ارتفاع وتيرة أمراض القلب والجهاز التنفسي بسبب التغيرات في نوعية الهواء، وفي توزع بعض نواقل المرض، قد يسبب هذا كله عبئاً كبيراً على الخدمات الصحية.