مرض عين الطاووس يفتك بزيتون فلسطين ووزارة الزراعة تكبلها الإمكانيات المحدودة ودورها إرشادي فقط!!
يقوم 1% فقط من المزارعين الفلسطينيين بمكافحة مرض "عين الطاووس" الذي يفتك بزيتوننا كل عام فيقلل انتاجيته بنسبة تزيد عن 60%. وبما أنه مرض فطري وليس حشري، لذلك يتم رشه بمادة نحاسية لا تعتبر من المبيدات الكيميائية، بل هي عضوية لا تؤذي البيئة، ويمكن للراغبين بالزراعة العضوية استخدامها"، لعدم وجود أي أثر لهذه المادة على الأشجار. لدى القضاء على المرض فإن النتائج لن تقتصر فقط على زيادة الإنتاجية، وإنما ستساهم في تحسين جودة الزيت وصحة شجرة الزيتون وأوراقها. المواد النحاسية لا تؤثر على الزيت وجودته إلا إذا كانت مخلوطة بمواد أخرى والبعض يفعلها، وبنفس الوقت يكون موعدُ الرش قريباً من موسم قطاف الزيتون.
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
 |
أعراض مرض عين الطاووس في أشجار الزيتون |
مرض عين الطاووس، مرض فطري يفتك بأشجار الزيتون في فلسطين، هو عبارة عن بقع تنتشر على أوراق الشجرة منذرة بموسم سيء في حال بقائها أو حتى انتشارها بشكل أكبر.
في فلسطين يقوم 1% فقط من المزارعين بمكافحة هذا المرض الذي يفتك بزيتوننا كل عام فيقلل انتاجيته بنسبة تزيد عن 60% حسب مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني فياض فياض.
وينسب فياض أسباب قلة الانتاجية في فلسطين، لعدة أسباب أهمها هرم الأشجار، والأمراض والتي أهمها ذبابة ثمار الزيتون والمرض الثاني مرض عين الطاووس، ولا موقف حاسم في أيهما أكثر ضررا.
مراحل المكافحة
عين الطاووس مرض لا يتم علاجه وفق مراحل متتالية، إنما يتم مكافحته بآلية متكاملة على مدار العام للتخلص نهائيا من المرض، وهنا يقول مدير دائرة مكافحة الآفات في وزارة الزراعة أحمد فطوم أن المكافحة الحالية للمرض فردية غير مجدية، فمزارع يكافح ومزارعون لا يكترثون، وهو مرضٌ فطري ينتقل للأشجار بسرعة كبيرة، وبالتالي لا جدوى من هذا النوع من المكافحة إن لم تتم بالتعاون بين المزارعين ككل للقضاء على هذا المرض الفطري، فالمطلوب حملات رش شاملة.
وأشار فياض أن أشجاره سليمة تماما لكنه يواظب على رشها للوقاية من المرض.

مرض عين الطاووس الفطري الذي يفتك بأشجار الزيتون الفلسطينية
موعد المكافحة
ويؤكد فياض أن موعد الرش خلال شهر تشرين أول يتم عبر اختيار يوم مشمس بعد سقوط الأمطار، تكون فيه درجة الحرارة من 15-27، بينما يتعذر ذلك حين تكون درجة الحرارة أقل من 15.
وأوضح فياض أن هذا المرض يتطلب الرش حاليا، ومن لم يقضِ على المرض برش مرة" فعليه أن يرش مرة أخرى في الأسبوع الأخير من شهر شباط والأسبوع الأول من آذار، وأيضا هناك مرحلة ثالثة، وذلك في حال كانت الإصابة شديدة ولم تقضِ على المرض تماما فعلى المزارع الرش في شهر تموز في ساعة متأخرة بعد العصر لمواءمة درجة الحرارة 27، ولكن إذا كان الرش في المرحلة الأولى يعطي نتيجة قد تصل إلى 100%، ففي المرحلة الثانية سيعطي نتيجة 80% أو 90%، وعلى المزارع توقع نتيجة 60% في المرحلة الثالثة أو أقل من ذلك، فالرش في شهر تموز أقل فائدة على المزارع مقارنة بشهر تشرين الثاني.

مرض عين الطاووس في اشجار الزيتون
"مواد الرش" آمنة بيئيا!
"عين الطاووس" مرض فطري وليس حشري، لذلك يتم رشه بمادة نحاسية لا تعتبر من المبيدات الكيماوية، بل هي عضوية
لا تؤذي البيئة، ويمكن للراغبين بالزراعة العضوية استخدامها" يقول فياض مؤكدا عدم وجود أي أثر لهذه المادة على الأشجار.
وأشار إلى أنه بالقضاء على المرض، فإن النتائج لن تقتصر فقط على زيادة الإنتاجية، إنما ستساهم في تحسين جودة الزيت وصحة شجرة الزيتون وأوراقها.
وهذا ما أكده فطوم من وزارة الزراعة الذي قال أن المبيدات المستخدمة في الرش هي المبيدات النحاسية، والتي يرش فيها الشجر للعلاج أو الوقاية، وتعتبر الأوراق ذات السبع بقع أو أكثر مصابة بالمرض، وبالتالي يتوجب رش الشجر.
وأضاف فطوم أن الامان يكون أيضا في طريقة استخدام المبيد والالتزام باحتياطات السلامة العامة من خلال اللبس الكامل وما شابه، وقال أن المواد النحاسية لا تؤثر على الزيت وجودته إلا إذا كانت مخلوطة بمواد أخرى والبعض يفعلها، وبنفس الوقت يكون موعدُ الرش قريباً من موسم قطاف الزيتون.
وقال فطوم أن وزارة الزراعة تمنع استيراد المبيدات من السوق الإسرائيلي، لكن المواد النحاسية المطلوبة للرش موجودة في السوق الفلسطيني.
مضيفا أن هناك مؤسسات تعمل على إيجاد بدائل لمواد رش الشجر، مثل جامعة خضوري ومؤسسة كنعان، ولكن الموجود حاليا المبيدات الحالية.
وأكد فياض أن مواد الرش كثيرة ولها أسماء تجارية مختلفة، وكل مادة توصف لحالة مختلفة، وهي منتجات آمنة ولا تؤثر بأي شكل على المنتج أو نوعه.
وقال فياض إن من يحصل على شهادة الزراعة العضوية يستخدم هذه المادة، على أن لا يتم خلطها مع مادة أخرى، وللأسف المزارعون لا يلتزمون بذلك أحيانا، وهنا تكمن الخطورة، بالإضافة لعدم التزامهم بالرش أيضا، وهذا هو سبب السنوات التي يأتي فيها الموسم شحيحا.
من جهته قال الباحث في المجال الزراعي، والمحاضر الجامعي د. حسن ابو الرب أن المبيدات التي ينصح برش الزيتون بها عادة هي مبيدات عضوية، وأشار الى أن هناك نوعان من المبيدات، العضوية والكيماوية، واستخدام أي منها يرجع للمزارع وثقافته.
وعن توفر هذه المبيدات قال أن تلك النحاسية متوفرة في السوق بشكل كبير وبأسعار زهيدة، مشيرا الى أن جهل المزارع هو ما يجعله يعتقد أن المبيدات الكيماوية تعطي نتيجة أفضل، لكن فعليا هي ليست أكثر فاعلية من المبيدات العضوية.
وأضاف ابو الرب أنه وبشكل عام لا يرش أشجاره إلا مضطراً، فالأشجار وإنتاجها في فلسطين معظمه طبيعي، لكن إذا تفشى المرض فعلى المزارع رش أشجاره، ويتلقى تعليمات ونصائح باستخدام المبيدات النحاسية العضوية كونها غير ضارة، اما من يذهب من المزارعين لمحلٍ زراعي لشراء المبيد الكيماوي فيتم بيعه إياه بسهولة.
وأوضح أن اجراءات السلامة والالتزام بها أثناء الرش ضرورية وواجبة حتى وإن كان المبيد العضوي غير ضار.

مكافحة مرض عين الطاووس بمادة نحاسية تعتبر مسموحة في الزراعات العضوية
دور "الزراعة" إرشادي فقط
وبشأن دور وزارة الزراعة في دعم المزارع لمكافحة المرض قال فياض أن وزارة الزراعة لا تقصر في تقديم المشورة، فهناك تواصل مستمر معهم، وأي مزارع يستطيع التوجه لدائرة الإرشاد للحصول على التوعية والنصيحة.
ويرى فياض أن المعيق في عمل وزارة الزراعة هو ضعف إمكانياتها، فمن بين المعيقات صعوبة الوصول للحقل من قبل المزارع واحتياجه لوسيلة نقل، وأشار إلى أن مديرية الزراعة في إحدى المحافظات لديها سيارة واحدة فقط، فهل هي لتغطية احتياجات الموظفين أم المزارعين؟
ويقول فطوم أن وزارة الزراعة تتعاون مع مجالس محلية ومؤسسات أهلية للتصدي للمرض، مشيرا الى أن مكافحة المرض لا تقتصر على الرش فقط، فعين الطاووس له برنامج متكامل خلال عام كامل، يشمل العمليات الزراعية وعمليات الرش، والعمليات الزراعية تشمل التقليم والتسميد، وحتى عند التقليم يجب التخلص من بقايا التقليم بحيث لا ينتقل المرض منها للاشجار فالأوراق تكون حاملة للأمراض.
وأكد فطوم على التواجد المستمر لوزارة الزراعة لدعم المزارع فنياً وعينياً، يقول "دائما لدينا جولات ميدانية".
وأجمع فطوم وفياض وأبو الرب على أهمية القيام بحملات توعية للمزارعين لحثهم على حماية أشجارهم ومقاومة المرض الذي يفتك بهذه الثروة الفلسطينية "شجر الزيتون".