شذرات بيئية وتنموية...أمن غذائي و"حماية" طبيعة وأطنان نفايات وسرطان"مارجوانا"....
خاص بآفاق البيئة والتنمية

إتلاف بطيخ غير صالح للاستهلاك في رفح
فساد
طوال شهرين تقرأ العديد من العناوين الإخبارية، التي تحمل تفاصيل مضبوطات فاسدة، كانت تصل إلى أفواهنا، ومن بعض هذه العناوين: إتلاف بطيخ غر صالح للاستهلاك في رفح، وإغلاق مطعم للشاورما في رام الله يحتوي على ديدان، ومداهمة مخبز في شمال غرب القدس، والتحفظ على لحوم فاسدة في عدة محافظات، وانتشار فيديو لقصاب يعذب ذبيحة بشكل قاسٍ في ضواحي القدس، والضابطة الجمركية والصحة توقفان مطعمًا عن العمل في الخليل، وغيرها.
في كل عام تتكرر هذه الأخبار، ونسمع عن إغلاق لمطاعم ومخابز، وسرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها، ويعاد افتتاح ما جرى إغلاقه، ولا تحظى محاكمة المتهمين بالوقوف خلف هذه السلع بمتابعة إعلامية كافية. أما السؤال الأكثر إلحاحًا: ماذا عن المواطنين الذين كانوا ضحايا لهذه السلع قبل الكشف عنها؟ وهل هناك رقابة دورية ووقائية كافية على المطاعم والمخابز ومتاجر بيع اللحوم؟ ومتى سنتوقف عن متابعة هذه الأخبار؟

ذريعة الحفاظ على الطبيعة فرية اسرائيلية لتبرير نهب الأراضي الفلسطينية وطرد الفلاحين منها
نهب
نشرت مجموعة "حقوقيون في الأغوار" قبل أسابيع على الفيسبوك متابعة للافتة جديدة ينصبها جيش الاحتلال أو ما تسمى بـ "شرطة الطبيعة الإسرائيلية" تمنع الرعاة الفلسطينيين من الاقتراب من منطقة المزوقح في الأغوار الشمالية، في مقدمة للاستيلاء على أراضيهم لصالح المستوطنات، ولتوفير المراعي لأبقار المستوطنين ومواشيهم. وبحسب الناشط ورئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية عارف دراغمة، فقد جري بالفعل، إغلاق أراضٍ وتحويلها إلى "مناطق عسكرية"، و"محميات طبيعية" قدمت للمستوطنين دون قيد أو شرط، فيما يلاحق الاحتلال الرعاة والمواطنين، ويُحرر مخالفات باهظة ضدهم بدعوى قطف نباتات برية خلال الربيع.
ذريعة الحفاظ على الطبيعة حيلة إسرائيلية قديمة جديدة، فالمستعمرات والمعسكرات وحقول الرماية الحية، والمناطق المزروعة بالألغام في الأغوار وحدها، كفيلة بنسف رواية الاحتلال وتباكيه على البيئة، ويكفي السؤال عن ينابيع المياه المجففة، والحقول والمراعي التي تحرق خلال التدريبات العسكرية.

حملة نظافة تطوعية في نابلس استمرت حتى ساعات فجر أول أيام عيد الأضحى
طوفان
نفذت طواقم قسم الصحة، والحراسة والتفتيش، والحركة، والإطفاء التابعة لبلدية نابلس، ومجموعة "أنفاس الرجال"، وشركة أبناء صالح منى للتعهدات العامة حملة نظافة استمرت حتى ساعات فجر أول أيام عيد الأضحى، شملت مركز المدينة التجاري وبلدتها القديمة والأحياء المحيطة، لجمع النفايات المتراكمة من التجار والمواطنين عشية العيد.
وانطلقت الحملة من أمام البلدية، بمشاركة رئيسها عدلي يعيش، وأعضاء من المجلس، ورؤساء الأقسام ومتطوعون. وقال رئيس قسم الصحة نضال منصور إن طواقم البلدية والمتطوعين جمعوا نحو 400 طن من النفايات الصلبة، ونظفوا طرقات المدينة، وغسلوا بعضها.

يبدو السؤال دائم الحضور كل عيد: متى سينتهي هذا "الطوفان"؟ وأليس من واجب أصحاب المتاجر والمواطنين عمومًا المحافظة على نظافة مدينتهم؟ ولماذا لم تفعّل البلدية النظام رقم (5) لسنة 2017، الصادر في العدد 139 من جريدة الوقائع الفلسطينية بتاريخ 8 كانون الثاني 2018، باسم ( نظام منع المكاره ورسوم جمع النفايات لبلدية نابلس )، والذي يفرض غرامات على المتسببين بتلويث المدينة؟

العناية بمحصول اللوز في قرية عقابا
كساد
سرد رئيس جمعية عقابا الزراعية التنموية، نبيل أبو عرة لـ (آفاق) محنة محصول اللوز هذا العام: بدأنا بزراعة اللوز بمساحة عشرة دونمات عام 2003، ثم تضاعفت الأراضي المغروسة إلى 2400 دونم، وفي العامين الأخيرين تراجع الرقم إلى 1950 دونمًا.
وقال: يتذبذب الإنتاج كثيراً، وتتأثر الأشجار من الشمس والمطر والهواء، وهناك آفات عديدة تلاحق اللوز، وتشترك الخنازير والطيور، وخاصة أبو زريق في تهديد المحصول، ولا نجد سعرًا مناسباً لتسويق اللوز الأخضر خلال الربيع.
وبحسب أرقام أبو عرة، فإن العام الذهبي للوز كان خلال 2014، حين أنتجت البلدة 128 طنًا، بعائد مليون وربع مليون شيقل.
وأضاف: "مشكلتنا في الأساس تسويقية، كما أن حساسية اللوز تزيد من أزمتنا، وعادة ما يباع الكيلو الواحد بـ (18) شيقلًا".
ورسم أبو عرة دورة العمل في حقول اللوز، التي تبدأ في الخريف، يتخللها 3 حرثات، وإزالة الأعشاب مرتين، والتخلص من الأغصان الجافة، ورش الآفات الحشرية، ومعالجة الصمغ، وجمع اللوز وتقشيره وتسويقه.
وزاد: ينجز العامل الواحد 10 شجرات في اليوم، ويزيل قشور نحو 30 كيلو غرامًا، ويستعمل مزارعون طرقًا حديثًا طورها ذاتيًا لإزالة القشور، ويلجأ آخرون للنساء للقيام بهذه المهمة.
واستنادًا لرئيس الجمعية الخيرية، التي تضم 87 مزارعا بينهم 19 سيدة، فإنها تبحث في طرق جديدة لتسويق اللوز، وسط منافسة مثيله الإسرائيلي، وفي ظل ظروف مناخية قاسية، وغياب مياه تفي بالري.
ولخّص: إن تكرر الحال، وإذا تكبد المزارع خسائر متتالية؛ بسبب ضعف الإنتاج، فإن لوز عقابا سيندثر، وسنفكر ببدائل مناسبة كالعنب. ولو توفرت سبل الري لتغيرت المعادلة، ولتضاعف الإنتاج، لكن الحال الراهن لا يسر، واللوز بالفعل في خطر.

زراعة مارغوانا في الضفة الغربية
آفة
اكتشفت الأجهزة الأمنية في طوباس والأغوار الشمالية، والخليل، وسلفيت، وجنين عدة مشاتل لإنتاج القنب الهندي المُهجن، وأعلنت في مناسبات مختلفة الشهر الماضي تفاصيل ضبط أشتال "ماريجوانا" كانت في مراحل متقدمة، وبطول تجاوز المتر الواحد لبعض الأشتال.
ويعني تصنيع هذا النوع من المخدرات ونشره بين أفراد المجتمع، إحداث تلف في الجهاز العصبي، والمس بصحة أبناء شعبنا. وتوعد القانون الذي وقعه الرئيس محمود عباس عام 2015، لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بعقوبات قاسية ضد مروجي المخدرات، والمتاجرين بها.
في حالة طوباس والأغوار الشمالية أكد القائم بأعمال محافظها "أحمد أسعد" وجود المشتل المضبوط في منطقة محاطة بمزارع لمستوطنين من الجهات الأربع.
واستطاعت الأجهزة الأمنية أيضًا، ضبط مشاتل للمخدرات في فروش بيت دجن، وطمون خلال الأشهر الأربعة الماضية، بمساعدة المواطنين، بالرغم من وجودها في مناطق محتلة وقرب المستوطنات.
يتطلب التعامل مع المخدرات وتجارها علاجًا جذرياً، ونشر لقوائم "تجار الدم" على الملأ، وليس الاكتفاء بحملات موسمية، فيما يُعد الوعي سلاحًا هامًا لحماية المجتمع من هذا الخطر المحدق.
aabdkh@yahoo.com