خاص بآفاق البيئة والتنمية
أزمة
يشهد قطاع الزراعة أزمة في زمن "كورونا" ملحقاً بالحال الاقتصادي الصعب، وبتراجع القدرة الشرائية لشريحة كبيرة من المواطنين. نتابع كمواطنين أسعار الخضروات منذ كوفيد 19، فنجدها صعبة، وتنذر بأزمة عاصفة على القطاع الزراعي. عمليًا، الأسعار كلها تهاوت، والخسائر تضاعفت، والثابت الوحيد هو ثمن مدخلات الإنتاج الزراعي، التي لم تتضرر.
في هذه الأيام، أضيفت لمزارعي جنين أزمة قاسية أخرى بسبب الفيروس، إذ أوقفت مصانع الاحتلال قبول ثمار الفلفل الحار، المُعد للاستيراد؛ والتبرير هو تعثُر قطاع السياحة في العالم، حيث اضطر مزارعون كثرٌ لتخزين المنتج في ثلاجات، وخطر اتلافه الوشيك يخيم عليهم.
وقال مزارعو برقين وسهل عرابة إن خسائر كبيرة تنتظرهم من الفلفل المعروف بـ"شبكة"؛ كونه لا يصلح للبيع في السوق المحلي.
وتصل تكلفة الدونم الواحد من الفلفل نحو 5000 آلاف شيقل، وعادة يجري بيع الكيلو الواحد منه بأسعار ثابتة تتفاوت من عام لآخر، وتتراوح بين شيقل وشيقلين ونصف للكيلو غرام الواحد.
شذرات منتدى الياسمين قبل جائحة كورونا
مبادرات خضراء
أطلق أعضاء منتدى الياسمين البيئي المنبثق عن مركزي التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة والطفل الثقافي التابع لبلدية نابلس مبادرة "كمامتي..حياتي"، الهادفة لحث أبناء شعبنا على التقيد بالكمامات والتباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية؛ منعًا لتفاقم جائحة كوفيد 19.
وناقش فتيان المنتدى وزهراته، عبر تطبيق Zoom سبل إقناع المواطنين على اعتبار الكمامة وسيلة هامة لحماية النفس والآخرين، وليس فقط التقيد بها خشية الغرامات. وقالت دانا أبو ليلى إن إظهار تسجيلات مرئية لمصابين تدعو إلى الالتزام بالكمامات ستساهم في تغيير حالة اللامبالاة تجاه وسائل الوقاية. ورأت نور شافي بأن الغرامات ليست هي الحل، إذ يمكن التحايل عليها وإظهار الالتزام بالكمامات في أماكن تواجد أفراد الشرطة فقط، وهو ما يشكل خطرًا على الآخرين. وبينت تالا أشرف أهمية توظيف مواقع التواصل الاجتماعي للتقيد بإجراءات السلامة والوقاية للحد من الجائحة، ووقف الاستخفاف بالتعليمات الصحية. ودعت تقوى قدح إلى العمل مع التجار وإقناعهم برفض دخول غير الملتزمين بالكمامات لمتاجرهم.
واستعرض هشام وهديل عوادة، وعمرو عكر، وسجى الهدهد، وطاهر عامودي، وأعضاء المنتدى الذي انطلق عام 2014 سبل إشراك شخصيات اعتبارية مؤثرة للترويج للكمامات، واعتبارها وسيلة لحماية الآخرين والحرص على كبار السن وضعاف المناعة، وليس مجرد قطعة قماش.
وأشارت مديرة "الطفل الثقافي" رسمية المصري إلى جهود المركز في نشر التوعية البيئية من خلال المسرح والأغاني والمشاهد التمثيلية، التي توحدت كلها في صناعة مشهد صحي ووقائي يساهم في حماية المجتمع، ويصحح الممارسات الخاطئة في التعامل مع إجراءات السلامة والبرتوكولات الصحية الواجبة للحد من الفايروس المستجد.
فيما أطلق منتدى قلقيلية النسوي البيئي، الذي أسسه مركز التعليم البيئي نهاية عام 2014 وتقوده الناشطة نهاية عفانة؛ مبادرة لإلغاء حفلات التخرج الخاصة بطلبة الثانوية العامة "التوجيهي".
وأوضحت عفانة أنها نشرت المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدت استجابة وتفاعلًا سريعًا من مواقع صفحات مؤسسات وأفراد في قلقيلية، فيما بدأت بالفعل إعلانات فردية عديدة لإلغاء حفلات "التوجيهي" والاعتذار عن عدم استقبال المهنئين؛ لتجنب التجمهر والتسبب في نشر الفيروس.
وأكدت أن الظرف الراهن يحتم على الجميع التحلي بالمسؤولية، والإقلاع عن ممارسات من شأنها التسبب في نشر الجائحة، وزيادة أعداد المصابين بالفيروس، وتعقيد مهمة الجهات الصحية، التي تبذل جهودًا مضنية منذ آذار الفائت.
فيما بيّن "التعليم البيئي" أن الجائحة التي تضرب فلسطين والعالم تستدعي تكثيف التوعية، وتنفيذ مبادرات تساهم في تخفيف وتيرة انتشار الجائحة، وإقناع المواطنين أن الاستخفاف أو الاستهتار بإجراءات السلامة يتسبب بالمعاناة للآخرين، ويوسع دائرة المصابين. كما حث وسائل الإعلام على تقديم نماذج إيجابية لملتزمين بإجراءات السلامة، وتقديم شهادات لحالات أصيبت بالفيروس تظهر ما يسببه من ألم ومعاناة، وتوضح درجات التهديد على كبار السن وضعاف المناعة وسائر الفئات.
خريجو التوجيهي في ظل الكورونا
نتائج
نتمنى لفارسات الوطن وفرسانه النجاح الباهر. لكن، في نسخة الثانوية العامة التي تزامنت مع ظرف صحي واقتصادي صعب، لم نكن على قدر المسؤولية، وعكرنا صفو فرحتنا بالمفرقعات المزعجة والخطرة والمكلفة. كان بالمستطاع الاستغناء عن المفرقعات والرصاص بصوت شجي لزغرودة أُم، أو أغنية، أو أي شيء آخر. ومع أن التجمهر سبب لنا المعاناة، واصلنا طقوسه. ولم نقلع عن التقبيل والأحضان "البيئة الخصبة" لنشر كوفيد ١٩. ومع أن النتيجة لا تعني نهاية الدنيا، والعُشر والعلامة مجرد تقدير وقياس بشري قابل للخطأ، ولا تستوجب اليأس والإحباط إلا أنها تبقى المقياس المجتمعي.
احتفالات نتائج التوجيهي في ظل الكورونا
علينا تذكر أن نحو 29٪ من طلبتنا قد خانهم الحظ، وحرمتهم أنظمتنا التربوية من العبور، ولاحقتهم وصمة اجتماعية قصيرة نظر، كما لا يجب أن نغفل بأن النجاح في الامتحان الأهم والأعقد: هو الحياة، وتبديد الصورة النمطية المقللة من أهمية التعليم التقني والمهني.
فحص فيروس كورونا في المختبرات الفلسطينية
طوارئ
الصحة والاقتصاد لا يفترقان. في حال الطوارئ الراهن لا بد من قانون اقتصادي عاجل وعادل، يساهم في حل الأزمة، ويدعم ضعاف الدخل والشرائح المعدمة، ويقتطع جزءًا عادلاً من أرباح الشركات الكبرى، ويصلح الفجوات الفلكية في الرواتب بمختلف القطاعات، ويعيد هيكلة الكثير من القضايا، أولها تغيير أنماط الرفاه المبالغ فيها، والتوجه نحو مشاركة كل الشرائح في الإنتاج، والعودة إلى الأرض، وإنعاش القطاع الصحي والزراعي، وتخفيض حصة الأمن المبالغ فيها، وهيكلة تعليم قادر على مجاراة الأزمة، التي يبدو أنها ستطول. الأمر بحاجة لاقتصاديين غير ملحقين بالبنك الدولي، ولا يسبحون بحمد التمويل الأجنبي والقروض والمنح، التي حيثما حلت أفسدت، ولديها أزمة لكل حل.
فلتان
ما نعيشه هذه الأيام حالة جديدة من الفلتان الصحي. غرقنا سابقًا في حالات فوضى، وقبلها قدمنا تجارب ممتازة، ومبادرات وتكافل وتطوع، ودفعنا تضحيات جسام من دمنا ولحمنا الحي، في سبيل ما نؤمن به. الإغلاق ليس الحل، لكن تمردنا على أبسط قواعد السلامة سبّب لنا هذا السواد. اليوم نشاهد تمردًا عن تعليمات الوقاية الضرورية، ويجري التحايل على أبسط التعليمات وخرقها. ما الذي يمنع تاجرًا من تعقيم يديه، أو ارتداء القفازات حرصًا على نفسه وغيره؟ ولماذا يجري التحايل على تعليمات صحية تُطبق في كل دول الأرض؟ وهل هذا وقت التشكيك والجدل بأن كوفيد 19 كذبة؟ وأن كل مصاب تحصل السلطة مقابله على 3 آلاف دولار!
ألا يمكننا المبالغة في النظافة والتباعد والكمامات، حتى لو ثبت عدم وجود فيروس؟ أليس الالتزام بالنظافة والمسافة الاجتماعية من الإيمان حتى في الأوضاع العادية؟ هل يوافق المكذبون للفيروس الذهاب اليوم إلى الخليل المنكوبة لتحدي الفيروس في مستشفياتها، والتعهد بدفن موتاها؟ لسنا دولة، ونظامنا الصحي هش أصلاً، واستمرار وضعنا الراهن يعني أننا نخرق قارب النجاة المتهالك بأيدينا، ونسرّع من غرقنا الجماعي.
قرية برقين قضاء جنين
برقين
شكلت أول إصابة بفايروس كورونا، مطلع تموز في بلدتنا فرصة للانحياز لمسقط الرأس، فبرقين ابنة الروابي، وحارسة المرجين: ابن عامر وعرابة، والأمينة على الوديان. من تلالها تلون ناظريك بالناصرة والكرمل وحيفا وجبل الشيخ السوري المُعذب. سار المسيح في ممراتها، والتصق اسمها بصاحب معجزة إشفاء البرص. هي المسجد، والمدرسة، والكنيسة، والحاووز، والأزقة، والحواري، والعقود، والدروب المعهودة، والزيتونة الباسقة في أحشاء الأرض، وأقاصيص الأجداد، ومواسم حصادهم، وهي التي أنجبت كواكب حرية عطرت ترابها بالمسك وأشعلت السماء ببريق شــهداء وشهود على ملحمة وفاء سرمدية.
كما أنها عرق وبسالة فرسان الجيش العراقي، كما دم فلذات أكبادها الذين دونوا أرواحهم في سجل شرف رفيع، يسكن في ثراها نجوم الجيش الأردني التي لا تنطفئ. في وجهها الباسم كحلة باقية من خنادق الجيش العراقي العظيم، تحفظ أسرارهم صفحات "المنطرة" و"الشيخ سبع" و"خلة الجامع"، ويشهد "الصافح" على الفعل والإباء، ويبوح "درب السوق" و"الشيخ منصور" بأناشيد وفاء خالصة منكهة ومكرمة بالنرجس والدحنون والزعتر والشتيلا. فيما تفوح "البياضة" و"المسعودية" و"البيادر" و"الوجه الغربي"، و"السعادة"، و"ووادي الخروب" و"المسمكة" و"خلة التفاح" و"الصفحة" و"الوطاق" و"الطياش" و"أم السوس"، و"خلة موسى"، وعشرات البقاع الجميلة بأريج لا تنازعه عطور باريس، ولا مسك الغزلان الرشيقة. هي الهوى، والصبابة، والشغف، والوجد، والعشق، والشوق، والود، والغرام، والهيام. نتمنى السلامة لكل بلداتنا ومدننا ومخيماتنا وشتاتنا...
aabdkh@yahoo.com