شذرات بيئة وتنموية.. زيتونيات وجامعات وتربية وكهرباء ونصوص خضراء
خاص بآفاق البيئة والتنمية

مصطلحات
يُشعل كل موسم زيتون قاموسك، فتعود لاستذكار ما سمعته، وتحاول تفسيره، وبخاصة أن الكثير من الأجيال الشابة، تفتقر إليه. مصطلحات الزيتون مختلفة من منطقة لأخرى، وهنا لائحة بأبرز مصطلحاتها، التي تبدو أجمل حين تُنطق بلسان أصحابها:
جِدادة: قطاف.
جدّادة: العصا.
عُرّاد: العصا طويلة المدى.
العبيّة: العصا قصيرة المدى.
يتبعر: يجمع بقايا المحصول بعد قطافه (يتصيف في بعض اللهجات).

زيتون
الجاروعة: منحة للصغار المشتغلين بالحقل في آخر يوم قطاف.
الحق وأذبح: دلالة على قصر الوقت المطلوب لإنجاز الشجرة، ذات الثمر القليل.
يتعبب: يتوغل في أعماق الأغصان بحثًا عن الحب غير المقطوف.
ضبوا الشبك: اجمعوا المفارش (البلاستيكية والمصنوعة من الخيش) وانتقلوا للزيتونة التالية.
شوال أبو خط أحمر أو أخضر أو أزرق: كيس خيش حجم كبير يتسع الأكبر منه 100 كيلو غرام.
يُذرّي: يفصل الورق عن الثمر.
سنة شلتونية: موسم قليل الثمر (وعكسها سنة ماسية).
معصمصة: حبة زيتون جافة من شدة العطش.
مْخل: ثمر ناضج وسهل القطف.
شكارة: حيازة قليلة.
عِرق: شجرة.
مرواد: جزء من غصن زيتون غض، يُستعمل بديلًا للخيوط.
شوال فِل: كيس من الخيش.

انتظار
نسمع بين الفينة والأخرى عن تصنيفات عالمية تتفاخر بها جامعاتنا، وبعضها مقاييس لا نعرف مدى جديتها، ولا منهجيتها في الترتيب.
المؤكد أننا ننتظر اليوم الذي تتنافس فيه مؤسسات التعليم العالي في بلادنا على لقب الأكثر مساعدة في توظيف "جيش" خريجيها، على أحر من الجمر، ونأمل أن يتحقق ذلك في وقت قريب.

رسالتان
أكتب رسالتين: الأولى إلى أصحاب القرار وصنّاعه، رسالة مفتوحة، يَرد فيها: الأعزاء، لا تستسهلوا إقفال المدارس والجامعات بفعل السيد (كورونا).
لتكن هذه الفضاءات الحصن الأخير النابض بالحياة.
وأرجوكم ألا تفكروا مجددًا في الإغلاق حلًا؛ لأنه قبل أن يكون سياسة غير مجدية بعد تجربتها سابقًا، فلن يجد غالبًا من يُؤمن و/ أو يلتزم به، لنفكر في بدائل وقائية مشددة هي مفقودة في حياتنا، حتى في الأوقات الاعتيادية، مثلاً النظافة، والازدحام، والمسافة الشخصية، وإلقاء التحية بالكلام، وغيرها.

أما الثانية فأوجهها إلى معلم، أستهلها على هذا النحو: عزيزي المربي الفاضل، كل عام وأنت الحارس لأملنا وأحلام فلذات أكبادنا، وبعد:
نعلم الظروف العصيبة التي تمر بها، ونتفهم كل ما يحيط بك من ضغط وتدخلات ومسؤوليات وأعباء ثقل الجبال.
تذكر أننا نؤمّنك على أغلى ما نملك، لسنوات تمتد لـــ 12 عامًا وندرك أنك تلتقي بأولادنا أكثر مما نجتمع نحن بهم في بيوتنا. لو كنا أصحاب قرار لأنصفناك في معيشتك، ولمنحناك أرفع الأوسمة في الدولة.
لكن في المقابل، اسمح لنا بتذكيرك بواجباتك، فكل دقيقة تضيع بقصد أو دونه تعني الكثير. نرجوك أن تأتي إلى المدرسة بابتسامة ولو اصطناعية، وأن تهتم بعض الشيء بصورتك الجميلة، التي اعتدنا عليها من أسلافك.
عزيزي، أنت قائد جيش، وموسيقار، وفنان، وصانع، وغارس، وإعلامي، واقتصادي، وطبيب، وصديق، وأنت الدنيا والمجتمع.
نرجوك ألا تغفل عن تحضير دروسك، وأن تربي الأبناء قبل أن تعلّمهم. ضميرك رقيبك لا مديرك أو وزيرك.
لا تشعر بالعجز أو القهر، فستجد يومًا أحد طلابك يردّ لك جزءًا من الجميل في مكان ما، وبطريقة ما، وأغلب الظن أنك ستفرح.
اجعل خريجك يترحم على روحك، بعد طول عمر، وأن يبكيك بدمعه وقلبه حين ترحل، وقبلها يدعو الله أن يمنحك الصحة والإلهام.
إن كنت مكرهًا على عملك، نرجوك أن تحبه، فهو العمل المقدس، وإن تكرر عجزك ويأسك أعلن الانسحاب، لأنه أفضل لك ولنا ألف مرة من الهزيمة والارتباك وعدم أداء الواجب.

عتمة بلدة برقين حتى سبعينيات القرن الماضي
عتمة
عاشت بلدتي برقين دون تيار كهربائي دائم، وتعاون مبادرون في سبعينيات القرن الفائت لإنارتها في جمعية تطوعية (التنوير الكهربائي)، وكان هدير المولدات يأخذ غفوة قبل انتصاف الليل، بأمر من المرحوم علي إبراهيم سعيد، إلى أن أطلَّت "الشركة القُطرية" برأسها منتصف الثمانينيات.
تنقطع الكهرباء في مطلع ليالي أيلول عن البلدة، ونعود سريعًا لاستذكار كفاح جداتنا وأمهاتنا في توفير نور للأبناء وبخاصة للطلبة. كان ضوء نمر ٤ واللوكس يعيشان العصر الذهبي، ويتحلَّق الجميع حولهما في جو عائلي.
لم تكن هناك طاقة شمسية، ولم نعرف مصابيح تخزبن الإضاءة، لكن المتوفر وقتئذ، إرادة عالية وتدبير منزلي، وأجواء عائلية لا يفسدها غباء الأجهزة الذكية، ولا تعقيدات الحياة واختلاف القلوب.
سيكون المشهد لأي بلدة تغرق في عتمتها، بعض البقع القليلة لبيوت تُسخّر الشمس لحالات انقطاع عصب الحياة، لكنها لا تمتلك أي احتياطي من الفوانيس أو الشموع والكاز، والمؤسف أن الوطن كله لا ينتج نوره ذاتيًا.

كتابات بيئية للزميل عبد الباسط خلف
قصص
أمضي في يوم تدريبي طويل لطلبة" العربية الأمريكية"، 4 ساعات كانت كلها للكتابة الإبداعية، والتعريف بمنتدى الإعلام البيئي (ندى)، وبتجربة مجلة "آفاق البيئة والتنمية" ونصوصها الخضراء.
أعرض برفقة د. محمود خلوف تجربتي في نصوص رسمت بكلماتها ملامح طوكيو الممتدة، وسبرت غور البحرين ومنامتها التي لا تنام، ورحلت عبر إسطنبول الساحرة، وتتبعت خطوات قاهرة المُعز بما فيها من مشاهد بيئية، وصعدت أعالي عجلون البهية، وتجولت في نابلس دمشق الصغرى، وطافت أرجاء الجميلة لشبونة، أو برتقالة أوروبا.

شذرات كتابة
أعالج نصوص الطلبة القادمين من ناصرة البشارة، وأم الفحم، وطوباس، وطمون، والأغوار، والمطلة، وبرقة، وبرقين، وسيلة الحارثية، وأحثهم على التعمق في وصف بيئاتها، ورسم أشجارها وأزهارها وطيورها، والإحساس بما تعانيه جراء غياب الوعي البيئي.