المحطات الفحمية في الولايات المتحدة تتسبب في وفاة 52 ألف شخص سنويا
خاص بآفاق البيئة والتنمية
بَيَّنَ بحث نشر عشية إعلان دونالد ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس التي وقعت عام 2015، بأنه في حال تحول الولايات المتحدة نحو الطاقة الشمسية فيمكن عندئذ منع وفاة 52 ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة. وقد نشر هذا البحث في أواخر أيار الماضي في الدورية العلمية Renewable and Sustainable Energy Reviews وهو يعتبر واحدا من بين سلسلة أبحاث علمية حديثة حول التغيرات المناخية، ويعالج تبعات استخدام الطاقة الشمسية بدلا من محطات الطاقة العاملة على الفحم.
ويشير الباحثون إلى أن جزءا كبيرا من إنتاج الكهرباء يمكن أن يكون من خلال الألواح الشمسية المثبتة على الأسطح. وحاليا لا يتجاوز إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية 3.6% مما هو مطلوب لاستبدال المحطات الفحمية في الولايات المتحدة والتي ينبعث منها نحو 30-40% من ثاني أكسيد الكربون وكميات كبيرة أخرى من ملوثات الهواء. وتبلغ تكلفة استبدال جميع المحطات الفحمية في الولايات المتحدة نحو 1.45 تريليون دولار. وبحسب نفس البحث، فوائد استخدام الطاقة الشمسية تبرر الاستثمار من الناحية الاقتصادية.
بحث آخر نشره في أيار الماضي برنامج أبحاث المناخ في الولايات المتحدة الذي تشارك به وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) التي تنوي إدارة ترامب إغلاقها، يشير إلى أن متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية ارتفع بمقدار 0.9 درجة مئوية منذ عام 1880. وأكد البحث بأن النشاط البشري هو العامل الأساسي لارتفاع درجة الحرارة، وبأن الذبذبات الطبيعية لا تفسر ظاهرة التغيرات المناخية.
ويبين البحث الأخير بأن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والذي بجزئه الأكبر نابع من النشاط البشري، يفوق 400 جزء لكل مليون، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاثة ملايين سنة. خلال السنتين الأخيرتين أخذت مستويات انبعاث ثاني أكسيد الكربون بالهبوط، لكن ليس بالمعدل الكاف لتحقيق الهدف الدولي المحدد لمنع ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين، بالمقارنة مع متوسط درجة حرارة الأرض التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية.
وبناء على ذلك، وخلال الخمسين سنة الأخيرة أصبحت الأيام الباردة أقل برودة، كما أصبحت الأيام الساخنة أكثر سخونة.
وجاء في البحث أيضا بأن تقلبات متطرفة حدثت في هطول المتساقطات في الولايات المتحدة، إذ ارتفعت وتيرة وشدة هطول الأمطار الغزيرة منذ بداية القرن الماضي. وفي بعض مناطق الولايات المتحدة طرأ ارتفاع في وتيرة الجفاف وموجات الحرارة. معدو البحث يتوقعون نقصا دائما في المياه غرب الولايات المتحدة حتى نهاية القرن الحالي.
المحيطات بدورها تتأثر أيضا من التغيرات المناخية، إذ أن سخونة الكرة الأرضية تتسبب في ارتفاع مستوى المحيطات الذي ارتفع بمقدار نحو ثمانية سنتيمترات خلال الثلاثين سنة الأخيرة. ومن المتوقع أن يتواصل ارتفاع هذا المستوى بمقدار 10-20 سنتيمترا خلال العقدين القادمين. هذا الارتفاع سيزيد من خطر الفيضانات خلال العواصف، وخطر تسرب المياه المالحة لخزانات المياه الجوفية، علما أن معدل الفيضانات التي ألحقت أضرارا بالبنى التحتية في بعض المدن الساحلية الأميركية ارتفع بمقدار 5-10 أضعاف خلال العقود الخمسة الأخيرة.
ومن المعروف أن المحيطات تمتص نحو ربع كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من الإنسان نحو الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى حموضتها التي تعتبر حاليا الأكثر ارتفاعا منذ 66 مليون سنة. هذا الارتفاع في الحموضة يعرض للخطر وجود العديد من الحيوانات، بما في ذلك الشعاب المرجانية.