استطلاع للرأي: غالبية لا تؤيد زراعة التبغ لأنها مدمرة للتربة وللصحة العامة
خاص بآفاق البيئة والتنمية

بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في نيسان الماضي حول زراعة التبغ، بأن 68% من المستطلعة آرائهم لا يؤيدون زراعة التبغ لأنها مدمرة للتربة وللصحة العامة. وفي المقابل، 23% يؤيدون زراعة التبغ لأنها مصدر أرباح كبيرة للمزارعين و9% يؤيدون هذه الزراعة لأنها مصدر دخل كبير للحكومة؛ أي أن 32% يؤيدون زراعة التبغ لأنها مصدر دخل للمزارعين والحكومة.
وبلغ حجم العينة المبحوثة 347 موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
يذكر أن مجلة آفاق البيئة والتنمية أجرت في نيسان العام الماضي (2017) ذات الاستطلاع (goo.gl/VBfgUK)، حيث بلغ حجم العينة آنذاك 304 مبحوثا موزعة على ذات الفئات؛ إلا أن نسبة الذين لا يؤيدون زراعة التبغ كانت آنذاك 81.5%، أي أكبر بنحو 14% بالمقارنة مع الاستطلاع الأخير، بينما أجاب 18.5% في استطلاع العام الماضي بأنهم يؤيدون زراعة التبغ لأنها مصدر دخل للمزارعين والحكومة، أي أقل بنحو 14% بالمقارنة مع الاستطلاع الأخير.
وتأتي نتيجة الاستطلاع لتؤكد، إجمالا، بأن غالبية المستطلعة آرائهم تعتقد بأن زراعة التبغ تحمل في ثناياها موتاً للأراضي الزراعية وللتربة، بل وكارثة بيئية وزراعية محتمة. وكما يبدو، فإن عددا أكبر من المستطلعة آرائهم (32% في الاستطلاع الأخير، بالمقارنة مع 18.5% السنة الماضية) يبررون أو يتفهمون ممارسة بعض المزارعين لهذا النوع من الزراعات، بسبب التراجع الكبير في المداخيل الناتجة من الزراعات الحقلية والاستراتيجية (الحبوب، الخضار، الأعلاف...)، وأيضا بسبب غياب الحماية للمزارعين الفلسطينيين في مواجهة المحاصيل الإسرائيلية والأجنبية الأخرى التي تغرق الأسواق المحلية؛ ما دفع عددا كبيرا من المزارعين نحو زراعة التبغ المربحة جدا. وحاليا وصلت المساحة المزروعة بالتبغ في محافظات شمال الضفة الغربية إلى عشرات آلاف الدونمات، على حساب محاصيل البستنة والحقلية.
الجدير بالذكر أن التبغ يعد من الأعشاب السامة، وقد أكدت الدراسات العلمية التأثير المدمر لزراعة التبغ على التربة وعناصرها الأساسية مثل الفسفور، البوتاسيوم، النيتروجين، المنغنيز، المغنسيوم، النحاس والحديد؛ إذ وصل الانخفاض في بعض تلك العناصر الى ما يقارب 20 ضعفاً بالمقارنة مع المحاصيل الزراعية الأخرى.