تشوه المشهد البيئي في مدينة بيتونيا...من غابة خضراء إلى مدينة تغرق بالإسمنت (دراسة)
الملخص:
يشمل المشهد الطبيعي على عناصر مختلفة كالغطاء النباتي والتضاريس والمياه والتنوع الحيوي والأنشطة الطبيعية والتجمعات الاقتصادية والتجمعات المحلية، حيث يعتبر المشهد الطبيعي موردًا اقتصاديا مهماً في قطاعي الزراعة والسياحة بأنشطتهما البشرية والاقتصادية المختلفة. فعناصر المشهد الطبيعي تتعرض لتهديدات مختلفة في منطقة الدراسة التي تتركز في مدينة بيتونيا وخاصة البلدة القديمة، حيث هدفت هذه الدراسة الى تحديد أهم العوامل التي أثرت على مشهد مدينة بيتونيا وتحديد مدى وعي السكان بمفهوم المشهد الطبيعي وضرورة الحفاظ عليه، وقد تم استخدام عدة مناهج منها المنهج التاريخي من أجل رصد التغيرات الحاصلة على مدينة بيتونيا خلال الفترات السابقة والحالية، والمنهج التحليلي والوصفي من حيث الصور الجوية لسنوات مختلفة، والعمل الميداني لدراسة المشاكل التي توجد في بيتونيا.
تعاني مدينة بيتونيا في الفترات الأخيرة من تشوه المشهد الطبيعي فيها، حيث أن ندرة الموارد الطبيعية في منطقة الدراسة، وتزايد الطلب على هذه الموارد بسبب الزيادة السكانية وقصورها عن تلبية احتياجات السكان، ساهم بزيادة الضغط على تلك الموارد ووفرتها الإنتاجية، وبالتالي تراجعها وتدهورها، ولذلك يجب الاهتمام بإيجاد طرق للحد من التدهور البيئي من أجل توفير طبيعة مؤهلة للعيش مع الأجيال القادمة دون أضرار ومشاكل.
شكل رقم 1: خرائط منطقة الدراسة
المشهد الطبيعي في بيتونيا
يعدُّ التحضر وما صاحبه من مشاكل أدت الى تشويه المشهد الطييعي لمدينة بيتونيا أحد أكثر الأسباب البشرية انتشارا لفقدان الأراضي الصالحة للزراعة (لوبيز، وبوكو، وميندوزا، دوهاو، 2001)، حيث ان انخفاض الغطاء النباتي الطبيعي وتحويل المناطق الريفية في بيتونيا الى مناطق حضرية، من الأمور التي بدأت تلفت انتباه العديد من السكان، لما لها من تأثيرات على المنظر الجمالي والعامل النفسي والصحي والاجتماعي للسكان والسياح القادمين إليها، (قرط.2016) وقد قامت العديد من الدراسات والمنظمات بتعريف المشهد الطبيعي وبينت أهمية الحفاظ عليه كاتفاقية المناظر الطبيعية الأوروبية، التي عرّفت المناظر الطبيعية على أنها "منطقة ينظر إليها الناس، يكون طابعها نتيجة للعمل والتفاعل بين العوامل الطبيعية والبشرية" (European Landscape Convention, 2000: Article 1: a) .
ومن المهم التحدث عن تغيرات وتشوهات المشهد الطبيعي من أجل لفت الانتباه على ما يسبب هذا التغير، ومعرفة العوامل التي سببت تشوه المشهد الطبيعي بما فيها تلك الطبيعية والبشرية (أنتروب، 1998؛ بورجي وآخرون، 2004؛ الأخضر وفوس، 2001).
شكل رقم 2 صور جوية لمنطقة الدراسة في عام 2003 -1994
وقد أشار (أكرم حلايقة،2016؛ وأنتروب، 2005؛ بورجي وآخرون، 2004؛ غوبستر وريكنباخ، 2004؛ نوسر، 2001) إلى أن هناك العديد من الأنشطة البشرية التي تؤثر على تغير المناظر الطبيعية مثل الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والتكنولوجية والتحضر، وإمكانية الوصول أيضا إلى محركات لتغيير المناظر الطبيعية. وقد ناقشت العديد من الدراسات المتغيرات التي تؤثر على تصور تغير المناظر الطبيعية مثل العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فضلا عن الخبرة والألفة والإحساس والسمات الشخصية مثل العمر والجنس (بيل، 1999؛ غوبستر، 1998؛ سيل أند زوب، 1986؛ توان، 1974؛ زوب، 1987). كما انا الباحث عاصي (1998) قام بمقارنة الفرق في التصور لمختلف المناطق الحضرية (القديمة والجديدة) بين العاديين والمهنيين من الشعب الفلسطيني في مدينة نابلس. وأظهرت النتائج أن تفسير المشهد الحضري يتأثر بالتوقعات والقيم والمعايير الثقافية والخبرات السابقة والاحتياجات والرغبات. وأظهرت نتائج عاصي أن هناك اختلافات في الرأي بين الناس العاديين والمهنيين، مع الاستنتاج أن مشاركة الناس يمكن أن تكون مفيدة في تعزيز نوعية البيئة المبنية (عاصي، 1998).
وقد أجرى غاستير (1998؛ 1999) بحثا ميدانيا حول التصورات المتعلقة بتغير المناظر الطبيعية في جنوب الضفة الغربية، وأجرى مقابلات مع مجموعات مختلفة من المزارعين والبدو والعلماء الفلسطينيين والعلماء الإسرائيليين الذين عمل بعضهم مع الفلسطينيين. وكان الاستنتاج أن تصور الطبيعة والمناظر الطبيعية يختلف بين الناس، ويتأثر بالتفاعل السائد مع المناظر الطبيعية والمعتقدات السياسية والانتماء الجماعي.
وتواجه جميع المناطق تقريبا في فلسطين تهديدات كبيرة تتفاوت بين الممارسات الزراعية السيئة والرعي الجائر، إلى المحاجر التي تجري دون أي رقابة. وتشكل الإنشاءات والنفايات المنزلية أيضا أحد الأسباب الرئيسية لتدهور المناظر الطبيعية؛ وتمتد التنمية الحضرية العشوائية إلى خارج التجمعات السكانية القائمة، ويزداد الوضع سوءا من جانب الإسرائيليين، وتكمن أهمية دراسة المشهد باعتباره جزءا رئيسيا من الموارد الطبيعية الموجودة، بالإضافة إلى كونه موردًا اقتصاديا مهما للزراعة والسياحة، وكونه موطنا للحياة البرية النباتية والحيوانية، إذ أن المشهد يحدد طبيعة حياة وأوضاع الإنسان (إسماعيل،2012). ولكن هناك العديد من العوامل التي تسبب تفتت وتشوه المشهد في منطقة الدراسة أهمها: النمو السكاني العالي والنفايات والتحضر السریع، وجود الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والذي يؤثر بشكل كبير على طبيعة التمدد واتجاهه وتطوره (قرط،2016) (شاهين،2007)
شكل رقم 3 نسبة زيادة المباني من عام 2003 -1994
الاستنتاجات والمناقشة:
بلدية بيتونيا وبعض مؤسسات البيئة أجمعت في لقاء معها، أن هناك تشوهاً حاصلاً في مدينة بيتونيا ناجم عن تصرفات بعض السكان الغير مسؤولة، إضافة إلى زيادة الملوثات بالهواء من النفايات والمصانع والمحاجر التي تسببت بحدوث مناطق حرارية في بعض المناطق شديدة التلوث، كما ان بلدية بيتونيا أكدت انها تقوم بمخالفة من يخرق قوانين حماية البيئة كالبناء غير القانوني، وقد أكد على ذلك عدد من العائلات التي تسكن بلدة بيتونيا من خلال مقابلات أجرتها الباحثة كعائلة السيدة قرط البالغة من العمر 60 عاماً، والتي ذكرت أن هناك تشوهاً في المشهد الطبيعي في بيتونيا مقارنة بالتسعينيات والثمانينات والفترات الأقدم، حيث كان السكان يعتمدون على الزراعة بشكل كبير وتربية المواشي، وكانت العلاقات بين السكان مبنية على الحب والتفاهم.
ولكن الآن، تضيف قرط، أصبحت البلدة كبيرة وملوثة بأشكال ولأسباب مختلفة، فمثلاً لا تقوم بعض العائلات بالالتزام بالقوانين فتقوم ببناء بنايات مخالفة دون أية تصاريح، وتقوم برمي النفايات المنزلية السائلة والصلبة ببراميل ووضعها بالطرقات، أو برميها بالطرقات مباشرة، ما يسبب روائحَ كريهة بالمنطقة، كما أن السكان يقومون بإلقاء النفايات بالمنازل القديمة عوضا عن الحفاظ والاهتمام بها، فيتم ببعض الأحيان معاقبة هذه العائلات ولكن ليس دائما، إضافة إلى ذلك يلقي الاحتلال بعض النفايات على المناطق الزراعية ويقوم بشق الطرق الالتفافية ومصادرة الاراضي وغيرها من الممارسات المضرّة بالبيئة. (قرط 2016) (عابور 2017). وقد لاحظت الباحثة من خلال مقابلاتها ودراستها الميدانية لمنطقة الدراسة، أن هناك بعض التشوهات في نطاقات مختلفة من البيئة.
إن العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من اكبر التهديدات التي تواجه المساحات الخضراء في منطقة الدراسة، اذ أدى نمو السكان الكثيف بعد التسعينيات الى تطور مدينة بيتونيا عمرانيا وسكانيا، ما ساهم في تقلص المساحات الخضراء والغابات، حيث ان الزحف العمراني على الاراضي المختلفة أدى الى اقتطاع العديد من الاشجار ما أدى الى انقراض بعض انواع النباتات والأشجار وتناقص أعدادها، فأصبحت من المظاهر التي سببت تشوهاً في المشهد الطبيعي في المنطقة، قبل ان يحتل العمران والبناء معظم أراضيها، والتي صاحبها نقصان وانقراض بعض أنواع الحيوانات وتعرض حياة البعض للتهديد، وقد سببت هذه التغيرات وسلوكيات الانسان الغير مدروسة ظهور بعض النباتات الغير مرغوبة والمستساغة والتي يمكن من خلالها الاستدلال على بداية ظاهرة التصحر في بعض المناطق، كنبات النتش والشوك والتي تم ملاحظتها في الميدان (الموسوعة الفلسطينية، 1984) و (الدباغ،1993) و (ماس، 2014) و (وزارة شؤون البيئة 2001).
شكل رقم 4 نسبة تراجع الأراضي الخضراء من عام 2003 -1994
في مدينة بيتونيا ايضاً يوجد العديد من الينابيع الصغيرة والكبيرة الغير مستخدمة حالياً، كعين قينيا الملوثة بالبكتيريا البرازية التي غالبا ما تكون من الحفر الامتصاصية وعين جريوت الغير مستخدمة بسبب الملوثات التي تحيط بها، وتلوثها بالحفر الامتصاصية في البلدة القديمة. (ياسين 2016) (مصلحة مياه محافظة القدس)
كمان ان تربة منطقة الدراسة تتلوث بالعديد من المركبات الغريبة عن مكوناتها المعدنية والعضوية والتي تصل اليها مع مياه الري والرياح أو قد تكون مذابة بالأمطار، أو من خلال المبيدات الحشرية والعشبية، ومن المخلفات الصناعية والغازية، وتتحلل بعض هذه المركبات في التربة، وقد تمتصه النباتات وينتقل إلى الحيوان، ومن ثم الى الإنسان، وقد تتسرب أيضا إلى المياه الجوفية وتلوثها.
أسباب التربة الملوثة
ويمكن تقسيم المصادر التي تساهم في تلوث وتدهور التربة في منطقة الدراسة الى:
- النفايات المنزلية: والتي تتكون غالبا من مواد عضوية وألمنيوم وورق واقمشة وطعام وزجاج وبلاستيك، وعلب وبعض المخلفات الخطرة الناتجة عن البطاريات والأدوية وصور الاشعة التي لا يتم التخلص منها بشكل مناسب، وتتصف هذه المخلفات بقابليتها على التعفن، والاحتراق بسرعة مسببة انتشار روائح كريهة، يسبب تركها تجمع الذباب والحشرات والحيوانات، ما يساهم بنقل الأمراض للإنسان وتشوه المشهد البيئي.
رمي النفايات المنزلية في بلدة بيتونيا- تصوير محمد قرط
- النفايات الصناعية ونفايات البناء: التي تختلف من مصنع لآخر في منطقة الدراسة، كمخلفات تقطيع الحجارة والجرانيت ومخلفات الألمنيوم والمصانع الغذائية والبلاستيك وإطارات السيارات المستخدمة والغير مستخدمة وغيرها، والتي تعد من أخطر المخلفات كونها غير قابلة للتحلل في التربة. وكذلك فضلات المحلات التجارية والأسواق وبقايا فضلات الحيوانات والذبح العشوائي، والتي تتكون من بقايا النباتات والفواكه والخضراوات والنفايات الحيوانية مثل فضلات الحيوانات وبقايا المسالخ، وهذا النوع من النفايات يصدر عنه روائح كريهة ويجمع الحشرات مثل البعوض والذباب، والحيوانات كالقطط.
ولهذه المخلفات العديد من التأثيرات الصحية والاقتصادية: كانتشار الأمراض الجلدية والعيون بسبب الذباب والبعوض والديدان والقوارض، كما ان ترك هذه المخلفات لفترات طويلة دون التخلص منها يؤدي إلى انتشار غازات الأمونيا وأحادي أوكسيد الكربون والميثان وكبريتيد الهيدروجين، التي تعد من الغازات السامة المؤثرة سلبًا على صحة الإنسان، والمسببة للعديد من الأمراض له. أما حرق هذه النفايات الذي يسبب انتشار الدخان وانبعاث الغازات السامة مثل الزرنيخ والكروم والتي تلوث المياه الجوفية ومياه العيون القريبة منها. هذا عدا عن الاضرار النفسية والاجتماعية الناتجة عن تشوه جمال الطبيعة والتي قد تسبب التشوش الفكري وعدم قدرة الانسان على العطاء والإنتاج. اما تأثيراتها الاقتصادية: فهي تتسبب بنقص المنتجات الزراعية والمواد الغذائية التي يحتاجها الإنسان والحيوان من أجل النمو والديمومة، كما انها قد تتسبب بانقراض العديد من الحيوانات في منطقة الدراسة (وزارة شؤون البيئة 2001).
في النهاية فإن بقاء آثار النفايات المختلفة بعد إزالتها، والتخلص الخاطئ من النفايات الصلبة والمياه العادمة في رام الله والبيرة وبيتونيا وباقي قرى منطقة الدراسة، وعدم أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة، يزيد من احتمالية تلوث التربة التي ترتبط بمخاطر على صحة الإنسان، سواء من خلال لمسها او عن طريق تلويثها للمياه الجوفية.
- قيام السكان بإزالة الغابات الطبيعية من خلال عمليات التوسع العمراني وبناء المدن وشق الطرق، أدى الى تقليص قابلية الطبيعة في استهلاك غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث كانت تعرف بيتونيا قديماً بغاباتها وأراضيها الزراعية كما كانت تضرب بها الأمثال الشعبية.
- انتشار الكسارات والمحاجر والمناشير والمصانع في المنطقة زاد من التلوث الهوائي والضوضائي، وتلوث التربة والمياه حيث ان:
- يعد الغبار والغازات الناتجة عن المصانع والورش الموجودة ضمن منطقة التخطيط كمناشير الحجر، رخام، طوب، بلاط، مصانع المناهل وأغطية السكب وغيرها، ويعتبر التلوث الناتج عن السائل المختلط بالكلس (الجير) عن مصانع البلاط مصدراً آخر لتلوث الهواء.
- معظم المصانع في منطقة الدراسة قد تم بناؤها دون عمل دراسات تقييم الأثر البيئي قبل الإنشاء، أو دراسات المراجعة البيئية. مما أدى الى وجود صناعات داخل المناطق السكنية، مثل بعض شركات الأدوية في مدينة بيتونيا ومصنع الكرتون في أم الشرايط، مصنع الشوكولاتة بالقرب من الفندق السياحي، ومصنع الأدوية لشركة القدس في منطقة البالوع، ووجود بعض المناطق السكنية داخل المناطق الصناعية كما هو حاصل في مدينة بيتونيا.
- عدم وجود عازل أو مناطق فصل أو حزام اخضر في المناطق الحرفية والصناعية والاعتداء على الارتدادات، وعدم التزام المصانع بتشغيل محطات معالجة المياه العادمة قبل صرفها إلى شبكة الصرف الصحي، واستخدام بعض الصناعات لمواد ممنوعة بيئيا مثل استخدام الفحم الحجري يعدُ مصدراً لتلوث وتدهور البيئة.
- بعض البنايات تم بناؤها بشكل غير قانوني، وذلك مثل بعض التجمعات في البلدة القديمة في بيتونيا.
- التلوث الناتج عن أنظمة إدارة النفايات الصلبة من خلال التخلص منها بطريقة غير صحية ومخالفة للقوانين، حيث يمكن ملاحظة المكبات العشوائية والنفايات التي يتم جمعها بطرق عشوائية، ثم تجميعها في مكبات منافية للشروط الصحية البيئية، عن طريق حرقها بشكل جزئي بطرق مخالفة للقانون الفلسطيني، فتبقى بعض الطبقات منها لتصبح مسكناً للحشرات والقوارض ومصدراً للروائح الكريهة، او عن طريق تراكم النفايات على الأراضي، وعلى جوانب الطرق، وحول الحاويات المخصصة لجمع النفايات مثلا البلاستيك او عجال السيارات وغيرها. (دراغمة.2017) او عن طريق طمرها مع النفايات الصلبة والتخلص منها مع المياه العادمة مما يؤثر سلباً على البيئة والإنسان، كعدم فصل ومعالجة النفايات الخطرة الصلبة والسائلة الناتجة عن المصانع التحويلية والأدوية، حيث يتم التخلص منها إما بطمرها مع النفايات الصلبة، أو جلب إطارات السيارات المستخدمة وحرقها.
ولهذه النفايات أنواع مختلفة:
أولا: النفايات المنزلية الناتجة عن المنازل والمطاعم والفنادق.
ثانيا: نفايات النشاط الزراعي والحيواني سواء أكان مخلفات نباتية، أو عضوية في المناطق الزراعية.
ثالثا: مخلفات عمليات التعدين والصناعة والمخلفات الناتجة عن البناء والإنشاءات المختلفة. حيث انه لا يتم فصل النفايات الخطرة من المناطق الصناعية عن النفايات المنزلية، مما يؤدي إلى وجود مواد خطرة في العصارة الناتجة عن النفايات التي قد تسبب تلوث المياه السطحية والجوفية.
رابعا: النفايات الطبية الناتجة عن العيادات التي لا تراعي شروط التخلص الآمن من النفايات، وجود بعض المراكز الصحية ضمن المناطق السكنية مما يؤدي إلى اختلاط هذه النفايات مع النفايات المنزلية والزراعية، وزيادة احتمالية التعرض للنفايات الطبية الملوثة وذلك مثل مركز بيتونيا الطبي.
قطاع الصرف الصحي: على الرغم من توفر عدد من شبكات الصرف الصحي، إلاّ ان البعض يعاني من عدم توفرها في أجزاء من مدينة بيتونيا كالبلدة القديمة ما يفاقم المشاكل البيئية التي تتلخص فيما يلي:
- تعاني مدينة بيتونيا من تسرب المياه العادمة وصب جزء من المياه المتسخة في الشوارع، ما يؤدي إلى تشويه القيمة الجمالية للمنطقة وانتشار روائح عدا المخاطر الصحية والبيئية على السكان والحيوانات الموجودة، كمنطقة الكروم الشمالية والبطن الشرقي في بيتونيا، واللتان تعانيان من تسرب المياه العادمة من المناطق المرتفعة للإسكانات إلى المناطق الأقل انخفاضاً، وذلك بسبب حاجة شبكات الصرف الصحي القائمة إلى الصيانة وإعادة التأهيل.
- عدم تعاون بعض المواطنين في بعض المناطق من خلال الشبك غير القانوني لأنابيب تصريف مياه الأمطار على شبكة الصرف الصحي، واستخدام الخزانات الصماء ما يتسبب بفيضانها باتجاه المجاورين، أو حفر حفرة امتصاصية لقلة التكاليف التنفيذية والتشغيلية لهذه الحفر.
التلوث بالضوء والضجيج: أصبحت مدينة بيتونيا مصدراً للضجيج نتيجة انتشار العديد من مصادر التلوث الضوضائي كالأصوات الناجمة عن مقالع الصخور والحجارة، والأصوات الناجمة عن المصانع والمحلات التجارية، والأصوات الناجمة عن وسائل النقل والمواصلات وخاصة القديمة والغير مرخصة منها.
الخاتمة
بعد الإيمان بالأهمية الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية والسياسية والنفسية للمشهد الطبيعي في المحافظة على جمالية الطبيعة، وتشجبع السكان والسياح باعتبارهم أحد الجوانب الإيجابية التي يجب الاستفادة منها، تم التطرق إلى بعض مسببات التلوث كالمحاجر والنفايات ومياه الصرف الصحي وغيرها، والتي شوهت البيئة في مدينة بيتونيا وأثرت سلباً على المشهد الطبيعي، محاولةً من الباحثة لنشر الوعي حول التأثيرات السلبية لتفاديها والسير بالطريق الآمن الذي يساعد على تحسين وتطوير الجوانب الإيجابية والحفاظ على صحة الإنسان والكائنات الحية والبيئة.
المراجع:
ابوقرع، دعاء. خطيب ، دعاء. بشارات، قمر ناصر، سعید. أبو حماد، أحمد. 2016. إدارة المشھد الطبیعي في منطقة جبال فلسطین الوسطى( الشرقیة كحالة دراسیة
اسماعیل، نبال موسى. 2012 . الخصائص السكانية، وتأثيرها على المشهد في محافظة رام الله: دراسة مقارنة: مدینة، قریة، مخیم . رسالة ماجستیر، جامعة بيرزيت .
- أمجد، ابراهيم.2016. مقابلة شخصية. مدير دائرة التقييم البيئي.
- برافر، موشيه ويوسف بشارة وحكم عراقي. 1998. أطلس طبيعي سياسي وإقتصادي. لندن: دار النشر الذهبية.
- بلدية بيتونيا. 2010. حول المدينة. تاريخ الدخول 21 الاثنين 11, 2016. http://www.beitunia.ps/index.php?id=city.
- حلايقة، أكرم. 2016 مدير دائرة السياحة والملاحة في سلطة جودة البيئة.
- سلام فاضل علي. 2016. البيئة والتلوث (اسس ومبادئ وتطبيقات). المملكة الاردنية الهاشمية: دار الدجلة.
- شعبان، سامة حسين. 2011.التصحر دراسة تطبيقية من منظور جغرافي. دار الفجر، القاهرة، مصر.
- الشيخ، آمال بنت يحيى عمر.2012. إدارة التدهور البيئي لساحل جدة باستخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية؛ إستراتيجية مقترحة للتنمية السياحية المستدامة. للمجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية. المجّلد 5، العدد ،3.
- صفر، احمد الحميدي. 2015. التدهور البيئي في مصر: منهج دليلي لتقدير تكاليف الضرر والعلاج والتعافي. سلسلة القضايا، التخطيط والتنمية. مجلة بحوث اقتصادية عربية مصرية
- عابور، مدحت.2017. مقابلة شخصية قسم المياه والصرف الصحي والكهرباء. بلدية بيتونيا.
- عبلة، بطاش. 2014. التدهور البيئي واشكاله بناء الامن الصحي للأفراد. جامعة فرحات عباس -سطيف-. القبطة، ابراهيم. 2016.مقابلة شخصية. مدير دائرة الصحة سلطة جودة البيئة.
- قدورة، يوسف. (1999). تاريخ مدينة رام الله. الطبعة الثانية، رام الله، مجلس بلدي رام الله.
- دراغمة، يوسف. (2017). مقابلة شخصية. قسم ادارة النفايات الصلبة. بلدية البيرة
- الدباغ، مصطفى مراد. (2003). بلادنا فلسطين. ج8. كفر قرع، دار الهدى.
- الكتمور، حسن. 2012. المشهد الجغرافي: مقاربة تطبيقية بمطقة ازور. اشغال ندوة الهجرة والتنمية كليه الاداب-المغرب.
- نور الدين حمشة. 2006. الحماية لجنائي البيئة: مقارنة بين الفقه الاسلامي والقانون الوضعي، مذكرة قدمت لنيل درجة الماجستير في الشريعة والقانون. باتنة. الجزائر.: كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الاسلامية، جامعة الحاج لخضر.
- وفا وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية. 2011. رام الله والبيرة. Accessed 11 21, 2016. http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=3301.
- وزارة شؤون البيئة. 2001. الاستراتيجية البيئية الفلسطينية. البيرة: فلسطين.
- وزارة الحكم المحلي ووزارة التخطيط. 2009. المنطقة الميتروبوليتانية رام الله والبيرة وبيتونيا. رام الله: فلسطين.
- ياسين، عادل سليم عبد الله.2016. مقابلة شخصية. مدير الصرف الصحي. سلطة المياه
- يوسف، ثابت. 2017. مقابلة شخصية. مكتب سطلة جودة البيئة في محافظة رام الله والبيرة.
المراجع باللغة الإنجليزية:
- Antoneli, Giovanni. 2007. Preserving cultural Landscapes in Palestine: safeguarding historical and environmental resources toward a sustainable development. Conservation and Management of Landscape in conflict Regions.
- Antrop, M. 1998. Landscape change: Plan or chaos? Landscape and Urban Planning 41:155-161. Antrop, M. 2004. Landscape change and the urbanization process in Europe. Landscape and Urban Planning 67:926.
- Antrop, M. 2005. Why landscapes of the past are important for the future. Landscape and Urban Planning 70:21-34. Appleton, J. 1975. The experience of landscape. John Wiley and Sons Ltd.
- Assi, E. 1998. Interpretation of Built Environment: User Approach with Reference of Old City of Nablus, Edinburgh College of Art.
- Barghouth, Jamal. 2007. The Modernization and Israelization Process in the
- Bell, S. 1999. Landscape pattern, perception and process. E&FN Spon, London.
- Benvenisti, M. 2000. Sacred Landscape, The buried history of the holy land since 1948. University of California Press.Los Angeles, London.
- Bourassa, S.C. 1988. Toward a Theory of Landscape Aesthetics. Landscape and Urban Planning.
- Burgi, M., Hersperger, A. and Schneeberger. 2004. Driving Forces of Landscape Change - Current and New Directions. Landscape Ecology 19: 857-868.
- Creswell, J. 2005. Educational Research Planning, Conducting, and Evaluating Quantitative and Qualitative Research. Second ed. Pearson Education Limited, London, New Delhi.
- European Landscape Convention. 2000. Landscape Convention.
- Gasteyer, S.P. 1998. Manather Tabia'i: Differing Perspectives of Landscape change in Hebron's Eastern Slopes. Graduate Cllege, Iowa State University, Ames, Iowa.
- Gillham, B. 2000. The Resrearch Interview. Continuum International Publishing Group, London.
- Gobster, P.H., and Rickenbach, M.G. 2004. Private forestland parcelization and development in Wisconsin's Northwoods: perceptions of resource-oriented stakeholders. Landscape and Urban Planning.
- Landscape changing of Jaba village in Jerusalem. Conservation and management of Landscape in conflict Regions. Birzeit university. Palestine.
- Nüsser, M. 2001. Understanding cultural landscape transformation: a re-photographic survey in Chitral, Eastern Hindukush, Pakistan. Landscape and Urban Planning
- L'avenir de,I. 2000. environnement mondial. PNUE،GEO.
- Shahen. Lubna. 2007. The Urbanization Impact on the Palestinian Landscape.