إدارة دونالد ترامب تدافع عن قرارها بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ وتهاجم الأوروبيين وتتهمهم بإضعاف الاقتصاد الأميركي
واشنطن / خاص: دافعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرارها الانسحاب من اتفاق باريس حول المناخ، مهاجمة خصوصا الأوروبيين الذين اتهمتهم بإضعاف الاقتصاد الأميركي، وكذلك "المبالغين في قضية المناخ". وكان خطاب ترامب في حزيران الماضي، الذي أعلن فيه التخلي عن الاتفاقية التي أبرمتها 195 دولة في نهاية 2015، قد أثار ردود فعل من جميع أنحاء العالم على الساحتين السياسية والاقتصادية على حد سواء، تراوحت بين الاستياء والذهول والغضب. وأدى هذا القرار إلى يقظة أيضا في الولايات المتحدة.
وقال سكوت برويت، مدير وكالة حماية البيئة، أن "الرئيس اتخذ قرارا شجاعا جدا (…) ليس هناك أي سبب يدعونا إلى الاعتذار". وأضاف أن "العالم أشاد بنا عندما قمنا بالانضمام إلى (اتفاق) باريس. أتعرفون لماذا؟ اعتقد أنهم أشادوا بنا لأنهم كانوا يعرفون انه لن يكون في مصلحة بلدنا".
وبينما بدت الدول الأوروبية ومعها الصين حاملة شعلة "دبلوماسية المناخ" الجديدة، اتهمت السلطة التنفيذية الأمريكية هذه البلدان بالمبالغة في هذه القضية لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة.
وقال برويت ان "السبب الذي يريد القادة الأوروبيون من أجله بقاءنا في الاتفاق هو أنهم يعرفون أن ذلك سيواصل لجم اقتصادنا". ودان الذين وصفهم بأنهم "المبالغون في قضية المناخ"، مؤكدا انه "قمنا بخطوات كبيرة لخفض انبعاثاتنا من غاز ثاني أكسيد الكربون".
وردا على السؤال مجددا حول موقف الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من مسألة الاحتباس الحراري، قال شون سبايسر الناطق باسم ترامب في قاعة اكتظت بالصحافيين "لم تسنح لي فرصة مناقشة ذلك معه".
من نيويورك إلى كاليفورنيا، نظمت عشرات المدن والولايات الأمريكية مقاومة القرار على الفور. فقد أطلق رئيس بلدية نيويورك السابق، مايكل بلومبرغ، تحالفا بات يضم رؤساء عشرات البلديات وحكام ثلاث ولايات ورؤساء أكثر من ثمانين جامعة وأكثر من مئة شركة.
وخلال لقاء لم ينظم مسبقا في باريس مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أكد بلومبرغ أن الولايات المتحدة ستنفذ التزاماتها على الرغم من خيار ترامب.
وقال الملياردير الذي وقف إلى جانب ماكرون ورئيسة بلدية باريس آن ايدالغو "لن نسمح لواشنطن بأن تقف في طريقنا، إنها الرسالة التي يوجهها المواطنون والشركات والولايات هذا المساء". وأكد أن "الحكومة الأمريكية انسحبت من الاتفاق لكن الشعب الأمريكي يبقى ملتزما بها. سنحقق أهدافنا".
وأكد بلومبرغ، الذي يحتل المرتبة العاشرة بين أصحاب الثروات في العالم، أن مؤسسته للأعمال الخيرية "بلومبرغ فيلانتروبيز" ستقدم لمكتب الأمم المتحدة المكلف المناخ 15 مليون دولار تعادل المساهمة التي يفترض أن تقدمها الولايات المتحدة. وكانت إدارة الرئيس السابق باراك اوباما حددت هدفا للولايات المتحدة خفض انبعاثات الغاز بنسبة تتراوح بين 26 و28 بالمئة بحلول 2025، بالمقارنة مع عام 2005.
ونشرت وزارة الخارجية الفرنسية في خطوة غير اعتيادية فيديو يفند المعلومات التي أوردها ترامب في خطاب حزيران الماضي حول اتفاق باريس للمناخ.
وكان البيت الأبيض نشر في حزيران الماضي تغريدة تقول "اتفاقية باريس صفقة سيئة لأمريكا" مع رابط لفيديو يؤكد أن الاتفاق "يقوّض" القدرة التنافسية الأمريكية والوظائف، وأن "التفاوض حوله تم بشكل سيء" من قبل الرئيس أوباما وأنه "يحقق القليل".
ردت الخارجية الفرنسية على الفيديو في تغريدة بالقول "لا نوافق عليه لذلك قمنا بنشر الحقيقة". وتم إعداد الفيديو الفرنسي باللغة الانكليزية بالرغم من أن فرنسا مشهورة بأنها تنتصر للغتها، بالخطوط والصور والموسيقى والخلفيات نفسها التي في نسخة البيت الأبيض، لكن مع إضافة وقائع جديدة تدحض أقوال البيت الأبيض.
ويشير الفيديو الفرنسي على سبيل المثال إلى شركات هامة مثل "إكسون موبيل" و"مايكروسوفت" "لا توافق" على الزعم أن الاتفاق يضر بالوظائف الأمريكية، ويقتبس ما يقوله معهد ماساشوستس للتقنية (أم آي تي) حول الحاجة الماسة لمحاربة انبعاثات الغازات الكربونية.
وتتضمن التغريدة "هاشتاغ" (لنجعل كوكبنا عظيما مجددا) الذي بات متداولا، وهو تحوير لشعار ترامب خلال حملته الانتخابية بجعل أمريكا عظيمة مجددا.
في الوقت نفسه، شكلت القمة السنوية بين الاتحاد الأوروبي والصين التي عقدت في حزيران الماضي في بروكسل منصة للشريكين للتأكيد بحزم على التزامهما المشترك.
في ختام القمة قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك "اليوم نعمل على تكثيف تعاوننا حول التغير المناخي مع الصين". وأكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن "شراكتنا مع الصين اليوم اكبر من أي وقت مضى".