شذرات بيئية وتنموية.. مفارقات وحملات وأملاك عامة وتعليم وهيئات محلية
خاص بآفاق البيئة والتنمية

شوارعنا
تناقضات
نشتري سيارات فارهة، ولا ندفع سحتوتًا لصيانة طرقاتنا، ننظف بيوتنا، ونلوث شوارعنا.
ندّعي حب الأرض ونجود بدمنا "كرم عيونها"، لكن ندمرها بالزحف العمراني. نتعلم أن النظافة من الإيمان، ثم نلقي بكل نفايات الدنيا أينما تصل أيدينا.
نؤسس الأفران بإسراف، ولا نزرع القمح. نتنافس لإقامة الأفراح الضخمة، ونستدين لتغطية نفقاتها، نذهب لبيوت العزاء، ونتحدث بكل شيء إلا الموت.
نخصص غرفة واسعة للضيوف، ولا نستقبل أحدًا إلا بمواعيد، نسمي متاجرنا بــ "الأمانة والثقة"، بعدها نقرأ عن ضبط سلع فاسدة.
نقرأ (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، ونغرق أنفسنا بالديون لإرضاء الناس.
ننخرط حد الجنون في انتخابات الهيئات المحلية، وعقب نتائجها نصمت صمت القبور.
نرفع ثمن كل السلع والخدمات، وننقص من كرامة الإنسان.

من أسواق جنين
أسواق
فكرة الحملات لن تجدي نفعًا، نحتاج إلى حالة مُستدامة تنظم أسواق مدننا وبلداتنا وشوارعنا، وتجد بديلًا عمليًا للفئات التي تلتقط أرزاقها تحت الشمس، وتحرر الأرصفة، وتقفل أفواه الحفر، وتزيل التعديات التي تسطو على الأملاك العامة، دون النظر لأصحابها، وتجد حلًا للنفايات المتكدسة، وتتجه لتخضير مدننا.
بالإمكان التضحية بشارع واحد وتخصيصه للتسوق، وإعادة النظر في القرارات المرتجلة، التي شوهت مدننا وتجمعاتنا، كسوق الأمل، الذي أتلف معالم جنين.
بالمناسبة، سمعنا في آخر 10 سنوات عن قرابة 20 حملة لتنظيم أسواقنا، تبدأ ثم تنتهي وتعود التعديات إلى سيرتها الأولى، وكأنها سيرة شتوية وصيفية.

طوارئ جديدة في مستشفى جنين
تخريب
جرت أخيرًا توسعة طوارئ مستشفى جنين الحكومي لتضم 23 سريرًا بدلًا من 11، نأمل المحافظة على هذا المكان بنظافته وخدماته، وألا يكون عرضة للتخريب والإهمال.
والأهم توفير العلاج لكل موجوع، صحيح أن الأخلاق أساس كل سلوك، لكن لا بد من فرض غرامة على متعمدي الإتلاف والتخريب.

مدارسنا
إقرار
علينا الاعتراف بأن أولادنا لم يتعلموا منذ مارس/ آذار 2020 إلا قليلًا، والمؤسف أن السنة الدراسية الحالية مشوهة، فهناك فجوة 80 يومًا فيها، وآخر أيامها سُلقت بتعويض شكلي، ومستوى التحصيل مؤسف، والغريب وجود وقت لفعاليات ومسابقات جانبية. لا أتحامل على أحد بعينه، فكل الجهات، بما فيهم أولياء الأمور، مسؤولة وملامة، بالمناسبة، سندفع ثمن هذا غاليًا.

شوارعنا-أين الهيئات المحلية؟
مهام
أبسط حق لنا على مجالسنا المحلية المنتخبة تغيير الإنارات التالفة، وإقفال أفواه حفر الطرقات، وانتظام إزالة النفايات، والتخلص من الحشائش على حواف الشوارع والمرشحة للاشتعال كل يوم، ومنع المخالفات الهندسية التي قد تتسبب بكوارث وتُضيق الدروب، والتعامل مع المكاره الصحية والبدء في تنفيذ شبكات صرف صحي، وهي واجبات ومسؤوليات نصَّ عليها القانون نفسه، الذي يتقاضون راتبًا عليه، وقضايا لا تحتاج إلى ممولين وصناديق عربية أو محلية، ويمكن بشواكل معدودة منع حادث سير أو حريق.
المؤسف أننا نُقيم الدنيا ولا نقعدها في الانتخابات، وبعد النتائج ندخل في سبات عميق كأصحاب الكهف، ثم يتفرغ فريق من المنتخَبين الكرام لحفلات العلاقات العامة، والتقاط الصور بذهابهم وإيابهم، واستلام وتسليم الدروع، وإلقاء الخطابات النارية، ويتناسون دورهم الأصلي.
aabdkh@yahoo.com