خاص بآفاق البيئة والتنمية
لا يختلف اثنان أن المرأة الفلسطينية هي من أكثر أفراد المجتمع تأثراً بالبيئة، وبمشاركتها في أنشطة حماية البيئة تساهم في حل العديد من مشاكلها، كونها قادرة على تقبل الوعي البيئي وتنميته، وعندما نوّعي المرأة بيئيًا، فإننا في الوقت ذاته ننشر هذا الوعي لدى أفراد الأسرة كلها. وعلى هذا الأساس، ارتأت مجلة آفاق البيئة والتنمية بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار، التعريف بدور وقدرات النساء الفلسطينيات اللاتي يشاركن في المسارات والتجوالات البيئية، ويقتحمن برّية فلسطين. ففي التقرير التالي نقدم جزيل الشكر لهن على انضباطهن وتشبثّهن بقرار كهذا، ونستعرض نماذج تتحلى صاحباتها بالصلابة ورباطة الجأش والإرادة والقدرة على التحمل ومجابهة التحديات، صفات من شأنها أن تتناسب مع طبيعة المسارات الصعبة.
|
|
ابتسام سعد في أحد المسارات البيئية |
يقول أحدهم "طاقة المشي فيها شاعرية أعجز عن فهمها، إلا أني أعترف بفعاليتها في تخفيف ثقل مشاعري مع كل خطوة".
بعد مطلع الفجر من كل جمعة، تستيقظ الحقوقية وفاء حمايل من مدينة البيرة بنشاط، وتستقر إشراقة ناعمة في ملامحها ما أن تخرج من البيت قاصدة دوار المنارة وسط مدينة رام الله، لتشارك في المسار البيئي الأسبوعي الذي ينظمه فريق "امشِ وتعرّف على بلدك".
رحلة صباحية باكرة لم تتخلّف عنها منذ سنوات، بصحبة عدد من النساء والفتيات اللّواتي ينفضن كسل الإجازة عنهن دون تردد، من أجل تجوالات بيئية "تردّ الروح"، وتُعد مسرحًا مثاليًا لاكتشاف الذات.
وفاء التي تحمل شهادة الماجستير في القانون، وتعمل مديرًا عامًا في "الشؤون القانونية" في المجلس التشريعي، تخبرنا حيثما تسير بين سهول ووديان وجبال فلسطين، مستمتعة بالهواء العليل والمناظر الخلابة: "التجوالات البيئية في البرية هي حكاية الفلسطينيات القادمات من مختلف المدن، والمعبّقة بحب الأرض. لقد لجأنَ إلى الطبيعة بعيدًا عن ضغوطات الحياة وهمومها تحت وطأة واقع معيشي مرهق، واخترن البيئة أولويةً في زحمة المسؤوليات".
لا يختلف اثنان أن المرأة من أكثر الأفراد تأثراً بالبيئة، وبمشاركتها في أنشطة حماية البيئة تسهم في حل العديد من مشاكلها، وعندما نوّعيها بيئياً فإننا في الوقت ذاته ننشر هذا الوعي لدى أفراد الأسرة كلها.
وعلى هذا الأساس، ارتأت مجلة آفاق البيئة والتنمية بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار، التعريف بدور وقدرات النساء الفلسطينيات اللاتي يشاركن في المسارات والتجوالات البيئية، ويقتحمن برّية فلسطين، باستعراض نماذج تتحلى صاحباتها بالصلابة ورباطة الجأش والإرادة والقدرة على التحمل ومجابهة التحديات، صفات من شأنها أن تتناسب مع طبيعة المسارات الصعبة.
|
|
غدير توتنجي في مسار وادي القرن في الجليل الأعلى |
دعاء حشاش في مسار جبال الباذان بنابلس |
كل الطبقات الاجتماعية هنا
"لا استدامة بيئية دون دور فاعل للنساء؛ ومشاركتهن الواسعة في المسارات البيئية تبرهن على ذلك"، تقول غدير توتنجي، التي تحمل شهادة البكالوريوس في الصيدلة وماجستير إدارة الأعمال.
تتحدث عن تجربتها في المسارات بقولها: "بدأت رحلتي مع المسارات عام 2019 بدعوة من زوج أختي الذي يشارك فيها، الآن أصبح المشي رياضتي المفضلة وجزءاً من ثقافتي".
"هل غيرّت المسارات البيئية من حياتك"؟ تجيب عن سؤالي: "بالتأكيد. بفضلها تحسنّت عاداتي اليومية كثيرًا، ومنها النهوض مبكرًا خاصة يوم الجمعة، مع أنه يوم عطلة رسمية، كما رسخّت عندي الانتماء للفريق ونسجتُ صداقات جديدة، والأهم أن حبي لفلسطين يكبر ويكبر، وعرفّتني المسارات على مناطق في بلادنا لم أكن أعلم عنها شيئًا، وربطتني بجمال الطبيعة وما فيها من تنوع بيئي آسر، وعلّمتني الصبر والتحمل والمعنى الأصّح للقوة".
تمنح المسارات كذلك، الراحة النفسية والهدوء والسكينة وينعكس ذلك على الحياة الشخصية، حسب تجربة توتنجي، وتفسح المجال للاختلاط بجميع الطبقات الاجتماعية، ما يعني تبادل الخبرات الحياتية والعملية، والتخفّف من أعباء الحياة.
وتوضح النقطة السابقة: "تزيل المسارات أي حواجز بين الناس، فكلنا واحد بغض النظر عن المستوى الاجتماعي، حيث يشارك فيها الطبيب والسائق وربة البيت وأصحاب شركات وحرفيون".
|
|
المختصة النفسية هيفاء سباسي في حديقتها البيئية |
مي مغثة في مسار دير غسانة البيئي |
تحسّن مزاجها
تقول المختصة النفسية هيفاء سباسي لمجلة آفاق البيئة والتنمية: "لم تعد الحياة تسير على وتيرة واحدة، وأصبحت الضغوطات تثقلنا، وفقدنا بساطتها مع التقدم التكنولوجي وسيطرة العالم الافتراضي على أدق تفاصيل يومياتنا، وبالتالي صار لزاماً علينا البحث عن طرق نستعيد بها توازننا وصحتنا النفسية".
وتضيف سباسي:" للطبيعة تأثير كبير على صحة الإنسان النفسية وقدراته العقلية وصفاته الشخصية، كونه جزءًا لا يتجزأ منها، ومشاركة المرأة الفلسطينية في المسارات والتجوالات والأنشطة البيئية والتواصل والارتباط، والتفاعل مع الطبيعة يساعدها حتمًا على تحسين مزاجها العام ويعزز تفكيرها الإيجابي فتغدو أكثر تفاؤلًا".
وتشير الإحصاءات الرسمية في فلسطين إلى أن المرأة تشكّل (49.3%) من الشعب الفلسطيني، بواقع (49.3 %) في الضفة الغربية، و (49.4 %) في قطاع غزة، أي أن المرأة تمثل نصف المجتمع الفلسطيني عدداً، وهي شريكة للرجل في متطلبات الحياة كافة، وفي حماية البيئة بمشاركتها في مساراتٍ باتت جزءًا من حياتها وثقافتها، هي ربة البيت التي تدير الشؤون الاقتصادية المنزلية ومربية الأجيال.
فيما قالت مي مغثة الأستاذ المشارك في علم البيولوجيا الجزيئية في جامعة الخليل: "بدأت مشاركتي في المسارات البيئية منذ نحو خمس سنوات. لقد أصبحت هذه الأنشطة بمثابة متنفس بعيدًا عن الالتزامات العائلية (...) هذه المسارات مفيدة وغنية وصحية بمعنى الكلمة، ترّسخ فينا روح العمل الجماعي وأهمية المحافظة على البيئة".
وتؤيد مغثة اصطحاب الأطفال ممن يستطيعون المشي لتعزيز عاداتهم الصحية وراحتهم النفسية وبناء قوتهم الجسدية".
|
|
رغدة شبانة في مسار بيئي في محمية وادي القف في الخليل |
وفاء حمايل في مسار دير غسانة غرب مدينة رام الله |
اكتشاف الهوايات
"المسارات البيئية تفتح الآفاق للمرأة للمشاركة الفاعلة، لتعيد اكتشاف ذاتها عندما تثري مخزونها المعرفي بالاطلاع عن كثب على السحر الخفي في مختلف المدن والقرى الفلسطينية"" هذا خلاصة رأي رغدة شبانة من مدينة الخليل، التي تحمل شهادة البكالوريوس في نظم المعلومات، وقد بدأت مشاركتها في المسارات البيئية بواسطة وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بالتعاون مع نقابة الأدلّاء السياحيين.
وعما أضافته المسارات لحياتها: "فوائد لا تحصى، رياضية وثقافية وتعليمية واجتماعية بامتياز، ويكفي أني تعرّفت على النباتات والحيوانات والطيور التي تعيش في فلسطين، وزرتُ العديد من القرى والتجمعات الفلسطينية".
وتضيف: "اكتشفت هواية التوثيق، وأصبحت أحرص على ممارستها بعد كل مسار".
وترى شبانة أن الهدف من المسارات البيئية ليس فقط تشجيع السياحة الداخلية، بل أيضاً تعزيز الانتماء للأرض واكتشاف الأماكن الأثرية التي لا نعرف عنها شيئًا من جهة، ومن جهة ثانية مساعدة الفلاّح على شراء منتوجاته الزراعية التراثية مثل الجوافة في قلقيلية، والباذنجان في بتير، والعنب في الخليل، والفقوس في دير بلوط".
|
|
الطفلة سارة القواسمي خلال عملية الإنزال قرب دير مار سابا |
الباحث مع الطفلة سارة القواسمي وشقيقها لللاستعداد لنشاط إنزال |
ماذا عن الصغيرة الخليلية "سارة القواسمي" ابنة العشرة أعوام؟.. هي طفلة شغوفة بالأعمال التطوعية البيئية والمسارات وعمليات الإنزال، ولديها شجاعة تثير الإعجاب، علاوة على أنها أصغر مستغورة تشارك في مثل هذه النشاطات.
تقول: "التحقت العام الماضي بنشاط إنزال عبر الحبال في بلدة بتير ببيت لحم بعد أن تلقيت تدريبًا على يد الكابتن القدير بلال حمامرة، كما شاركت مع فريق رحال فلسطين في إنزالٍ آخر عبر جرف صخري قرب دير "مار سابا" بما يقارب 47 مترًا، فضلًا عن مشاركة والدي بحملات نظافة في محمية وادي القف في محافظة الخليل".
|
|
الباحث مع ابتسام سليمان في معرضها البيئي في بير زيت |
نساء فلسطينيات خلال مسار بيئي الى وادي قمران بأريحا |
في كل مكان.. في كل الفصول
ولا يخلو الأمر من التحديات التي أشارت إليها النساء المشاركات في التجوالات، وعلى رأسها إرهاب المستوطنين واستفزازاتهم، وعرقلة جنود الاحتلال أحيانًا للمسارات، بدعوى أنها مناطق عسكرية أو قريبة من البؤر الاستيطانية و"معسكرات الجيش".
ومن الصعوبات التي تطرّقن لها، المشي لمسافات طويلة في مسارات شاقة وعبر منحدرات وعرة أحيانًا، ومع ذلك كلها مصاعب ما تلبث أن تتلاشى بمرور الوقت، وبمساعدة أعضاء الفريق ودعمهم ومساندتهم.
ابتسام سعد تحمل شهادة "دراسات شرق أوسطية" من جامعة بيرزيت، وتعمل معلمة في المرحلة الثانوية لمادتي الجغرافيا والتاريخ، فتدمج بين المعرفة النظرية والتجربة العملية التي تخوضها وتنقلها لطلبتها في المدرسة.
بكل حماس راحت تؤكد لنا: "سنرسم خطواتنا على الأرض ونعيد علاقتنا مع كل ذرة تراب في الوطن".
ابتسام ليست مجرد مشاركة، لقد قادت بمبادرة منها تأسيس فريق "موطني" للتجوالات البيئية قبل بضع سنوات.
تقول في السياق: "جابَ فريقنا فلسطين التاريخية من شمالها لجنوبها، ووثّق القرى المهجرة والأودية والأنهار والصحراء والجبال الوعرة والطبيعة بكل مكوناتها، وما زالت مسيرتنا مستمرة ".
أخبرينا كيف وُلدت الفكرة.. تنطلق في الحديث عن موضوع محبّب لها: "أبصرت الفكرة النور عام 1994 عندما كنت أقود طلابي في تجوالات في فلسطين التاريخية، حيث تعرفوا عن قرب على التضاريس والصخور والأتربة والنباتات، إلا أن هذه التجوالات توقفت بسبب انتفاضة الأقصى عام 2000، وكانت تُنظم بالتعاون مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ووزارة السياحة والآثار الفلسطينية".
|
سارة عواد خلال نشاط تسلق للصخور في عابود غرب رام الله |
لم يترك فريق "موطني" مكانًا دون أن يصل إليه، ولا يُوصف مقدار الفخر في آخر كلامها: "مشينا في كل الفصول من الجولان والجرمق إلى النقب، إلى القرى المهجرّة، إلى الأنهار، مشينا لساعات طويلة في الصحراء، والجبال الوعرة والوديان السحيقة".
تجربة تستحق العناء
منذ عام 2019 تشارك في مسارات المشي رهف مسودي، وتعمل معلمة، لكن كان أمامها عائق توضحه بالقول: "كنت أول فتاة في العائلة تمارس مثل هذه الرياضة، في البداية واجهت صعوبة في تفهّم الأهل وإدراكهم لأهمية وفوائد هذه المسارات، ثم تقبّلوا رغبتي في المشاركة الأسبوعية".
رهف التي درست الجغرافيا لا تنسى أول مسار شاركت به، لمسافة تمتد نحو ٢٤ كم في وادي السيق الشهير، ومن بعدها عشقت المسارات.
"لكن لماذا هذا العشق؟".. تجيب بنبرة مطمئنة: "وجدت في المسارات راحة نفسية، وماذا أريد أكثر من استنشاق هواء نظيف، واكتشاف أماكن جديدة تفاجئنا في كل مرة أن بلادنا أروع مما نظن، وبالتالي علاقة أقوى مع الأرض، وأخيراً بناء علاقات اجتماعية لطيفة بعيدًا عن ضجيج المدن والتكنولوجيا".
ومن القصص التي تتذكرها رهف بضحكة: "أول مرة ذهبتُ فيها إلى وادي المكلك العلوي، لفتت انتباهي صخرة عالية، ورغبت في تسلقها، لكن مسؤول المسار منعني نظراً لصغر سني حينها، إلا أني وضعتها في عقلي وقلت "سأتسلقها يومًا وسترى"، وبعد مرور عام ذهبت مجددًا إلى المسار ذاته وتسلّقت الصخرة دون أن آبه للمخاطر، كانت تجربة رائعة وتستحق العناء".
أما سارة عواد التي تحمل شهادة الدبلوم في التصميم الداخلي، قبل سنة جذبتها أنشطة المسارات في مواقع التواصل الاجتماعي.
"كيف كان عامك إذن؟.. تقول: كان عامًا مليئًا بالفعاليات والأنشطة البيئية من مسارات المشي في الجبال، والتسلق والإنزال في بتير ودير غسانة وعابود ومار سابا".
والفائدة الأكبر من ذلك كله، هي تثبيت حقنا في الأرض المقدسة والتعرف على الأماكن الأثرية عن قرب، إضافة إلى حصيلة من الصداقات الجميلة في جميع المدن والقرى، تبعاً لحديثها.
وتصف الفتاة الطبيعة بــ "غذاء الروح" بعيدًا عن تعقيدات الحياة وروتينها، قائلة: "مصدر متجدد لا ينضب للطاقة الإيجابية والترفيه عن النفس واستنشاق الهواء النظيف".
وتسدي لنا نصيحة: "يجب على المرء أن يغامر ويستكشف كي يستردّ عافية الروح والبدن على حدٍ سواء، وأنصح بشدة الفتيات والنساء بمختلف الأعمار أن يسارعن إلى الانخراط في نشاطات كهذه".
|
|
نادرة الأعرج مع غار الوديان في مسار دير غسانة |
الباحث يتوسط منال الرطروط وغدير توتنجي في أحد المسارات البيئية |
نسمع نداء الأرض
ننتقل إلى نادرة الأعرج، وتحمل شهادتي الماجستير في علم الحاسوب وإدارة مصادر المعلومات، بدأت مشاركتها في التجوالات البيئية منذ عام 1996، ثم انقطعت لعدم استمرار مجموعة المشي التي كانت تنضم لها، كما أن الظروف السياسية لم تكن مشجعة، والخبر السار أنها عادت مجددًا لنشاطها عام 2010.
تقدم لنا المفيد المختصر: "كل موسم له جماله، وكل فصل له خصوصيته في تلك المسارات، ولكن المفضلة عندي منها، تلك التي تمر في القرى التي هجّر الاحتلال أهلها قسرًا، ولا أبالغ إن قلت أني أكاد أسمع نداء الأرض لمزارعيها وساكنيها؛ وألم الذين هُجّروا بعد أن كانوا يعيشون بسلام وأمان في بيئتهم الوادعة".
وتتفق نادرة مع المتحدثات السابقات في أن التجوالات البيئية ظاهرة صحية بكل المقاييس، حتى أنه يجب التشجيع على المسارات العائلية، موصية الآباء والأمهات: "لتكن فسحة من الوقت من أجل تقارب أفراد الأسرة".
وثمة فائدة تربوية أيضاً، كما تقول: "تساعد المسارات على بناء شخصية الطفل واستقلاليته، وما أجمل أن يمشي مع أسرته في أرجاء الطبيعة بعيداً عن جدران البيت، بما ينعش صحتهم وراحتهم النفسية".
فيما تبدي دعاء حشاش، التي تحمل شهادة البكالوريوس في العلوم المالية والمصرفية، وتدير محلًا لبيع الملابس، ارتياحها كونها "امرأة قادرة على الموازنة بين بيتها وعملها ومسؤولياتها الأسرية، ومشاركتها في المسارات البيئية الأسبوعية" على حد تعبيرها.
وتشيد بــ "الإقبال الكبير في السنوات الأخيرة من المرأة الفلسطينية على المشاركة في المسارات البيئية، بالرغم من المتطلبات الأسرية، وترى أن الغالبية العظمى من مرتادي المسارات هم من النساء، قائلة: "المشي في أرجاء فلسطين بسهولها وجبالها، وإصرارنا على أن نطأ كل مكان فيها يبعث برسالة عميقة مفادها أن خطواتنا على أرضنا بمثابة صكوك ملكية لنا ".
|
رهف مسودي خلال مسار قلعة الدوك في جبال أريحا |
هبه عبيدات تنفذ نشاط إنزال في دير وادي المكلك بأريحا |
|
امشِ وامشِ وامشِ
أصغينا أيضاً إلى ما قالته في هذا الصدد المعلمة هبة عبيدات، إذ تعيش في جبل المكبر في القدس، وتحمل شهادة البكالوريوس في التربية الخاصة، ودبلوم إرشاد رحلات الطلاب: "في عمر الثامنة بدأت المشاركة في التجوالات البيئية مع عائلتي، وفي المرحلة الثانوية أصبحت عضوًا في "نادي معرفة البلاد"، وقد استفدتُ كثيرًا من الشرح المهني والمفصل لأحد المرشدين المختصين آنذاك، عرفت حينها أهم مميزات المسار البيئي، ومنذ ذلك الوقت لا أنفك عن المشاركة في المسارات المتنوعة، من المشي إلى الاستغوار إلى الإنزال".
وتكمن أهمية المسارات البيئية، حسب حديث عبيدات، في إعطائك فرصة لاكتشاف ذاتك، وقدراتك الجسدية، وتطوير أساليبك في التعامل مع المشاكل، وفتح آفاق للابتكار واكتشاف الطبيعة والتفكر في عظمة الخالق".
ولديها نصيحة خذوها عنها بخصوص المسارات، تقولها باللهجة العامية: "نصيحتي هي امشِ وامشِ وامشِ، اطلع اتعرف على بلدك واحفظ كل شبر فيها، من ترابها وشجرها وحجارتها، مشكلتنا بنعيش ونموت واحنا ما بنعرف شو في حدّ الدار".