إلى الفناء بيئتنا ولكن!

للأسف؛ السنوات الأخيرة كشفت استهتاراً كبيراً بالبيئة وتغاضي عن حالتها المتسارعة التدهور. قد يكون السبب الظروف التي تمر فيها البلدان المختلفة، لكن هل يعني ذلك أن ننساها أو بعبارة أدق أن نتناساها؟
إن الظروف الحاكمة على كثير من البلدان تشكّل سبباً في تدهور بيئاتها، كالفقر أو الحروب أو حتى التطور التقني والذي قد يكون سبباً للاتجاه إلى طريق دون النظر للموارد الطبيعية؛ خاصة مع تخصيص كثير من الشركات العملاقة.
ماذا يعني التغاضي عن مرض طبيعتنا؟ في أفضل الظروف والحالات ستستمر البيئات متقهقرة لعشرات السنوات، لكن في النهاية سوف تصل لمكان نفقدها فيه من أيدينا لتصبح غير قابلة للإعادة، وفي تلك اللحظة سوف نعض أيدينا ندما على خسارتها وفنائها.
ماهو الحل الصحيح والواقعي؟ أن تطبق الدول المعنية بتدهور بيئاتها قوانين وأنظمة ذات نظرة ثاقبة مستقبلية بعيدة الأمد، وبكلمة واحدة إستراتيجية، يعني أن تضع قوانين قابلة للتطبيق من جميع الأطراف ومناسبة للظروف الراهنة والاحتياجات التطورية البشرية، التنموية، وأن تراعي من طرف آخر شروط النظم البيئية لتبقى فعالة وقادرة على الانتاج والعمل والاستمرار والاستدامة. أي جمع الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على زوايا مثلث ليحتوي بين أضلاعه القوانين والانظمة والسياسات البيئية، وبهذا نحصل على المعنى الحقيقي للتنمية المستدامة.

التنمية المستدامة وأركانها (استانبولي، 2018)
قابلة للتطبيق؟؟؟. نعم هي قابلة للتطبيق وكمثال عليها الكثير من الدول الأوروبية وعلى رأسها الدول الاسكندنافية وألمانيا، والكثير من دول آسيا وعلى رأسها اليابان وإيران.