
تعريف الإدارة البيئية
يجب على الدول والمجتمع والجمعيات الأهلية العمل على تدريس المناهج التعليمية للطلبة بهدف الحفاظ على البيئة وزيادة الوعي البيئي والاهتمام به في منشآت الدولة ومنشآت قطاع الأعمال وتلك الخاصة، واهتمام الدولة بالمؤتمرات البيئية ونشر الوعي البيئي بأهمية الحفاظ على البيئة واعتبارها من المبادئ العامة.
إن حق الانسان العيش في بيئة صحية نظيفة ومتوازنة تتفق مع الكرامة الانسانية وتسمح له بالنمو الصحي والجسماني والعقلي والفكري، وديننا الحنيف في القرآن الكريم أوصانا بالبيئة فقد أمرنا الله بالحفاظ عليها وعدم تلويثها فى قوله تعالى: (ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) "سورة الروم 41"
يجب الحفاظ على التنمية المستدامة حتى لا تنضب مواردها لنا وللأجيال القادمة. والتنمية المستدامة في الإسلام تتجلى في خلق الله الإنسان واستخلافه في الأرض، حيث أوصاه بأن يحسن استخدام مواردها وان يتجنب استنزافها فى قوله تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) "سورة الاعراف 31 "
وجاء الدين الإسلامي الحنيف بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تنظم العلاقة بين الانسان والبيئة، والحفاظ عليها حتى تستمر صالحة للانسان ولأولاده من بعده، باعتبار أن هذه الموارد ليست ملكاً خالصا لنا وحدنا، وانما يجب ان نشارك الأجيال المقبلة فى ملكيتها "ان هذه الموارد لم يتم توارثها عن الآباء وإنما استعرناها من الأبناء".
البعد البيئي والجمالي واجب ديني في الإسلام، حيث قال الشيخ محمد الغزالي " يجب التأمل في جمال البيئة وفي عظمة خلق الله " كما أن البعد الجمالي في المنشأة يعطي ميزة تنافسية وتسويقية وترويجية.
ونظم الاسلام أيضاً العلاقة بين المنشأة والمجتمع، والإسلام يعدُّ نظاماً شاملاً للحياة لا يقتصر على العبادات فقط، بل يمتد ليشمل المعاملات الاقتصادية للمنشأة، محدداً عمليات التجارة والتبادل بين المنشأت والعملاء، وفرض العقوبات التي تكفل حماية المستهلك والحث على الأمانة في البيع والشراء وعدم الغش، (من غشنا فليس منا).
ووصانا الإسلام بتطبيق جودة المنتج )إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه (ما يساهم في زيادة الزبائن والولاء والانتماء إلى البضاعة كميزة تنافسية وتسويقية لجذب العملاء وزيادة الموارد المالية، وبالتالي زيادة الدخل القومي وزيادة الناتج القومي وتنشيط وتنمية الإقتصاد.

أهمية الإدارة البيئية
إن المنشآت تحتاج الى بيئة نظيفة لتبعث الجمال والراحة النفسية والسعادة في أذهان العاملين والعملاء كأحد عوامل حب المنشأة وحب المكان في بيئة خالية من الملوثات، وللحصول على إحدى المميزات البيئية التنافسية لمواجهة التحديات العالمية، اذ أصبح تبني الإدارة البيئية أمراً ضرورياً لضمان استمرارية المنشآت وتحسين أدائها الاقتصادي والتسويقي، وكذلك الحفاظ على صورتها في المحيط الذي تتواجد فيه.
كما أن الحفاظ على البيئة هو في المصلحة الاقتصادية لمنشآت الأعمال، حيث أن معظم عناصر انتاجها من البيئة، في ظل تنامي هذه الضرورة أصبح لزاماً على المنشآت من حيث الحفاظ على البيئة من التلوث وتبني نظم فعّالة لتحسين فعالية وكفاءة الادارة البيئية والوفاء بالمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة، كعلاقة تكاملية بين المنشأة والبيئة.
وتعتبر أهمية تطبيق الإدارة البيئية الأساس الذي من خلاله تتمكن إدارة المنشآت من القيام بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه المشكلات البيئية وبطريقة تضمن الاستمرارية والفعالية الاجتماعية في عملية اتخاذ القرار الإداري. فقد حقق تطبيق الإدارة البيئية منافع اقتصادية تتمثل أساسا في تخفيض التكاليف المباشرة مثل تكاليف الطاقة والموارد، وتحسين سمعتها للمجتمع والأرباح، مع نمو الاهتمام بصيانة وتحسين جودة البيئة وحماية صحة الإنسان، وبهذا توجه المنشأة التأثيرات البيئية الكامنة لأنشطتها أو منتجاتها أو خدماتها من كل الأحجام للمحافظة على البيئة.
الإدارة التسويقية
يجب أن يكون هناك توازنٌ بين تطبيق الإدارة البيئية والدور الاقتصادي للمنشأة الذي يتمثل في تطبيق الإدارة التسويقية. وتعتبر المنافسة بين المنشآت أهم التحديات التي تواجهها، فبعض المنشآت تنمو وتتوسع وتزيد من حصتها السوقية بما تقدمه من سلع وخدمات صديقة للبيئة، حيث اهتمت بالبعد البيئي من خلال استغلال مواردها بكفاءة والحفاظ على التنمية المستدامة وهي بذلك تحقق تفوقاً على مثيلاتها في الصناعة، وهذا ما يسمى (التسويق الأخضر)، أما البعض الآخر فيتمثل في المنشآت التي تعثّرت ولم تستطع مواكبة المتغيرات المتسارعة وبالتالي واجهت مشكلات عديدة أدت في النهاية إلى تناقص حصتها السوقية، وتراجع مركزها التنافسي وبالتالي الخروج من دائرة المنافسة.
وقد تنطبق هذه الحالة على نفس المنشآت التي تعمل في سوق صناعي واحد، وتقدّم نفس الخدمات للجمهور وفي منطقة جغرافية واحدة، لذلك فإن من أهم أسباب النجاح أو الفشل هو قدرة المنشآت فيها على قراءة الأحداث ومواكبة التغيرات والتطورات البيئية المتسارعة والاستعداد لها.
أثر تطبيق الإدارة البيئية والتسويقية لرواد الاعمال
وتصف الصحة العالمية أن أثر الإدارة البيئية على الصحة عامة في المنشأة هي أحد الجهود التي ينظِّمها المجتمع لحفظ صحة الأفراد والمجتمع وتعزيزها واستعادتها وهي توليفة من العلوم، والمهارات، والمعتقدات موجهة لصون صحة جميع الناس وتحسينها من خلال إجراءات جماعية أو اجتماعية. وتتغير أنشطة الصحة العمومية بتغير التكنولوجيا والقِيم الاجتماعية بالحفاظ على البيئة، غير أن مراميها تبقى كما هي بلا تغيير، وتتمثل هذه المرامي في خفض معدلات المرض والموت من آثار التلوثات البيئية الناتجة عن المنشأة وتقليل ما يسببه المرض للسكان من ازعاج وعجز، وعلى ذلك تُعتبر الصحة العمومية مؤسسة اجتماعية، واختصاص علمي، وممارسة انشطة المنشأة بخدمة البيئة والمجتمع.
- والميزة التسويقية في حصول المنشأة على تطبيق نظم إدارة بيئية دولية تعطي حاملها سهولة في التعامل والاستيراد والتصدير حسب المواصفات العالمية مثل الحصول على إيزو 14001 الذي يعبر عن عناصر نظام إدارة بيئية فعال يمكن أن يتكامل مع متطلبـــات الإدارة الأخرى، مما يساعد الشركات على تحقيق الأهداف الاقتصادية والبيئية ويتيح أيضاً تحديد الإجراءات وتقييم فعاليتها لوضع السياسة والأهداف البيئية وتحقيق وإظـهار التوافق مع هذه الأهداف لتنفيذ وتحسين نظام الإدارة البيئية.
يحــدد الإيزو متطلبات إصدار الشهادة وإعلان نظام الإدارة البيئية في الشركة، ويعطـي التوافق مع المقاييس وضعا تنافسيًا للمنشأة المصدرة والهدف الأساسي من سلسلة أنظمـة الإدارة البيئية:
إيزو 14000/ 1997 - المقاييس مع إرشادات الاستخدام.
إيزو 14004 / 1996- الخطوط العامة الموجهة لمبادئ الإدارة البيئية وأنظمتها وسياستها.
خطوط موجهة للتدقيق البيئي:
إيزو 14001 / 1996 - المبادئ العامة
إيزو 14011 / 1996 - تدقيق أنظمة البيئة.
والهدف من الأيزو وضع نظام إداري بيئي وقائي محدّد لمنع حالات عدم المطابقة يشتمل على جميع الضوابط التي يجب توافرها في المنشآت، لضمان جودة وكفاءة الأداء للأنشطة والعمليات المؤثرة على جودة الخدمة، مما ينتج عنه في النهاية خدمة وفق المتطلبات العالمية كميزة تسويقية حتى نكون في منافسة عالمية حسب النظام العالمي الجديد، وتكون المنشآت العربية والدول العربية على الخريطة العالمية وتتغلب على التحديات الاقتصادية العالمية، وتزيد من قدرتها التسويقية وبالتالي زيادة الموارد المالية.