خاص بآفاق البيئة والتنمية
سلع عضوية
انحاز فريق اختار اسم "بلانيت إكس" للبيئة على طريقته، عندما بدأ أربعة شبّان من الأردن والبحرين طموحهم نهاية عام 2019، باستيراد منتجات خضراء بديلة للمواد البلاستيكية والفلين والقصدير، واللافت في القصة أن الشركاء كلهم يعملون في حقول بعيدة عن البيئة.
ويتكون الفريق من الأردنية رند قموه الحاصلة على الدكتوراة في إدارة الأعمال، والطبيبة رشا قموه التي تستعد للتخصص في الطب النفسي، وأنمار خوري الطيار في "الملكية الأردنية"، والبحريني طلال المرزوقي الطيّار في خطوط "العربية".
تقف رشا قموه في ركن بفندق "فور سيزون" في عمان لترّوج سلعًا عضوية، على هامش منتدى المؤسسات الحكومية للتنمية المستدامة 2030، الذي نظمته الهيئة العربية للبث الفضائي، وقطاع الإعلام والاتصال في الجامعة العربية، وعرضت أكياسًا وحافظات طعام وأدوات للمطبخ ومستلزمات للمطاعم والمقاهي لا تترك آثارًا سلبية على البيئة.
|
|
منتجات عضوية |
أكياس متحللة من نبات الكاسافا |
وقالت إن المواد التي تسوّقها الشركة الناشئة تتحلل في فترة تتفاوت من ثلاثة أشهر إلى سنة تلقائيًا، بفضل الخامات المصنوعة منها كقصب السكر ونشا الذرة، فتتحول إلى أسمدة عضوية، كما يمكن شرب بعضها بعد إذابتها في الماء.
وتخبرنا قموه أن الأكياس التي تصمّمها وتسوقها الشركة مصنوعة من نبات الكاسافا أو (المنيهوت) الذي يُستخرج من جذوره أو درناته نشا يُعد مصدرًا رئيسًا للسعرات الحرارية والكربوهيدرات في بعض البلدان، وينمو في الغابات الاستوائية، وتستوردها الشركة من أندونيسيا.
وأضافت: "هذه الأكياس تتحلّل في غضون 5 دقائق فقط بوضعها في ماء فاتر، ويمكن شربها أيضًا، وتتمتع بفوائد عديدة، وبذلك نضمن أيضًا بقاء مدننا نظيفة".
طيّاران وطبيبة ومديرة أعمال
وفي حديثها مع مراسل "آفاق البيئة والتنمية" قالت رند قموه إن شركتها توفر بواسطة تعاقدها مع مصنع مختص، مستلزمات عديدة كالأطباق وحافظات الطعام، والكؤوس، وأدوات المطاعم التي تشكل عادة معضلة جراء عدم تحلّلها وتحولها إلى نفايات عشوائية تشوّه البيئة.
وأشارت إلى أن فريقها بدأ يلمس تغييرًا في ثقافة الشركات والمستهلكين بإقبالهم على شراء سلع غير تقليدية لا تترك ضررًا على البيئة.
|
|
سلع خضراء بديلة للمواد البلاستيكية والفلين والقصدير |
سلع خضراء |
مسؤولية خضراء
يُحلّق فريق "بلانيت إكس" في سماء طموحاته البيئية، ما يدعو الطبيبة قموه للفخر بتنفيذ مبادرة تحمل شعورًا بالمسؤولية تجاه البيئة، كونها تتناغم مع هدف محاربة البلاستيك غير القابل للتحلّل، وتوفر منتجات عديدة تتناسب مع الأعمال والمشاريع التجارية كافة، التي تحتاج إلى مواد ومستلزمات بلاستيكية تتكون من خامات غير قابلة للتحلل كالفلّين والقصدير والبلاستيك.
ويحق للمبادرين الأربعة التباهي كون شركتهم أول شركة أردنية تقتحم مجالًا صديقًا للبيئة، وتحارب كل ما يساهم في تلويثها.
والمشكلة في خامة البلاستيك بحسب حديث المبادرين، حاجته إلى فترات طويلة للتحلل بسبب تعقد ترابط ذراته، إذ تتطلب زجاجة بلاستيكية 450 سنة لكي تتحلل كاملة، وهذا ينطبق على الأشياء المصنوعة من البلاستيك عمومًا.
وتُشجع الشركة المستخدمين الداعمين للبيئة على طباعة شعاراتهم وعلاماتهم التجارية على السلع القابلة للتحلل بحبرٍ صديق للبيئة أيضًا، حتى أن المنتجات يمكنها أن تبقى آمنة في أجهزة المايكرويف.
ومجدداً، يبرزون النقطة الجوهرية في عملهم، وهي أن نشا الذرة وقصب السكر والكاسافا وأوراق الكرفس وخامات أخرى تدخل في صناعاتهم، تعود من جديد إلى الطبيعة على شكل سماد عضوي.
سلع بديلة للمواد البلاستيكية
ويمضي الأربعة وقتًا طويلًا في البحث حول منتجاتهم، ويصممون لزبائنهم سلعًا بالأحجام والأشكال التي يطلبونها، مجتمعين على قلب رجل واحد برؤية راسخة مفادها أن "البيئة تنتظر منا فعل الكثير للحفاظ عليها، والمساهمة في تنظيفها من النفايات التي نخلّفها كل يوم".