بريتال/ آفاق البيئة والتنمية: الشقيقتان اللبنانيتان زينب وحنان إسماعيل، اللتان تعمل عائلتهما في الصناعات الزراعية، شاهدتا المزارعين يكافحون بسبب الانهيار الاقتصادي في البلاد وشعرتا بأن عليهما واجب المساعدة.
ونظراً لعدم وجود خلفية في الزراعة لديهما، فقد استفادتا من الوقت الذي أمضيتاه في فترة الإغلاق الخاصة بجائحة (كوفيد-19) وكرّستا وقتهما للبحث عن حلول حتى خرجتا في النهاية بفكرة تحويل المخلفات من النفايات الغذائية والفضلات الحيوانية إلى سماد عضوي سائل بوسعه أن يضرب عصفورين بحجر واحد، بحيث يُنظف البيئة من المخلفات ويساعد المزارعين على تحقيق إنتاجية أفضل لأرضهم، وبهذا ولدت فكرة شركة "غاربالايزر" التي أسسّتها الشقيقتان.
فالأسمدة التي تُصنع باستخدام أنواع مختلفة من النفايات العضوية تكلفتها بسيطة مقارنة بالأسمدة المستوردة، كما أنها صديقة للبيئة مقارنة بالأسمدة الكيميائية.
وبعد مرور عامين على مشروعهما، أصبحت شركة "غاربالايزر" توظف الآن 12 شخصاً، منهم تسع نساء بهدف تمكين الإناث في الأعمال التجارية، وتُباع منتجات الشركة لنحو 500 مزارع في أنحاء لبنان.
وفيما يتصل بفكرة إنشاء الشركة قالت زينب إسماعيل مصري، مؤسسة الشركة ورئيستها التنفيذية، "بلّشنا بالفكرة من البيت، كنا عم نحضر ندوة عبر الإنترنت عن مشاكل بيعاني منها لبنان، من ناحية النفايات وكيف نتخلص من النفايات العضوية بالتحديد، لأن ما حدا يستطيع التخلص منها بطريقة مزبوطة، وبذات الوقت مشكلة المزارعين والوضع الاقتصادي الذي نعيشه، وخاصة ارتفاع الدولار وغلاء الأسمدة المستوردة".
وأضافت أن "الشركة بدأت تكبر تدريجياً وحصلت على قرض، وبدأت في تصنيع برميل صغير قبل أن تصل إلى إنتاج 480 ألف لتر سنوياً من السماد السائل الطبيعي مئة في المئة".
ولتصنيع السماد العضوي تُقطّع مخلفات وبواقي الخضار والفواكه أولاً ثم خلطها لاحقًا بمخلفات حيوانات وطيور مختلفة ويستقر السماد السائل النهائي في الحاويات المخصصة لذلك.
ويوضح حسني إسماعيل، مدير عمليات الإنتاج، أن شركة "غاربلايزر" تختبر مجموعات مختلفة من المخلفات في براميل في الهواء الطلق لتجربة خلطات مختلفة، لمعرفة النتيجة التي ستظهر.
وقبل طرح المنتج في السوق، تختبره الشركة على الخضراوات التي تزرعها في "صوبة زراعية" بداخلها.
وقال مهند عالول، المهندس الزراعي مسؤول البحث والتطوير في شركة غاربالايزر، إن المنتج قبل إنزاله إلى السوق
يُختبر في الدفيئة الزراعية الخاصة بالشركة وذلك لإرشاد الراغبين بالزراعة المنزلية لمحاصيل كالثوم والفول، مشيراً إلى أن بقاياها تُستخدم في مصنع الشركة.
وقالت زينب المصري، مديرة تطوير الأعمال والعلاقات العامة في الشركة: "غاربالايزر خلقت من بعد الأزمة الاقتصادية، أو بقلب الأزمة الاقتصادية اللي ضربت لبنان وأول حد قدرت تضربه بالزراعة هو المزارع اللبناني اللي عانى من الأسعار العالية اللي ضربت الأسمدة. قدرت الشركة تقلل من نصف السعر اللي بدفعه المزارع على الأسمدة الثانية لأن غاربالايزر هي مصنعة محلية، موجودة بقلب لبنان، البقايا العضوية أساسا موجودة، فالتصنيع يكلف أقل، وهيك بستفيد المزارع وبقدر يبيع بسعر أقل من باقي الأسعار في السوق".
وبينما يسير عالول بين البراميل يوضح قائلًا أن هذه البراميل "دايجست مُصغر" عن الموجود عندنا بالمعمل، كل برميل نضع فيه خلطة معينة، ونرى المنتج اللي يطلع معنا، هادي البراميل فيها مثلًا سواد بقر وبقايا خضار، وهادي فيها سواد جاج (مخلفات دجاج)، يعني نشوف التأثير على كل نوع من المحاصيل، تأثير التخمير على كل نوع من المحاصيل حتى نحسّن عملية التخمير ونحسّن نوع المنتج عندنا".
وتشرح زينب إسماعيل آلية العمل داخل المصنع بقولها "من بعد ما ننتهي من القطّاعة التي تفرم المواد الأولية ينزل كل شيء فرمناه على الميكسر (الخلاط)، ومن بعد الميكسر بيتحولوا على كذا دايجستر (الهاضم)، هناك شفنا واحد وهنا فيه ثلاثة دايجستر".
وفيما يتصل بفوائد منتجات شركتها تضيف: "كتير مزارعين جربوا منتجنا بعينّات نقدمها مجاناً. وكتير ناس طلبوا هذا المنتج والحمد لله النتايج كانت تعجبهم. جربناه على البندورة، على الخس، على البطاطا (البطاطس)، على كتير مزروعات".
وأعربت عن أمل الشركة في التوسع في منطقة بعلبك وخارجها، صوب الجنوب وبيروت والهرمل"، مشيرة إلى أن الذين يأخذون عينات مجانية للتجربة يعودون ويطلبون تزويدهم بكميات تجارية كبيرة، مما يشجع الشركة على التفكير بتوسيع نشاطها.
المصدر: رويترز