"بوبين" هو الاسم الكنعاني لعين المياه في قرية دير إبزيع بمحافظة رام الله والبيرة، والتي تتعرض لاستهداف استيطاني يسعى إلى تزوير اسمها إلى "عين داني". انطلقت حملة "بوبين" رسميًا في أيلول 2016 بعمل تطوعي، واستطاعت تنظيف طرقات القرية، وغرس وري أشجار، وتنظيف عين المياه والمقبرة، ومساعدة المزارعين في قطف الزيتون، وطلاء الأرصفة، وتنظيف المدارس، وتخطيط ملاعبها، واستقطبت عشرات الشبان، في القرية التي يقطنها نحو 3 آلاف مواطن. عانت حملة "بوبين" كثيرًا بسبب الثقافة السائدة، التي هاجمت الحملة من منطلقات دينية كتحريم الاختلاط بين الجنسين. كما تعرض الناشطون فيها لضغوط عائلية، وتنافست تنظيمات سياسية على استقطابها، ووضع العراقيل أمامها. "بوبين" لا تحصر أنشطتها في دير إبزيع، بل أصبحت جزءًا من حملة (ائتلاف الأرض لنا) في قرى شرق رام الله والبيرة، وأنخرط الأعضاء في قيادة مخيمات صيفية في مناطق أخرى، رغم صغر سن أعضائها.
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
أطلق شبان متطوعون قبل عام "حملة بوبين" في قرية دير إبزيع بمحافظة رام الله والبيرة، وانحاز الناشطون لعين الماء في بلدتهم، فالتصقوا باسمها، ومضوا في أنشطة بيئية وشبابية واجتماعية ووطنية.
وقال منسق الحملة محمد طليب في حوار مع (آفاق) إن "بوبين" هو الاسم الكنعاني لعين المياه، التي تتعرض لاستهداف استيطاني يسعى إلى تزوير اسمها إلى "عين داني"، نسبة لمستوطن قتل قبل 4 سنوات في المنطقة، فيما يواجه المزارعون هجمات اقتلاع أشجار الزيتون، واقتحامات متكررة للعين، ومنع المواطنين من الوصول إليها، عدا عن مساعٍ متواصلة للسيطرة عليها؛ نظرًا لطبيعتها الخلابة.
عمل تطوعي لتجميل قرية دير ابزيع
وأضاف طليب، الذي أبصر النور عام 1992: عرفنا من كبار السن في القرية، أن "بوبين" مشتقة من وجود بابين للعين، أو مرتبطة بشخصية كنعانية ذات شأن سكنت المنطقة في الأزمنة الغابرة، وهي اليوم مهددة بمستوطنة "دوليب".
وتفاخر الشاب العشريني وخريج العلوم السياسية والإدارة العامة من جامعة بيرزيت، بأن الحملة استطاعت "تحريك المياه الراكدة في القرية"، وبدأت بتنفيذ مبادرات تطوعية، بعد ركود استمر 14 عامًا.
أطفال حملة بوبين ينظفون قريتهم
طاقة
ووفق منسق الحملة، فقد انطلقت "بوبين" رسميًا في أيلول 2016، وسبقت عيد الأضحى بثلاثة أيام بعمل تطوعي، واستطاعت تنظيف طرقات القرية، ونجحت في لفت انتباه الأهالي، واستقطبت عشرات الشبان، في القرية التي يقطنها نحو 3 آلاف مواطن.
ومضى طليب: عانينا كثيرًا بسبب الثقافة السائدة، التي هاجمت الحملة من منطلقات دينية كتحريم الاختلاط بين الجنسين. كما تعرضنا لضغوط عائلية، وتنافست تنظيمات سياسية على استقطابنا، ووضع العراقيل أمامنا.
وقال: "تجاوزنا العقبات الاجتماعية والسياسية، وأعلنا استقلاليتنا، وخسرنا جزءاً من المتطوعات، وعددنا اليوم وصل إلى 40 متطوعاً تتفاوت أعمارهم، ونمضي في تنفيذ أهدافنا خطوة خطوة، وندرك صعوبة تغيير ثقافة المجتمع وتوجهاته البعيدة عن البيئة، لكننا نراهن على تحقيق تغيير تدريجي".
شباب متطوعون في حملة بوبين البيئية
وأضاف طليب: "بدأنا نلمس تقبل المواطنين، وصرنا نسعد باهتمامهم بالبيئة وحرصهم على مساعدتنا، والإبقاء على المناطق التي نتطوع فيها نظيفة".
ولخص واقع قريته الجبلية الواقعة غرب رام الله بين عين عريك وكفر نعمة: "البيئة بعيدة عن عقولنا إجمالًا، لكن هذا لن يمنعنا من الاستمرار". وأكمل: نراهن على النجاح، ونشارك الأطفال في حملاتنا، وأنجزنا خلال عام 25 نشاطَ نظافة، وغرس وري أشجار، وتنظيف عين المياه والمقبرة، ومساعدة المزارعين في قطف الزيتون، وطلاء الأرصفة، وتنظيف المدارس، وتخطيط ملاعبها، وعقد ورش عمل حول إعداد القيادات، وإطلاق تدريب في الهواء الطلق على عين "بوبين" خاص بالعمل التطوعي، وغيرها.
أطفال حملة بوبين ينظفون قريتهم
التفاف
ومضى: "نلمس إقبال الأطفال والشباب على العمل التطوعي، ونلاحظ سعيهم إلى التفاعل مع حملاتنا، واليوم لدينا عشرات الأعضاء القادرين على قيادة العمل التطوعي، ونهتم بعدم حصر أنشطتنا في دير إبزيع، حيث انطلقنا من قريتنا إلى تنفيذ حملات نظافة في بلعين المجاورة بالشراكة مع المجلس القروي، كما كنا جزءًا من حملة (ائتلاف الأرض لنا) في قرى شرق رام الله والبيرة، وأنخرط الأعضاء في قيادة مخيمات صيفية، رغم صغر سنهم.
وأضاف: "نوثق فعالياتنا بالصوت والصورة، ونركز على التحولات التي طرأت على المناطق بعد أن نعمل فيها، ونستمع إلى تعليقات إيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مساهماتنا، ولا نتلقى أي دعم مادي من أي جهة، ونمول أنشطتنا ذاتيًا".
متطوعو حملة بوبين في قرية دير ابزيع
وقال: "لفتت حملتنا انتباه الأهالي، وتابعتنا محطات إذاعية وتلفزيونية، وصرنا مدار الحديث عبر منصات التواصل الاجتماعي، وربطنا التطوع بالأرض والسياحة، والجديد أن "بوبين" نجحت في استقطاب الأطفال والشبان، وأعادت الروح الغائبة إلى العمل التطوعي".
ومضى: "حين نرى أحمد منصور، وهو طفل في الثالثة، يتطوع وينظف شوارع قريتنا نسعدُ كثيرًا، ونقول إننا نجحنا."
وتابع منسق "بوبين": للتغلب على التمويل طبعنا قمصاناً تحمل اسم الحملة وشعارها، وصرنا نبيعها، واشترى أحد المغتربين في الولايات المتحدة قميصًا بمئة دولار، كما يلتفُّ حولنا أهالي الخير في القرية لتغطية ما نحتاجه.
محمد طليب منسق حملة بوبين
وأضاف طليب: "نحضر لنشاط في تشرين الأول المقبل، سيكون حول عين القرية التي نحمل اسمها، وفيه سننظم ماراثونًا يدمج بين الرياضة والسياحة والأرض، ويلفت الأنظار إلى عيننا وأرضنا المهددة، وسنشرك معنا هيئة مقاومة الجدار، وسلطة المياه، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة".
وأنهى: "نأمل أن تساهم حملتنا أيضًا في تقوية ارتباط أهالي قريتنا الخضراء الجميلة بأرضهم أكثر، والعودة إلى حقول الزيتون والتين والرمان والعنب، والمحافظة على بيئتنا".
aabdkh@yahoo.com