من السهولة بمكان توجيه أصابع الاتهام إلى شركات النفط الكبرى أو إلى المصانع المستغلة في الخارج، لكن، هل سبق لنا أن ألقينا نظرة فاحصة على نمط استهلاكنا اليومي؟ هل نعيد التدوير؟ هل نصنع السماد العضوي (الكمبوست)؟ هل نستخدم وسائل النقل العام إذا كانت متاحة؟ هل نزرع الأشجار؟ وبغض النظر عن حجمها، فإن لمساهمتنا البيئية، مهما تواضعت، تأثير أكيد على الأرض. يقدم هذا التقرير طرقا بسيطة لكنها قوية، يمكننا من خلالها دمج المبادرات الخضراء في نمط حياتنا اليومي، كمواطنين واعين بيئيًا لهذه الأرض.
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
رغم أننا لا نستطيع السيطرة على العالم الطبيعي من حولنا، إلا أننا بالتأكيد نستطيع التأثير في كيفية تفاعلنا مع طاقاته الإيجابية والسلبية. فاستخدامنا للوقود والطاقة والإضاءة والغذاء، فضلا عن الشركات التي نختارها لشراء السلع، كلها تنبع من وعي عام متزايد لما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية للشركات التي تحاول تجنب وصفها بالجشعة أو المسيئة للبيئة.
من السهولة بمكان توجيه أصابع الاتهام إلى شركات النفط الكبرى أو إلى المصانع المستغلة في الخارج، لكن، هل سبق لنا أن ألقينا نظرة فاحصة على نمط استهلاكنا اليومي؟ هل نعيد التدوير؟ هل نصنع السماد العضوي (الكمبوست)؟ هل نستخدم وسائل النقل العام إذا كانت متاحة؟ هل نزرع الأشجار؟ وبغض النظر عن حجمها، فإن لمساهمتنا البيئية، مهما تواضعت، تأثير أكيد على الأرض.
عندما نفكر في "الين" ((yin واليانغ ((yang فإن أول شيء يخطر على بالنا هو التوازن؛ أي الطاقة المستهلكة (الداخلة) والطاقة المنبعثة (الخارجة) – وهذا في الواقع مقياس كوني يعكس الطاقة التي نعطيها والطاقة التي نأخذها. أصل هذا المفهوم هو العلوم الصينية القديمة، وهو يعبر عن التداخل بين الطاقتين المتضادتين (الازدواجية الثنائية) المكملتين لبعضهما ولا يمكن لأي منهما الحياة دون الآخر.
عندما ننظر إلى الموارد التي نستهلكها، فهل نفكر بأن هناك توازناً في الكيفية التي نأخذ بها الأشياء أو الطاقة من الأرض وتلك التي نعيدها إليها؟ نحن نأخذ الطعام والماء والطاقة من الأرض، فهل نحقق التوازن الطبيعي من خلال إرجاعنا ما يمكن إرجاعه إلى الأرض؟
فيما يلي قائمة بطرق بسيطة لكنها قوية، يمكننا من خلالها دمج المبادرات الخضراء في نمط حياتنا اليومي، كمواطنين واعين بيئيًا لهذه الأرض.
الإكثار من إعادة التدوير
عندما نهدر نفايات وموارد أقل، فإننا بالتأكيد نخفض بصمتنا البيئية السلبية. فالكيفية التي نتعامل بها مع نفاياتنا يمكن أن تحسن بصمتنا البيئية. وجود حاويات منفصلة للنفايات المختلفة يمكن أن تسهل عملية إعادة التدوير. فلنفصل نفاياتنا إلى ثلاث مجموعات (في ثلاث حاويات منفصلة)، الأولى تذهب إلى الحديقة، والثانية لإعادة التدوير والثالثة إلى مكب النفايات.
إطفاء الأجهزة والأنوار
فلنقلل استهلاك الطاقة المهدورة من خلال إطفاء الأنوار عند مغادرة الغرفة، وإيقاف تشغيل الأجهزة غير المستخدمة وفصل الكهرباء عنها. عندئذ لن نوفر المال فحسب، بل سنقلل من بصمتنا البيئية أيضا.
تبديل الأضواء
اختيارنا للإضاءة الموفرة للطاقة هو الطريق الأسرع لتقليل فاتورة الكهرباء واستهلاك الطاقة. فلنستبدل المصابيح الكهربائية التقليدية القديمة بالمصابيح الموفرة للطاقة؛ عندئذ لن نوفر الطاقة فقط، بل سنوفر نفقاتنا الشهرية أيضا. فلنتوقف عن شراء الثريات الكبيرة التي تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء.
فلنزرع بصمتنا
عندما ننشئ حديقة أو نزرع الأشجار فإننا نسهم في تنظيف الهواء. أولئك الذين يعيشون في المدن المكتظة يمكنهم الاستفادة القصوى من النباتات المزروعة في القوارير أو الأوعية المعاد استعمالها، أو الأواني المعلقة على الجدران وفي الشرفات.
إذا كان بحوزتنا مساحة أو حديقة- حتى لو كانت صغيرة - فهي مكان رائع لتصنيع الكمبوست من مخلفات أغذية المطبخ، ناهيك عن العيش في مكان مفعم بالهواء النقي.
تغيير طريقة سفرنا
حركة المرور تزداد سوءا يوما بعد يوم. فسنويا يرتفع عدد السيارات في الشوارع كثيرا؛ ما يعني مزيدا من التلوث. فلنخفض كثيرا استعمالنا لسياراتنا الخاصة؛ وذلك من خلال استخدام وسائل بسيطة ورخيصة؛ مثل: تشجيع العمل من المنزل، سفر الموظفين والعمال والطلاب بالمشاركة أو بالحافلات والمركبات العمومية، استعمال الدراجات الهوائية في الجزء الأعظم من التنقلات القصيرة إذا أمكن، إضافة إلى المشي الذي يعتبر خيارا آخر لتوفير استخدام الوقود، بالإضافة للشعور الفعلي بالاعتماد على الذات، والناتج عن اعتمادنا على طاقتنا الجسمية الخاصة، ما يضمن انخفاضا إضافيا في مدى استعمال السيارات الخاصة.
وفي المحصلة، ليس فقط أننا قد نصل إلى وجهتنا بشكل أسرع، وبخاصة أثناء ساعات الذروة المقيتة، بل إن هذا النمط من الحركة في الشوارع صحي أكثر، وأقل تكلفة وإنفاقا للمال.
اتخاذ الخيارات الأفضل
كمستهلكين نحن نملك خيار شراء السلع، وبالتالي فنحن عمليا ندعم الشركات والتجار الذين نشتري منتجاتهم. لذا، فلنحاول اختيار الشركات والمنتجين المحليين الذين بصمتهم البيئية متدنية من حيث مسافات نقل السلع حتى وصولها إلى موائدنا ومنازلنا. فلنختر الشركات التي تتحمل مسؤولية بصمتها البيئية؛ ولا سيما البحث عن البيض البلدي أو العضوي، والأسماك ومنتجات اللحوم المحلية غير المستوردة، وكذلك أيضا الملابس المحلية ذات الجودة الجيدة.
ومن خلال استهلاكنا المنتجات المحلية النظيفة والنوعية، فإننا ندعم الشركات الوطنية ومنتجاتها، وبخاصة تلك التي تتميز بنشاطها غير المعادي للبيئة. وفي المحصلة، نساهم أيضا في تعزيز دورة رأس المال والإنتاج المحليين في داخل البلد، ونقلل من تسرب الموارد والأموال نحو الخارج.
أي من هذه السلع المنزلية يعد ضارا بالبيئة والصحة؟
تقليل استخدام البلاستيك
عند شراء حاجياتنا من البقالة فلنستخدم أكياس الحمل القماشية أو حقائب التسوق التي يعاد استخدامها، وبذلك نتوقف عن مراكمة النفايات البلاستيكية المخربة للبيئة. محلات البقالة والسوبرماركت في بعض الدول (بما فيها إسرائيل) تفرض رسومًا على كل كيس بلاستيكي يرغب المستهلك في استخدامه لتعبئة الأغراض التي اشتراها. لذا، فإن جلب المستهلكين حقائب التسوق معهم إلى الدكاكين لا يشكل حماية للبيئة فقط، بل أيضا لجيوبهم.
السياقة الموفرة للطاقة
يجب التأكد دائما من أن ضغط الهواء في إطارات السيارة مناسب وصحيح، كما لا بد من إزالة الحمولة الزائدة من السيارة، لأن ذلك سيؤدي إلى تقليل استهلاك الوقود وتوفير مالي أيضا. ولدى قيادة السيارة بسلاسة أكبر، فإننا نقلل تكاليف الوقود. لذا، فلنحاول عدم الإسراع وأن نتجنب استخدام الفرامل كثيرًا، وبدلاً من ذلك فلنتحرك ببطء وسلاسة، كي لا نرهق محرك السيارة.
عزل المنزل
يمكننا عمل عزل رخيص في منازلنا، من خلال استخدام البسط الكبيرة أو السجاد، لمنع الهواء البارد من الدخول والحرارة من الهروب. عندما نعزل الأسقف والجدران والأرضيات، فإن منازلنا تبقى أكثر دفئًا لفترة أطول؛ ما يعني أننا سنقضي وقتا أقصر وسننفق مالا أقل لتدفئة منازلنا.
تقليل استخدام المياه
فلنحاول ألا ندع المياه تتدفق باستمرار من الصنبور، عندما ننظف أسناننا على سبيل المثال. ولنجعل فترة الاستحمام أقصر، كما يجب ألا نذيب الأطعمة المجمدة من خلال صب المياه الغزيرة عليها. وقبل تشغيل الجلاية أو غسالة الملابس يجب التأكد من أنها ممتلئة، وذلك لتحقيق أقصى استفادة من الطاقة والمياه المستخدمة.
المعاملات الرقمية
يمكننا دائما الحصول على بياناتنا المصرفية وفواتير الكهرباء والاتصالات والمياه، ومتابعة الأخبار رقميا (الكترونيا). توجد بعض التطبيقات الرائعة التي تمنحنا إمكانية الوصول الفوري إلى جميع هذه الموارد بنقرة واحدة على الهاتف الذكي، بدلاً من إهدار الورق والموارد للحصول على البيانات والفواتير بواسطة البريد، أو قراءة أطنان من ورق الجرائد سنويا.