شذرات بيئية وتنموية...ذهب وتمويل وهيئات محلية وزيتون وتطوّع...
خاص بآفاق البيئة والتنمية
إعلان في السوشال ميديا يحث الناس على سلب المعادن الثمينة والآثار الفلسطينية
تنقيب
تنتشر في منصات التواصل إعلانات عديدة تحث على التنقيب عن الذهب والآثار، وتروج لشراء معدات رخيصة للبحث عن خبايا الأرض. وجاء في إحدى الإعلانات: "هل أنت جالس في منزلك قلق بشأن فيروس كورونا، لا تعلم ماذا يمكن أن تفعل؟ إذاً لماذا لا تخرج الآن وتبدأ في البحث عن الذهب والكنوز؟"
وتابع محاولة استقطاب الباحثين عن الثراء: فقط بمبلغ 788 شيقل يمكنك شراء كاشف المعادن الرائع وسهل الاستخدام للغاية، يتم طيه الى حجم صغير، لا يصدر صوتاً على المعادن الصدئة الغير مرغوب فيها، يأتي بضمان 3 سنوات، ويمكنه أن يجد الكنوز على عمق متر تحت الأرض. هيا أخرج للحقول والفضاء المفتوح والهواء النقي واستمتع وانت تجد الكثير من الأشياء الثمينة بكاشف المعادن الجديد الرائع الخاص بك."
السؤال لجهات الاختصاص: كيف تعالجون الإعلانات التي تروج لمخالفات بيئية وقانونية؟ وبأي السبل يمكن حماية آثارنا وتراثنا من الحالمين بالذهب والثراء السريع؟
رعاية
تصلنا دعوات لورش وحوارات عبر منصة ZOOM، الغريب وجود رعاة وداعمين للأنشطة الافتراضية، مع أنها لا تكلّف سنتًا واحدًا، ولا طعام فيها ولا شراب، ولا أجور قاعات، ولا أنظمة صوت أو ضوء، ولا مواصلات أو مكافآت للمشاركين. يبدو أن التمويل يسبح في دمنا، ويعشعش في عقولنا..
دير العسل الفوقا
رسالة
تكتب رسالة مفتوحة لرؤساء الهيئات المحلية، تقول فيها: أظن أنكم سمعتم بمحنة عائلة الشوامرة في دير العسل الفوقا، التي بكت ستة من فلذات أكبادها، في أبشع أشكال الموت. التعزية العملية للعائلة ولنا، أن تشرعوا منذ الآن في اعتبار شبكات الصرف الصحي أولوية مٌلحة، وتفعلوا كل ما في وسعكم لإنجازها.
وتضيف: اختصروا من كل نفقاتكم، ونثرياتكم، وتحركاتكم غير الحيوية، وتقشفوا، واستنهضوا الهمم، وبادروا، "واسعوا في مناكبها" لنردم حفر الموت التي "تُهلك الحرث والنسل"، وأرجوكم مرة أخرى ألا تقولوا: "العين بصيرة واليد قصيرة".
برقين
ذكريات
تحيط أشجار السماء ببلدتنا البهية من كل جهة، فتكحل "الصفحة" و"القاطع" و"الطيّاش"، وتزين "المناطر" و"خلة موسى" و"خلة الجامع"، وتلوّن "مراح حمّاد"، و"البياضة" و" أم العظام" و"شنيور" وغيرها بأخضرها العذب.
كنا في مواسم شجرة السماء نشارك الأهل في قطافه، نعود من المدرسة ونسرع إلى الحقول المحيطة بالبلدة، ننفق النهارات القصيرة في جمع الحبات المتناثرة، وتغطية الأرض بالفرش البلاستيكي والخيش، ونبقى حتى الغروب. كان في قلب المدرسة أشجار زيتون باسقة، وكنا نشاهد عمالًا يجنون المحصول من أشجار المقبرة المجاورة، أو من وعرة "الشيخ صالح" الملاصقة للمدرسة من نوافذنا وملعبنا.
لم يكن هناك تيار كهربائي طوال الوقت في الابتدائية، وكان محرك جمعية برقين للتنوير الكهربائي، ولاحقًا المجلس القروي (قبل البلدية) يصمت قبل جوف الليل. كان التعب يقرر نيابة عنا النوم المبكر، فتتراكم علينا الواجبات، وبالكاد نحل وظائفنا، وفي أغلب الأحيان يتصادف امتحان الشهرين مع موسم الزيتون، فتتعقد مهمتنا في التوفيق بين كتبنا ومحصولنا، وكان الحل باللجوء إلى الفانوس (نمرة 4) أو (اللوكس) للقراءة الليلية. في الصباح التالي، كان معلمونا يكتشفون بسرعة غفلتنا عن دروسنا، وأذكر نصيحة المربي المرحوم محمود الشلبي (أبو النور)، ابن إجزم المدمرة، بإعطاء كل شيء حقه، ومساعدة الأهل وعدم إهمال الواجبات.
ينطلق موسم القطاف، وسط تراجع طقوس الزيتون الاجتماعية، فلا عونة، ولا عمل للأسر الممتدة معًا، وهناك منح للحقول لعمال من غير أصحابها، ويزداد بعد الجيل الشاب عن الأرض وزيتونها اللاشرقي واللاغربي، وتتسع دائرة الممارسات غير الصديقة للأشجار كاستعمال العصي، وتحطيم الأغصان الغضة، وتتراجع عادة "البعارة" أو "التصييف" كما يسميها البعض، وهي جمع المحصول الذي تركه أصحاب الأرض وبيعه، ويلجأ بعض اليافعين لسرقة الزيتون وبيعه.
نحتاج إلى تصويب علاقتنا بزيتوننا ومدرستنا وتقاليدنا الجميلة، الآخذة بالاندثار. كل زيتون والرحمة تطوق أرواح الأجداد والآباء الغارسين لشجرة الصمود، وكل موسم يكاد زيته يضيء والأهل والسواعد المتعبة الفرحة بخير.
ساعة تطوع
ساعة
بدأ مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة في تنفيذ المبادرات التي أطلقها المطران سني إبراهيم عازر، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة خلال المؤتمر الفلسطيني العاشر للتوعية والتعليم البيئي، وعمل المركز على ترجمة مبادرة سيادته (مدارس خالية من النفايات) بتوزيع حافظات طعام صحية ومطرات مياه وحملات نظافة في المدارس.
وسعى المركز إلى تشجيع العمل التطوعي البيئي، وتنفيذ أنشطة مستدامة للحفاظ على البيئة، وتخضيرها، من خلال إطلاق مبادرة (ساعة خضراء)، وانسجامًا معها ينفذ المركز حملة باسم (ساعة تطوع لأجل فلسطين) تمتد من 12 تشرين الأول 2020 وتستمر حتى 31 منه. ودشنت في المدارس اللوثرية بحملات توعية ونظافة، والتركيز على استخدام الحاويات المقفلة للتخلص من الكمامات بدل رميها العشوائي. وسعى "التعليم البيئي" إلى مد المبادرة إلى أكبر عدد متاح من تجمعات الوطن ومدنه وبلداته ومخيماته، تزامنت مع يوم البيئة العربي المصادف في الـ 14 تشرين الأول.
ودعا المحافظات والوزارات والهيئات المحلية والغرف التجارية والمؤسسات الأهلية والجامعات والمدارس والنقابات والاتحادات واللجان والمراكز والشركات الوطنية والأفراد إلى الانضمام للمبادرة بنشاط بيئي تطوعي في محيطهم وتجمعاتهم ومواقعهم، لتنظيف الأحياء، ومحيط المدارس والجامعات، والأماكن العامة، ولتنظيف حقول الزيتون من الأشواك والنفايات لمساعدة أصحابها في جمع محصولهم، وتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار قبل حلول الشتاء، ومبادرات للتقليل من استخدام البلاستيك، وإنتاج الأسمدة العضوية، وتوعية المواطنين بأضرار تخزين الزيت في عبوات بلاستيكية، وتنفيذ أنشطة تقلل من تداعيات التغير المناخي وتعرف به، وغيرها من فعاليات بيئية.
جميل أن نحرص على ببيئة نظيفة، ونعوّد أنفسنا على منح بيئتنا ساعة من وقتنا، فهي تستحق كل جهد ووقت وكلمة ومبادرة.
ساعة تطوع
aabdkh@yahoo.com