خاص بآفاق البيئة والتنمية
تلتقي بطلبة جامعات وخريجين في طوباس، وتطرح عليهم سؤالاً مُركباً: ما هي البيئة؟ ولماذا برأيكم لا نهتم بقضاياها في بلادنا؟ بعد الإجابة، تطلب منهم الاستعانة بخدمات محرك البحث "جوجل" للتعرف إلى المفهوم والأسباب أيضاً، دون التوجه إلى الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا).
تأتي إجابة عرين دراغمة وحلا بشارات: هي باختصار الثروة النباتية والمناخ والرعي الجائر واقتلاع الأشجار بفعل المستوطنات والاحتلال، وفي أيام الطفولة كان حال البيئة وأزهار الربيع أكثر جمالاً. أما اليوم فكل شيء يتغير، حيث ازدادت البيوت البلاستيكية كثيراً، وقلت الأمطار.
تقولان: سبب عدم اهتمامنا بالبيئة غياب الوعي الذاتي من قبل المواطنين، واعتمادهم على الاتكالية، والإدعاء دائماً أن الاحتلال هو السبب في التخريب.
ووفق سماح صبيح وإيمان بشارات وحلا صوافطة، فإن فلسطين من أجمل البيئات الموجودة في العالم، لكن هذه البيئة الرائعة لا تحظى بالاهتمام الكافي من المواطنين؛ بسبب عدم وجود قوانين وتشريعات تنص على المحافظة على البيئة، فانتشار المصانع ودخانها السام أدى لكوارث بيئية. كما أن حرق النفايات يؤدي إلى تكوين سحب سامة، ولا نغفل عن الاحتلال الذي ينهب أرضنا ويسرق مياهنا، ويلوث بيئتنا.
وتؤكد الثلاث أن عدم الاهتمام بالبيئة عائد إلى غياب الثقافة، و"قلة الذوق" بين المواطنين، الذين يدمرون البيئة، ولا يهتمون بالزراعة، ويرمون النفايات في كل مكان، دون حسيب أو رقيب.
ويرى عدي دراغمة أن فلسطين جميلة ببيئتها الطبيعية، وتنوعها الحيوي الذي يتجاوز 2700 نبتة برية، وأكثر من 530 نوعاً من الطيور، ولكن كل هذا مهدد بسبب الاحتلال وممارساته، وتخريب الناس أيضاً لبيتهم بأيديهم، دون أي اكتراث.
وبحسب وفاق بني عودة وهبة بشارات، فإن فلسطين متميزة في مناخها وتنوع ما ينمو فيها من نباتات، غير أن الاحتلال يدمرها ويلوثها، أما الناس عندنا فلا يهتمون بها لغياب الثقافة والوعي، فالجاهل عدو نفسه قبل أن يكون عدواً لبيئته.
ويعتقد هشام دراغمة أن الاحتلال هو السبب الأول في تخريب بيئتنا، عدا عن تدمير المواطنين لبيئتهم؛ لأنهم لا يعلمون قيمتها الحقيقية، فيقطعون الأشجار، ويصطادون الحيوانات بشكل جائر، ويلوثون الطبيعة بكل شيء.
واستناداً إلى كوثر بشارات وسهاد دراغمة، فإن بيئة فلسطين مميزة بطبيعتها ومناخها وأقاليمها النباتية، لكن عدم اهتمام المواطنين بها يعود إلى غياب الحرية، ووجود تحديات كبيرة مثل الغلاء والفساد والمخدرات. وإذا أردنا أن نعزز من الوعي البيئي، فعلينا أن نذكر الناس بأن النظافة من الإيمان.
ويظن محمد مشرف وباسل صوافطة أن عدم الاهتمام بالبيئة عائد بشكل أساسي إلى غياب الوعي، والإهمال الذي يتفاوت من شخص لآخر.
وتعتقد زينب بشارات أن الاحتلال هو السبب الرئيس في تدمير البيئة وتخريبها، كما أن الناس يظنون أن جهودهم في هذا المجال يمكن أن تذهب في الهواء؛ بسبب إجراءات الاحتلال التي تخرب كل شيء.
aabdkh@yahoo.com