مركز حسن مصطفى الثقافي
كان العرب يسمونه ( الخرشوف ) ونقلوه معهم إلى الأندلس عندما عرف الأطباء العرب فوائده، وهكذا عرفته الفرنجة فأقبلت على زراعته وتناوله فانتشر في مختلف أرجاء أوروبا وحُرّف الاسم من "حرشف" إلى " ارتي شوartichiu فعادت إلينا محرّفة إلى "ارضي شوكي" وهو الاسم المشهور الآن لهذا النبات.
وقد عُرف قدماء المصريين الخرشوف، ووجدت رسومه منقوشة على جدران معابدهم، وكذلك في بلاد حوض البحر الأبيض وكان شكله قريباً للصنوبر، ثم انتشر في أوروبا وباقي بلاد العالم على أيدي العرب في الأندلس على النحو الذي ذكرناه.
الخرشوف أو الحرشف في الطب القديم:-
تحدث أطباء العرب الأوائل عن الخرشوف، فقالوا:- أنه إذا سُلق نَفع ماؤه في الخلاص من نتن البدن وخاصة نتن الإبط والبول ... وهو يلين الطبع ويخرج البلغم، ويزيد في الباه، ويقتل القمل إذا غسل به.
وقال عنه أطباء القرون الوسطى:-
انه يفتح الشهية، ويشفي السيلان، ويدر البول، ويخفض الحرارة، ويزيل رائحة العرق الكريهة، واشتهر عندهم أن جذوره إذا أكلت مع العسل كانت منبهة عظيمة للقوة الجنسية، وأن تناول جميع أجزائه جيد لتنشيط الكبد والتهابه، وانقطاع البول، ولخفض ضغط الدم، وتصلب الشرايين.
في الطب الشعبي الحديث:-
عُرف الخرشوف بأنه يحتوي على مقادير كبيرة من فيتامينات (أ، ب) كما أنه غني بأملاح الفسفور والمنغنيز التي تقوي القلب وتنشط الذهن، وفيه ( الاينولين ) وهي مادة نشوية ( سينارين ) المدرة للصفراء والمفيدة في أمراض الكبد، وهي مادة مُرّه تزول بسلقه في الماء.
ويعتبر الخرشوف علاجا جيدا للكبد، لما فيه من عناصر فعالة في تنشيط إفرازات الكبد والمرارة وإدرار البول، وبخاصة في أوراقه التي يشرب مغليها أو منقوعها بنسبة (10- 30) جراما لكل لتر من الماء.
ويستعمل الخرشوف في أنظمة النحافة، وبسبب سهولة هضمه يُنصح بتناوله لذوي المعدة الضعيفة وللأطفال.
ويمنع من تناوله المصابون بالروماتيزم والتهاب المفاصل، والنقرس وأصحاب المسالك البولية الضعيفة، والمصابون بالحساسية، ويعتبر مفرغا ممتازا للصفراء، فإذا حقن حيوان بخلاصته فإن مقدار إفرازات الصفراء فيه تزيد أربعة أضعاف خلال ساعتين فقط، كما يعتبر مساعدا جيدا للكبد على الإفرازات، فالأطباء يصفونه، ويصفون خلاصته، وفي علاج أمراض الكبد واحتقانها، والتهاب الكلى وانقطاع البول وفي بعض حالات الحكة.
ميزة لا تُضاهى (للأرض شوكي ):-
- يساعد على غسل العروق الدموية والكبد ومن ( شمع المرة ) المسمى ( كولسيترول) . فالإكثار من تناوله يذيب الكولسترول ويعالج تصلب الشرايين، وبالتالي إنزال الضغط الدموي لأنه يذيب الرواسب العالقة في الدورة الدموية، فيحول دون تصلب الشرايين، وما يعطيه من اختلاطات الفالج والشلل والسكتة القلبية. إن العلاج المسمى (كوفتيلوس) الذي اكتشف سنة 1935 ليس سوى خلاصة مبلورة مستخرجة من عصير أوراق الخرشوف.
- يخفّض نسبة السكر في الدم والضغط لاختزانه المواد الكربوهيدراتية على صورة انيولين (inulin) وليس على صورة نشاء تفيد الرياضيين بصورة خاصة بعد أن تتحول إلى سكر (ليفيلوز)
- يحتوى الخرشوف على مقادير عاليه من الفيتامين (أ) (ب) وعلى بعض الأملاح المعدنية كالمنغنيز والفسفور، لذا ينصح الذين تضطرهم أعمالهم للتفكير والجهد الفعلي لفائدته للخلايا الدماغية، كما يفيد في تقوية وتنشيط الجسم.
وصفات علاجية من الخرشوف:-
- إن تناول الخرشوف بمضغه جيدا يطهر الأمعاء ويخلصها من الاسهالات، كما يمكن استخدام جذره مسحوقاً ومضافا إليه قشر البلوط والجوز في حالات بعض الحميات.
- يمكن أخذ الخرشوف لعلاج حالات القصور الكبدي وذلك بغلي أربع وريقات طرية منه في لتر من الماء، ثم يضاف إلى المغلي بعض السكر للتحلية.
- يفضل عند سلق الأرضي شوكه أن لا تُهمل ماء السلق بل يستعمل في مختلف أنواع الحساء، رغم أن لونه يميل قليلا إلى السواد، ولكن ذلك لا ينقّص من قيمته الغذائية، فماء السلق يحتوي على معظم خواصه.
أكلات شهية من الخرشوف ( الأرضي شوك ):-
تعتبر معرفة العرب والفلسطينيين في هذه البقلة التي ادخلوها إلى أوروبا منذ القدم، إلا أن طبخه ليس شائعا عند كل الشعب بل فئات محدودة هي التي تعرف طهوهُ وتقدر قيمته، كما يميلون شعبيا في مناطق أخرى إلى تناول العكوب الربيعي البري.
1. سلطة الأرضي شوكي:- يمكن تناول الخرشوف بسلق الحبة الكاملة بأوراقها الخضراء، وتقطيع أوراقها وتغميسها بالزيت. وهذه السلطة صحيحة ويزيدها الليمون والزيت غنىً، حيث تعمل على تنظيم صفراء الكبد، وتدر البول وتحتوي على الفيتامين (ج) .
2. يخنة الأرضي شوكة باللحم أو الدجاج:-
- يعد اللحم أو الدجاج مسلوقا كمرق.
- ينظف الأرضي شوكة بإزالة الأوراق العلوية بالقص أو القطع، وإزالة الخيوط البيضاء الملتصقة في قاعدة الحبة بالسكين والقشط.
- تقطيع الحبات إلى أنصاف وأرباع ثم بالحوس والتقليب مع البصل والثوم المقلي يضاف إليها المرق واللحم، وتُغلى حتى تنضج وتقدم مع الأرز المفلفل.
- ويمكن إضافة هذه القطع إلى المرق مع مجموعة خضر مشكلة لعمل الشوربة المفيدة والغنية.
3. أكلة المحشي الأرضي شوكه:-
- ينظف بنفس الطريقة، وتجمع الحبات في كيس نايلون حتى لا تتأكسد وتصبح سوداء اللون ولعزلها عن الهواء، وذلك أفضل من وضعها في الماء التي تذوّب بعضاً من عناصرها الغذائية.
- وللحشي نختار الحبات الكبيرة الواسعة.
- يحضّر اللحم المفروم مع البصل ويقلب على النار مع إضافة الملح والبهار.
- تُقلى الحبات بالزيت النباتي وتجفف من الزيت وتوضع في صينية متراصة حبة إلى جانب الأخرى.
- تعبأ الحبات باللحم المفروم والبصل ويضاف في قعر الآنية ماء ويوضع الخرشوف المحشي في الفرن، ويترك يغلي حتى ينضج الطعام، ويمكن إضافة بعض الحشوة إلى مقر الصينية مع الماء إذا كانت الحشوة زائدة.
تقدم الحبات ومرقها اللذيذ القليل، وتؤكل كأقراصٍ محشية، أو تؤكل مع الأرز كاليخنة حسب الرغبة.
ملاحظة هامة:-
- يجب تناوله في نفس اليوم الذي يُطهى فيه نظراً لأن الجراثيم تتسرب إليه إذا ظل إلى اليوم التالي، فيتحول لونه إلى الإخضرار ويصبح عسير الهضم مسببا لآلام مَعدِية.
- يمكن استعمال الخرشوف المبرد في البرادات، وهناك الخرشوف المعلب.
- طريقة اختيار الخرشوف:- تفضل الحبات الثقيلة ذات الأوراق المرصوصة، لأن المتباعدة عن الكوز دلالة على أنها قديمة.
- ويمكن الإبقاء على الخرشوف مدة أطول طازجاً، عبر وضع الساق في الماء وقص جزء من هذا الساق المبتل لئلا يتعفن كسيقان الأزهار في المزهرية.
4- وصفة مقلوبة الأرضي شوك :-
- سلق اللحم أو الدجاج كالعادة.
- تقلى حبات الأرضي شوكة المنظفة من الأوراق حتى يصبح لونها اصفر يميل إلى الاحمرار. بعد القلي يوضع على وجه الخرشوف اللحم المطهي في الوعاء، ثم يُغلى قليلا مع اللحم والمرق، حتى تَنزل الخواص أو الطعم في المرق.
- ويضاف الأرز حتى ينضج كأي مقلوبة أخرى كمقلوبة الباذنجان أو الزهرة، وتقلب في الصينية ويضاف إليها اللوز والصنوبر.
وصحتــــــــــــين وعــــــــــــــــــــــــافية