بـ "الطاقة النظيفة" أبددّ ظلام غزّتنا
خاص بآفاق البيئة والتنمية
مرح خرمة
لكُل منّا أسبابه التي تدفعه لاختيار هدفه في الحياة، أنا أُحبّ الأشياء العملية وأميل إلى كل ما يُمكن تحويله إلى واقعٍ ملموس ومفيد للبشرية، بعيدًا عن جمود القوالب النظرية.
انطلاقًا من هذا اخترت دراسة “أنظمة الطاقة الشمسية وتركيبها”، كتخصصٍ جامعي أشقّ به رحلتي لأُضيء عَتمة المدينة التي اعتادت الظلام لساعات طويلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
لم يكن اختياري سهلًا، ففي غزة غير مألوف أن تجد فتياتٍ يعملن في مهنٍ ظلّت لسنوات حكرًا على الرجال، لكن ذلك لم يمنعني من السير في طريقي وإثبات نفسي سعيًا إلى النجاح.
عملت برفقة مجموعة من زميلاتي في الكليّة، مع إحدى الشركات المحلية ذات الاختصاص، لتركيب اللوحات الشمسية فوق أسطح البنايات والمنازل، بحيث تتولى تغذيتها بالكهرباء عن طريق بطاريات شحن يُعاد شحنها من الخلايا الشمسية، بما يضمن توزيعها بشكلٍ ثابت ومستمر.
على مدار الأيام التي أكسبتنا الخبرة، كنت مُولعة بكل دقيقة في العمل رغم مشقته؛ لكم أن تتخيلوا، نتشارك مع زملائنا الشباب، بكل مراحل تجهيز الخلايا، بدءًا من حمل الألواح، وتمديد الكوابل وتجميع الخطوط، وصولًا إلى صورتها النهائية، ومع ذلك قلوبنا مُفعمة بالحماس، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
تركيب الخلايا الشمسية، طاقة نظيفة صديقة للبيئة، يُمكننا العمل معًا بتكاثف الجهود، من أجل تجاوز ظروف مدينتنا التي تزداد سوءًا، دون الالتفات لصغائر الأمور من قبيل (أنتِ بنت، وهذا مجال شباب) فالأهم من ذلك هو التغيير الحاصل.
ثمة مقولة أثرّت بي، وأنقلها لكل الفتيات الحالمات بواقعٍ أجمل لأهدافهن الحياتية، “إرضاء الناس غاية لا تُدرك” لذا سِيري طالما أنكِ تُشبعين رغبتك وموهبتك في نطاقٍ مسموح دينيًا.
مرح خرمة (20 عامًا)/ فني طاقة شمسية، من دير البلح وسط قطاع غزة