قراءة في كتاب "التغير المناخي والإنسانيات"

اسم الكتاب: التغير المناخي والإنسانيات
سنة النشر: 2017
عدد الصفحات: 322 من القطع المتوسط
دار النشر: CloudRipper Press
يلخص المؤلف إميل مورهاردت أستاذ الموارد الطبيعية وتغير المناخ في الولايات المتحدة منذ عقدين؛ فحوى كتابه الذي أخذ المنحى الإنساني في التعاطي مع تغير المناخ، على خلاف العديد من الأدبيات والتي اتجهت إلى الجانب التحليلي العلمي، وجاء في تلخيص كتابه:
"تغيّر المناخ نتيجة الاحترار العالمي الناجم عن حرق الإنسان المكثف للوقود الأحفوري، هذا الموضوع يشكّل أحد أهم العلوم الطبيعية المعاصرة، ومعظم المعلومات التي نملكها حول التغير المناخي جاءت بوضوح نتيجة الأبحاث العلمية والدراسات. من ناحية أخرى، يحدث تغيّر المناخ بسبب السلوك البشري مدفوعًا بالاعتبارات الاقتصادية والرغبة الإنسانية العالمية في حياة أفضل، لكنه يؤثر في النهاية على جميع التوجهات الإنسانية الفكرية بما في ذلك ما برز مؤخراً من الممارسات الأدبية والسينمائية والفنون الإبداعية الخيالية من الفنون والإنسانيات التي تلعب دوراً حاسماً في نقاش القضايا البيئية والدعوة للانتباه والحذر".
الطبيعة والثقافة
يشير المؤلف إلى "مايك هولم" وهو كاتب في التغير المناخي والطبيعة في إحدى المجلات العلمية الرئيسية التي تتعامل مع تغير المناخ، كان قد أشار في مقال رأي عام 2011 بعنوان تعرف على الإنسانيات: "على الرغم من أن المناخ يتغير بشكل لا يمكن إنكاره، فإن الممارسات الاجتماعية تؤثر أيضًا على التغير المناخي. إذ إن الطبيعة والثقافة متشابكتان بعمق، ويجب على الباحثين أن يدرسوا كيف يشّكل كلٌ منهما الآخر. لكنهم فشلوا إلى حد كبير في القيام بذلك ”(هولم ، 2011).
هذه هي المرة الأولى، التي فكّر فيها العديد من علماء المناخ بجدّية حول العلوم الإنسانية باعتبارها ذات صلة بمجالهم، كان هذا محفزاً لمؤلف هذا الكتاب اميل مورهاردت، لاقتراح دورة في كليته بعنوان "استجابة الإنسان لتغير المناخ". كان بحثاً عن أي مادة جادة حول تغير المناخ الذي كُتب بعيداً عن العلماء سواء الفيزيائيين أو الكيميائيين أو البيولوجيين أو الجيولوجيين أو المهندسين، بعبارة أخرى قام المؤلف بتضمين العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية في المقالات، ولكن في الغالب ليست متخصصة في العلوم الطبيعية.
يتكون هذا الكتاب من ملخصات للنصوص المنشورة في صحف ومجلات دوريات العامين 2016 و 2017 والتي تستوفي هذه المعايير. فهي سهلة القراءة ومثيرة للاهتمام، وتعطي فكرة جيدة عن الأكاديميين والصحفيين غير العلميين الذين يكتبون حاليًا عن تغير المناخ.