الفواكه الصيفية... الدرّاق، الأجاص، البرقوق
مركز حسن مصطفى الثقافي
الدراق:
يعتبر من فواكه الصيف اللذيذة حلوة المذاق، ذات رائحة عطرية زكية، مغذية، وللدراق أنواع كثيرة وبعض أنواعها يسبق الآخر في النضج، ولكن الإفراط في تناول الدراق قد يسبب اضطرابات في الأمعاء، كما أن قشرة الثمرة يمكن أن تسبب حكة من زغبها.
يعتقد علماء النبات إن موطن الدراق هو الصين، أما المشمش فيقولون أن أصله يعود إلى أفغانستان. منذ أقدم عهود التاريخ كانت للدراق مكانة خاصة في الوصفات الطبية والمعتقدات الدينية على السواء، فقد ورد ذكر الدرّاق في أحد كتب الحكمة الصينية، وقيل انه إن أكل في الوقت المناسب فقد حفِظَ الجسد من التفسخ والفساد حتى نهاية العالم، وزعموا انه يمنح الخلود للجسد.
ويقال أن الدراق قد انتقل من الصين إلى منطقة بحر قزوين وإيران وسورية، ثم انتقل إلى مصر، فقدّسه أهلها آنذاك، وكرسوه للإله " هاربوكرات " إله الصمت. ومع ظهور المسيحية انتقل الدرّاق إلى ايطاليا وأوروبا.
تركيب الدراق:-
إن جميع أنواع الدراق تتشابه من حيث تركيبتها العامة، فهي تحتوي على ماء بنسبة 81 % وعلى سكر بنسبة 4.5%، وعلى ماء الفحم بنسبة 7%، وعلى حمضيات بنسبة 1%، وعلى النشويات بنسبة 50%، وعلى السيليلوز بنسبة 6%، كما تحتوى الثمرة على مقادير عالية من الفيتامينات (ج)، وعلى الفيتامينات (ب1)(ب2)و(ب ب).
فوائد الدراق:
يعتبر مقويا للأعصاب، والأمعاء، ومفيداً للشعر والجلد، كما أنه ذو خاصية محرضة لوظائف الكبد والأمعاء والمعدة بسبب كثرة السكر فيه، ويعدّ السليلوز الموجود فيه مقوياً لعضلات الأمعاء فيساعدها على مكافحة الإمساك. لذلك فهو مليّن، ومدرّ، نافع في تبول الدم وحصيات المثانة والكلي، يحافظ على قلوية الدم ويسهّل الهضم، وأفضل أنواعه ما كان ناضجا طريًا ناعمًا يذوب في الفم تلقائيا.
الفئات التي تتضرر من تناول الدرّاق:
ذوي المعدات الضعيفة، أو الذين يشكون من قرحة في معداتهم، والتهاب في أمعائهم، فإنه يصعب هضم الدراق بالنسبة إليهم فالإفراط فيه يؤذيهم، وكذلك المصابين ببثور في الحلق أو التهاب اللوزتين واللثة.
وهذه معلومة طريفة:
إن أزهار الدرّاق وأوراقه تحتوي على خاصيتين متنافرتين فإن لمغليهما مفعولا مهدئا للأعصاب، ومثيرا للأمعاء، ففي حالة توتر الأعصاب يعطى منقوع أزهار الدراق المرفوعة على النار حتى الغليان، والمبردة إلى اليوم التالي، فيمنح شاربه الهدوء والسكينة، أما في حالة ركود الأمعاء فإن نفس الوصفة تصلح لإثارتها وحملها على الحركة، والتخلص من الفضلات السامة والقضاء على الإمساك.
استعمالات الدراق:
يؤكل نيئا كأي فاكهة، ويدخل في سلطة الفواكه، والشراب والعصير ويصنع منه مربى كما المشمش، ويحفظ حبا في الماء والسكر.
طريقة عمل مربى الدراق:
نغسل الفاكهة جيدا ونضعها في وعاء حتى تمتلئ ثلثي الوعاء، نملأ الوعاء بالماء حتى يصبح ثلثا الوعاء مليئاً بالماء والفاكهة، ونرفع الوعاء على النار ونسلق الثمر حتى ينضج.
نصفيه بمصفاة كبيرة ونمرثه، ثم نأخذ الفاكهة الممروثة وماء السلق ونضيف إليهم السكر وعصير الليمون المصفى، ونرفعه ثانية على النار ونحركه جيدا. ننزع الفورة بين الحين والآخر. نستمر بالتحريك حتى ينضج. ويمكن معرفة ذلك بوضع معلقة من المربى في صحن، فإذا جمد المربى يدل ذلك على نضجه. بعد ذلك، ننزله عن النار ونتركه حتى يصبح فاترا، ثم نملؤه بالمطربنات الجافة ونتركه حتى يبرد تماما قبل أن نُحكم غطاءها.
الكمثرى، الإجاص، الانجاص
تعتبر هذه الفاكهة أو الثمار شقيقة التفاح، وقريبة منه من حيث الفوائد والخصائص، وقد عرفت هذه الفاكهة منذ أيام الرومان، وقال عنها المؤرخ " بلين " أنها ذات ثمانية وثلاثين نوعًا وقد ارتفع هذا الرقم كثيرا، ولسبب ما، نجد أن إنتاج الإجاص اقل من إنتاج التفاح، وهذا يرفع من سعره.
وهناك نوع من ثمار الإجاص ذي اللون الأصفر والحجم الصغير، وله طعم خاص مميز يسمى (انجاص بلدي ) ويعيش في المناطق المروية والبعلية الغنية، وهذا النوع أشجاره أصبحت نادرة وقليلة يجب إحياء زراعتها.
محتويات الإجاص:
يحتوى الإجاص على مواد معدنية وغذائية وفق النسب التالية:- 73.2% ماء، 5% بروتين، 4% مواد دهنية، 15.5 سكر، 1.5 % ألياف.
كما يحتوي على مقادير ضئيلة من الفيتامين (أ) و (ب) و (ج) ولكنها تمتاز عن التفاح بازدياد نسبة المواد البروتينية فيها.
توصف الكمثرى كغذاء الأطفال، والناقهين، وضعيفي التغذية، والمصابين بفقر الدم، كما تفيد في حالات الإسهال، وكسل الأمعاء، ولها خاصية تنبه عصارات الهضم، وتنشط الأمعاء وتطهرها.
يوصف عصير الكمثرى للأطفال الرضّع والأكبر، ويمكن تناولها بقشورها، ومن الجدير بالذكر أن هناك أنواعاً من الشجر البري يطعّم بالإجاص وينجح ويعطى ثمارا كبيرة حلوة، ويستفاد من الإجاص في تصنيع مربيات الإجاص.
الاستخدامات الطبية للإجاص:
- يتم أكل الثمار لتليين المعدة وتسكين التشنجات وتضخم الكبد.
- يستخدم عصير الثمار لمعالجة قروح الفم ونزيف الدم من الأنف (الرعاف).
- يشرب منقوع الأزهار لمعالجة مشاكل المثانة والكلى ومشاكل التبول الناتجة عن تضخم البروستاتا عند كبار السن.
- ثمار الإجاص تؤكل طازجة وتستخدم لعمل المربى والفواكه المسكرة والمجففة.
طريقة مربى الإجاص: نقشر الثمار ونقطعها بشكل طولي ونزيل الجيوب البذرية، نضع القطع في محلول ماء مضاف له عصير الليمون حتى لا تسود، ونسلق القطع في كمية قليلة من الماء، نضيف السكر حتى يغلي الماء، ثم نتركه على نار هادئة لمدة نصف ساعة حتى تتم عملية العقد، ونعبئه ساخناً ونقفله ونعقمه.
الخوخ والبرقوق القراصيا
يرجع الموطن الأصلي لهذه الأشجار والثمار اللذيذة إلى بلاد القوقاز أو غرب آسيا. وفي فلسطين يزرع في المناطق الجبلية الزراعية والحواكير.
تتعدد أنواع الخوخ ويوجد حوالي خمسة عشر نوعا منها ما ينزل أول الموسم مثل خوخ ليلى والخوخ الأصفر، ويمتد نضج الأنواع الأخرى حتى نهاية الموسم مثل الخوخ البنجري الذي يكون لُبه تحت القشرة باللون البنجري الغامق.
مكونات ومحتويات ثمار البرقوق:
تحتوي الثمرة الطازجة على 84% ماء، 11.8% كلوسيد، 1.5% حوامض عضوية وكمية لا بأس بها من فيتامين أ، ومواد معدنية، ومواد ملونة، بينما تحتوى الثمرة المجففة على 90% من الغلوسيد بينها 44% سكر.
الاستعمالات:
- يؤكل البرقوق الناضج والطازج فهو مادة مغذية وذو قيمة عالية، لأنه منشط ومنقٍ للدم مسهل، مقاوم للحمى.
- يعدُّ من البرقوق مربىً لذيذ ويدخل شريكا في سلطة الفواكه. ويقدم كعصير منفرد أو مع غيره من الفواكه. كما تجفف الثمار حيث ترتفع نسبة المواد الغذائية فيه وتؤكل شتاءً.
فوائد البرقوق:
- أظهرت العديد من الأبحاث دور القراصيا في الوقاية من هشاشة العظام حيث تساعد على زيادة كثافة المعادن بالعظام.
- تحمي القراصيا الإنسان من ارتفاع ضغط الدم وتساعد في خفض السكري.
- لا ينصح بتناول القراصيا والخوخ للمصابين بالترسبات وحصى الكلى.
طريقة مربى الخوخ:
نغمر الثمار بالماء المغلي لإزالة الطبقة القشرية، نزيل النواة ونصفي المزيج من أجل المحافظة على العصير السائل، نضيف السكر إلى الماء حتى يغلى الماء، ونضيف قطع الخوخ مع عصيرها ونتركه على نار هادئة لمدة نصف ساعة حتى تتم عملية العقد، ونعبئه ساخناً ونقفله مباشرة ونعقمه.