"اقتل شيطانك"... توظيف المسرح للتوعية البيئيّة
خاص بآفاق البيئة والتنمية

بدت مديرة مركز الطفل الثقافي ببلدية نابلس، رسمية المصري، في غاية السعادة، وهي تشير إلى تدشين استخدام العروض المسرحية، كوسيلة لتغيير السلوك البيئي، ولنشر الدعوة لمساندة البلدية في تنفيذ نظام المكاره الصحية.
وقالت: "نفذنا عدة عروض، ونقلنا للأطفال العديد من الرسائل البيئية، ونؤكد دائمًا إن مسرح الدمى يسعى لإيصال رسائل هادفة للأطفال، تؤثر عليهم، وتدعوهم ضمنيًا لتعميمها على أسرهم وأصدقائهم، فتدفعهم للتفكير بمحيطهم".
وأكدت المصري أنها المرة الأولى، التي يجري فيها تقديم عرض مسرحي متخصص بنقل رسائل بيئية، وخاصة خلال مهرجان ربيع الطفل، الذي نفذ في شهر نيسان الماضي، وحرص على منح البيئة اهتمامًا كبيرًا.
واستنادًا إلى مديرة "الطفل الثقافي"، فإن إحياء مهرجان الربيع بأعمال مسرحية بيئية، يجري للمرة الأولى، لكن المختلف أكثر في الموسم الحالي، نظام المكاره الصحية، الذي أقرته البلدية مطلع العام الحالي، وبدأت بتطبيقه التدريجي.

مسرح الدمى في مركز الطفل الثقافي بمدينة نابلس
قوانين وتوعية
وأكدت أن المهرجان سيستضيف مجموعة عروض مسرحية تحت عنوان (اقتل شيطانك)، وسيعرّف بالقوانين الهادفة إلى الحفاظ على سلامة البيئة وحمايتها، وقد بدأ بالفعل، وفق المصري، بالعمل مع الأطفال لتعريفهم بالقوانين الجديدة، من خلال المسرح والمدارس، كما سيتم غرس الأشجار، وتنفيذ حملات نظافة لنابلس، مثلما سيوظّف الفن لتجميل المدينة، وسيتم رسم جداريات.
واللافت، كما قالت المصري، أن الدمى استقطبت الكبار والصغار، فقد تابعت مديرات ومعلمات ومجالس الأمهات المسرحية، وناقشن مضمونها، ودفعتهن للاهتمام بالبيئة، وتربية أطفالهن على حبها.
واختتمت:" إنها تجربة جميلة، وسنعممها ونطوّرها، وهذا أقل التزام."
وبحسب مسرة شاهين، التي تقف خلف مشروع "اقتل شيطانك"، فإن العروض المسرحية دخلت على مركز الطفل الثقافي، عبر الناشطين في جمعية الكتاب المقدس رمزي قندلفت ورائد خطاب، اللذان قدِما لمجموعات (سوا) الشبابية، التي تضم نشطاءً مسلمين ومسيحيين وسامريين، وفيها تلقى الشبان تدريبات على استخدام المسرح في التوعية البيئية.
وتابعت: "يأتي العمل المسرحي في سياق حملة التوعية البيئية الراهنة، التي تقف خلفها بلدية نابلس، بعد تبني نظام المكاره الصحية، وما يشمله من فرض غرامات على ملقي النفايات والمتسببين بتلويث البيئة".
وأضافت شاهين: "بدأنا بالتعاون مع منتدى الياسمين البيئي، المشترك مع مركز التعليم البيئي بتنفيذ عروض مسرحية كلها تتصل بالقانون الجديد، الذي شرعت البلدية بتطبيقه التدريجي، واستهلته بتغريم المتسببين بالمخالفات الكبيرة".

مسرحية أقتل شيطانك
رسائل خضراء
وقالت: "انطلقنا إلى المدارس، ونفذنا عدة عروض في مركز الطفل الثقافي، وحمل العمل اسم (أقتل شيطانك)، الداعي إلى الحافظ على البيئة، والمساهمة في حمايتها، والكف عن إلقاء النفايات العشوائية، ودعم توجهات البلدية بفرض المخالفات على غير الملتزمين بالنظافة... وتلقينا ردود فعل جميلة من الطلبة بعد انتهاء العروض، ورحب المتابعون لعملنا بما أطلقناه من نداءات، ودعم كثير منهم البلدية في توجهاتها الجديدة".
وتبعًا لشاهين، فإن العرض المسرحي يرتكز على الفهم الشائع، من أن الشيطان هو الذي يزرع الأفكار السيئة ويدعو لها، لذلك يظهر في المسرحية حوارٌ بينه وبين الضمير بصورة مضحكة، وفيها يدعو الشيطان لتلويث البيئة وتدميرها، ورمي النفايات في غير أماكنها، ويحتفي بمن يمارس هذا السلوك السلبي مطلقاً عبارات الإشادة بهم، لكن الضمير يخرج من تردده، ويطرد الشيطان، ويطالب بعدم العودة ثانية، ويخبره بأن الأطفال المتابعين للعمل هم من سيطردونه.
وزادت: "خلال المسرحية، يخبر أطفال الدمى الشيطان، بأن البلدية قررت فرض رسوم على المتسببين بتلويث البيئة، وتخريب نابلس، إلا أن الشيطان يواصل الدفاع عن أفكاره السلبية، ويصرّ على أن الأطفال سيواصلون سلوكهم المعتاد، وسيغرقون الأرض بكل أنواع النفايات، ويقتلعون الأشجار، وينشرون الفوضى".
وبحسب شاهين، فإن الشيطان سيصاب بخيبة الأمل في النهاية، حيث يلتزم الأطفال بالتصرف البيئي السليم، عبر جمع النفايات من الشوارع والتوقف عن رميها على الأرض.
وأضافت: "يصل العمل ذروته حين يعترف الشيطان بأن تعب مئة سنة ذهب بلا فائدة، فيصاب الشيطان بسكتة قلبية ويفارق الحياة".
واختتمت شاهين: "استخدمنا اسم الشيطان في العمل، لأننا أردنا الوصول إلى رمز منبوذ لدى الأطفال، ويكفي مجرد ذكر اسمه لخلق رد فعل عكسي".

ناشطون أطفال في مركز الطفل الثقافي بمدينة نابلس
فيما أشارت هديل عوادة عضو منتدى الياسمين البيئي والتي تابعت المسرحية، إلى إن الدمى تعلمنا عدم الاستماع إلى الشيطان والأصوات السلبية الأخرى الداعية لتخريب البيئة، والاستمرار في رمي القمامة في كل مكان.
وأضافت: "الشيطان هو الذي يدعو الناس للتلويث، وهو يشبه أي شخص يخرب بلده، ويحرق النفايات، ويقتلع الأشجار، ويمكن أن نتخلص من هذه السلوكيات، بوضع لافتات تدعونا لعدم رمي النفايات على الأرض، ليس لأننا نخاف من الغرامة، بل لأننا نحب مدينتا".
aabdkh@yahoo.com