خاص بآفاق البيئة والتنمية

المجلس المحلي الشبابي في جنين
كانت عضو المجلس المحلي الشبابي في جنين، دالية ولد علي، توثق بعدستها حصاد مبادرة المجلس، التي وفرّت لنساء رياديات متضررات من جائحة "كورونا" فرصة لعرض أشغالهن اليدوية. وقالت إن منح المبدعات مساحة للتعريف بمشروعاتهن، يعتبر تكريمًا خاصُا للنساء، والتعريف بمشاريعهن الصغيرة، وتأكيدًا لنجاحهن في تقليل تداعيات الفيروس المستجد، الذي غيّر وجه العالم.
وأوضحت دالية، أن المجلس الشبابي، الذي أبصر النور، في ظل الجائحة، بحث عن نساء ماهرات، وأقام لهن معرضًا لمنتجاتهن كـ"فرصة للإسناد والتشجيع".
واستضاف مركز الطفل الثقافي، في قلب المدينة، 25 سيدة وفتاة مبادرة، كان المشترك بينهن تأثرهن بالإغلاق الذي أعقب الجائحة، ومحاربة البطالة المتفشية في صفوف الخريجات.

الناشطة الشبابية مي سنان بجوار أشتال الأوليفيرا التي بدأت برعايتها لأغراض طبية وعلاجية
غالبية نسوية
وقالت رئيسة جمعية كنعانيات للتنمية والدراسات، غادة شديد، إن المبادرات اللافتة عرضت في سياق جهود المجلس المحلي الشبابي، وتضمنت تأهيل حديقة مركز الطفل الثقافي ومعرض" أيادٍ جنينية" للحرف والصناعات اليدوية للنساء المتضررات من جائحة كورونا، في إطار مشروع تعزيز مشاركة المرأة في المجالس المحلية بتنفيذ من مؤسسة شيم و"كنعانيات" وبدعم الصندوق الكندي النسوي.
وأضافت: أعاد المجلس الذي تشكل في ظل الجائحة، وبأغلبية نسوية تأهيل حديقة المركز، وبدأ بدعم النساء المتضررات من الفيروس المستجد، ووزع طرودًا، وتلقى تدريبات مكثفة أهلته للمبادرة والبحث عن أفكار ريادية، وإعداد المشاريع، والمهارات القيادية.
وأشارت إلى أن الإطار لا زال في بداية طريقه، و"يمارس الانفتاح على الأفكار الإبداعية، ويتطلع لأن يترك بصمة جميلة في وجه جنين".
والمجلس الشبابي محاكاة للمجلس البلدي، ويتشكل من 15 شابًا وغالبيته ورئيسته من الفتيات، ونشط في جهود تطوعية للتخفيف من تداعيات الجائحة على النساء.
وبينت رئيسة المجلس الشبابي الصيدلانية راما هنداوي قدرة الشباب على المساهمة في بناء المجتمع، إذا ما منحوا الفرصة وتوفرت لهم الإمكانات. وأكدت أن المبادرة كانت "فرصة رائعة" أظهرت قدرة الشباب على الابداع والتميز ولو بإمكانات متواضعة.

ميرفيت نزال رائدة التدوير
مي: حارسة الأوليفيرا
وقفت الناشطة الشبابية وعضو المجلس مي سنان، بجوار أشتال الأوليفيرا، التي بدأت برعايتها في حديقة المركز، وأكدت أنها استثمرت النبات الغني بالفوائد في تزيين الحديقة.
وتواظب سنان منذ 15 عامًا على رعاية الأوليفيرا، وصارت تجيد تكثير فسائلها، وتستفيد من غنى النبتة الطبية والعلاجية، التي تمتلك ألفي متر منها.
ولم تلتفت مي إلى تخصصها البعيد عن الزراعة، فشهادة العلوم المالية والمصرفية التي تحملها منذ 2014 لم توفر لها فرصة عمل، وهي تخطط لتوسيع مشروعها الزراعي، وزيادة منتجات المادة الطبيعية، التي تعالج الفيروسات، والطفيليات والبكتيريا، وتعتني بالبشرة، وتحتاج ستة أشهر لقطافها.
تسوق سنان منتجاتها عبر الإنترنت، وتخطط للتوسع في إنتاج مستحضرات تجميل طبيعية لتخرج من السوق المحلي.

تجميل قواوير الزراعة بيد ميرفت نزال
ميرفيت: بارعة التدوير
فيما هربت الشابة ميرفيت نزال، خريجة أنظمة المعلومات المحوسبة، من سوق البطالة بإعادة التدوير، واستخدام الخيش في تجميل قواوير الزراعة، وقالت إنها وجدت في الإنترنت "ملاذاً لإتقان فنون يدوية تساهم في نظافة البيئة، وتساعد على إيجاد مصدر دخل".
وتفاخرت بتحويلها لأوعية بلاستيكية ومعدنية وزجاجية، كانت في طريقها لمكبات النفايات، إلى تحف فنية جميلة، واستحداث أغلفة جذابة لها.
بدأت ميرفيت حرفتها في أيار الماضي، وتعلمت خلال فترة قياسية أصول مهاراتها، وشرعت في بتسويق قواوير وتحف، ودمجت بين الأزهار الطبيعية والصناعية.
تستعين العشرينية بخامات الخيش من أكياس قديمة، وتشتري بعض الحبال، وتجمع بعض الأوعية التي كانت بعيدة خطوة واحدة عن مكبات النفايات، وتمضي نحو ساعتين في كل قطعة، فيما تراعي أسعار منتجاتها الحال الاقتصادي الراهن، فتبدأ بعضها بـ 10 شواقل وتتدرج نحو 40، وتأمل أن يتأثر صغيرها جاد بالتجربة، ويبدأ في سن مبكرة توجهاته البيئية والفنية.

شكولاتة يدوية طبيعية فاخرة ينتجها تيسير صدقة وأفراد أسرته
عائلة صدقة: ملوك الشكولاتة
ويشارك الخمسيني تيسير صدقة، الذي عمل 24 عامًا في الإمارات، بناته بيسان، وروان، وسجى، وآلاء، وزوجته نجيه في مشروع بيتي يحمل اسم "فلستي" لإنتاج شكولاتة يدوية فاخرة.
بدأ مشروع العائلة في آب الماضي، وحقق نجاحات في ظل الجائحة، وبدأت الأسرة التي تقيم في عنزا، جنوب جنين، في مشروع خاص للفرار من البطالة.
واللافت أن كل أعضاء الأسرة لا علاقة لشهاداتهم بإنتاج الأغذية أو الحلويات، فبيسان تتخصص في التسويق، وسجى في إدارة المستشفيات، وآلاء تدرس التوجيهي الصناعي.
وقالت روان إن العائلة استلهمت فكرة صناعة شكولاتة طبيعية؛ لإصابة روان بمرض السكري، بعمر خمس سنوات، وإصراراها على تقليل استهلاك السكر الصناعي.
وتنتج الأسرة 3 أصناف من الشكولاتة البيضاء، والسوداء، والممزوجة بالحليب، وتشتري المواد الخام من مصدر محلي يستوردها، لكنها تضيف النعناع والليمون والفواكه الطبيعية كنكهات.
وذكرت روان أن الطاقة الإنتاجية للمعمل اليدوي 100 حبة كل أربع ساعات، يصل سعر الحبة الواحدة نحو 3 شواقل، ويباع الكيلو بنحو 150 شيقلًا، ويسوق عبر الإنترنت.
 |
 |
عينة من المنتجات الطبيعية لنسرين طالب |
مستحضرات خاتون الطبيعية |
نسرين: "خاتون" التجميل
وتبتعد نسرين طالب عن تخصصها في الفيزياء قبل 11 عامًا، لتقف في مصنع "خاتون" لمنتجات البشرة الطبيعية، وقالت إن غالبية ما يعرض في الأسواق ليس مصنوعًا من مستخلصات طبيعية، ما دفعها للتعمق والبحث عن طرق طبيعية بديلة من مجلات ومواقع علمية.
تستخدم نسرين قشور البرتقال، وجوز الهند، والزيوت الطبيعية في مستحضراتها، وتمر كل سلعها بمراحل عديدة تصل إلى 7 أحيانًا، وتتخصص في واقي الشمس الفيزيائي، الذي يعفي البشرة من امتصاص المواد الكيماوية، ويًعد من أكاسيد تعمل لعكس الشمس عن الجسم، دون أن تتغلغل فيه.
وأكدت أنها طورت مشروعها لحاجتها الشخصية، ولفشلها في العثور على مستحضرات طبيعية لا تملك أعراض جانبية على الجسم.
وأضافت: "ننتج كريمات من زيوت طبيعية كشجرة الشاي تعمل كمضاد حيوي، ومضاد للفطريات والبكتيريا".
وتًنوع طالب منتجات معملها، المقام في منزلها عند الطرف الشمالي لجنين، بين مقشرات ومنظفات وواقي للشمس، بأسعار تنافس المستحضرات المستوردة والماركات العالمية بأسعارها، وتتمنى أن تتاح لها فرصة الوصول للأسواق الخارجية.
وأشارت إلى أن مكونات ما تصنعه معروفة، ولا تؤثر على صحتنا وبشرتنا، وهو الأمر الجوهري في مشروعها.

نسرين طالب تقف أمام منتجاتها الطبيعية باسم خاتون للعناية بالبشرة
aabdkh@yahoo.com