شذرات بيئية وتنموية...مئوية آفاق ونظافة نابلس وحلم خطير..
كيمياء "آفاق"
بصدور هذا العدد تكمل آفاق المائة سنبلة الأولى من مجلتها الإلكترونية، بعد سيرة نجاح سطرتها في صحيفة "القدس"، لتنتقل كملحق مستقل مع جريدة الأيام. واليوم تفتح في كل عدد قضية، وتلاحق قصة، وتطارد خللاً، فيها صحافة استقصائية خضراء تزهر أملا، وتجربة فردية في إعلامنا.
لـ"آفاق" كيمياء خاصة، فهي تقدم توليفة تجمع الاستقصاء والتحليل، وتواكب المشهد البيئي المثقل في فلسطين.
بدأ زمن المجلة عبر الإنترنت في آذار 2008، ويومها استهلت أول الغيث بتحقيق لاحقَ تحويل الضفة الغربية إلى مكب للنفايات النووية الإسرائيلية، قدّم حقائق ومعطيات جديدة ومرعبة في بعض المناطق المحيطة بقرى وبلدات محافظة الخليل.
وفي نسختها الثانية رحلت أنظارها إلى غزة وعالجت نفاذ المياه الصالحة للشرب من القطاع، وحذرت من المخزون الجوفي المهدد بالانهيار.
ولاحقت في العدد الرابع هواء رام الله الملوث بكميات كبيرة وخطيرة من الرصاص وأكسيدات الكبريت.
وفي الإطلالة الخامسة عالجت المخاطر المجهولة والموت المسكوت عنه في أبراج الاتصالات الخليوية.
وفي شهرها السادس لاحقت تجار الخردة في محافظة الخليل، الذين ينشرون الأمراض ويدمّرون البيئة. وتابعت هواء وأراضي طولكرم، الذي صار مكبًا للغازات السامة والنفايات الكيماوية الإسرائيلية.
وحلّق العدد التاسع في القدس التي تتحول إلى مدينة صفيح ومكرهة بيئية وصحية.
وحاكم الرقم العاشر لآفاق "الفساد الإسمنتي" الذي يطارد أراضي مرج ابن عامر الخصبة في جنين.
وطارد العدد الحادي عشر القنابل الفوسفورية الحارقة، التي أفقدت بصر العديد من الأطفال الغزيين وأذابت الجلد وحرقت اللحم الحي حتى العظام.
وتتبع الفضاء الخامس عشر التهام الاسمنت لرام الله.
وكشف الظهور السابع عشر التعتيم المريب حول الإشعاعات المنبعثة من أبراج الخلوي وعواقبها الصحية.
وواكب العدد الثامن عشر قصور القوانين الفلسطينية، التي لا تمنع إنشاء محطات وقود داخل الأحياء السكنية!
وفند العدد العشرون بدعة "إنقاذ البحر الميت من الجفاف" وحاكم "قناة البحرين": والنهب الإسرائيلي للمياه.
وكشفت آفاق ابنة الحادية والعشرين عن مكونات كيماوية في خلطة الكوكا كولا الإسرائيلية التي تصنع في مختبرات مصنع "مختشيم" للمبيدات الحشرية!
وفجر العدد الرابع والعشرون الألغام الأرضية الشبح الجوال الذي يطارد فلسطينيي الأغوار .
وكشف العدد الخامس والعشرون وجود مصنع بلاستيك ينفث سمومه الغازية بين المنازل في مخيم عين السلطان بأريحا.
وأورد العدد الثلاثون جريمة محطة الخضيرة لتوليد الكهرباء،التي تعد أخطر مصادر التلويث البيئي في شمال فلسطين، مثلما فند مزاعم الفحم الصديق للبيئة!
وكشف الإصدار الثاني والثلاثين عن الاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية في الأغوار، الذي ينذر بكوارث حقيقية.
ووضعت النسخة الثالثة والثلاثون أعلاف الدواجن في فلسطين تحت المجهر.
وحمل العدد السادس والثلاثين تساؤلا صعبًا حول من سيتحمل مسؤولية الأذى الصحي الذي قد يثبت مستقبلاً حول أبراج الخلوي.
وفضح العدد الثامن والثلاثون الناشطين البيئيين الأردنيين والفلسطينيين الذين زاروا "الكنيست" والتقوا رئيسه.
وفي أربعينية آفاق لاحقت محاصيل زراعية بطعم الموت في الخليل، لتكشف في العدد الواحد والأربعين: عن موت يباع بـ ثلاثة شواقل بسبب استمرار تسخين زيت القلي في المطاعم.
ولاحق العدد الرابع والأربعون السموم الغذائية التي تطارد أطفالنا. وكشفت النسخة الخامسة والأربعون "المبيدات المحظورة" التي تسرح وتمرح في الخليل.
وأوردت السنبلة السابعة والأربعون رعب مشاغل الذهب التي تنشر الأمراض بين المواطنين.
وتابع العدد التاسع والأربعون غياب البيئة من أجندة المرشحين للانتخابات المحلية.
وتوقفت النسخة الخمسون عند الأكوام الضخمة للمخلفات الناتجة عن القصف الإسرائيلي المهددة للحياة والبيئة في غزة.
وكشف العدد الواحد والخمسون عورة بنيتنا التحتية بفعل الأمطار والسيول. وطاردت السنبلة الثانية والخمسون التطبيع الزراعي. ولاحق العدد الثالث والخمسون "كسارة كور".. الكارثة البيئية المحدقة في طولكرم.
وكشف العدد الستون عن تواصل ري المحاصيل في الأغوار الوسطى بالمياه العادمة دون حسيب أو رقيب.
ولاحقت النسخة الرابعة والسبعون وجود 70% من الأراضي غير المسجلة والمفروزة في الضفة الغربية المهددة بالاستيطان.
وفتح العدد السادس والثمانون تحقيقًا حول موسم إعدام الشجر وسط سلطات تطبيق قانون تعجز وتستنجد برجال الدين.
وسلط العدد الواحد والتسعون الضوء على سد وادي الفارعة الذي كلّف ربع مليون دولار وتحول بسبب سوء التخطيط إلى مستنقع للمجاري!
ولاحقت النسخة الثالثة والتسعون الذبح الأسود" والدماء التي تُلاحق الصحة وتنحر القانون!
وأورد العدد السابع والتسعون قصة "الزعتر" الفلسطيني الذي تطارده الكيماويات.
وواكب العدد التاسع والتسعون نفايات المستوطنات السامة، التي صارت أسمدة لمئات الدونمات في الأغوار!
أطفال منتدى الياسمين البيئي في نابلس
حراك أخضر
اختار أعضاء منتدى الياسمين البيئي الانحياز لخطة تحسين واقع النظافة في نابلس، التي تستعد البلدية لإطلاقها، وكتبوا رسائل لمواطنين ورئيس وأعضاء المجلس البلدي. ووجه أطفال وزهرات المنتدى، المنبثق عن مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة بالشراكة مع مركز الطفل الثقافي رسائل دعم وإسناد لرزمة الإجراءات المنتظرة في نابلس، التي كشفها قبل أيام، رئيس بلديتها المهندس عدلي يعيش، وتتضمن شقين إداري داخلي، لترتيب أوضاع دائرة الصحة والبيئة، وتعزيز فعالية وقدرات الدائرة ورفدها بالآليات والمعدات، وضع آلية محكمة لجمع الحاويات، وتنظيم عمل الطواقم وسيارات النفايات ضمن خطة شاملة .أما الشق الخارجي فيشمل إجراءات لإزالة التعديات عن الأرصفة والشوارع وزيادة الرقابة في مناطق المدينة والأبنية قيد الإنشاء، ووضع قوانين لفرض غرامات للمخالفين، ومشاركة المجتمع المحلي في التقييم عبر تطبيقات الهواتف الذكية وغيرها.
حاويات نفايات جديدة وسط نابلس تبتسم للناس
وتفاعل منتسبو "الياسمين" مع خطة البلدية لاستخدام القانون والغرامات المالية على المخالفين والملوثين للبيئة كالمشاة الذين يلقون أعقاب السجائر والكؤوس الفارغة، وعلى ملقي الأوساخ من داخل المركبات، وأصحاب المتاجر في حال لم يضعوا القمامة داخل أكياس خارج محالهم، وغيرها من إجراءات لتنظيف الشوارع المنحدرة التي تسد مياه الأمطار وتراكم الأتربة، ضمن خطة نظافة كاملة.
أطفال منتدى الياسمين البيئي
وكتبت روان حبيشة رسالة إلى مواطني مدينتها جاء فيها:" من الممكن تحويل نابلس القديمة إلى بقعة جميلة، إذا ما تعاون أهلها على تزيينها، وتوقفوا عن إلقاء النفايات العشوائية".
وتابعت:" أعتقد أنكم شاهدتم حاويات نفايات جديدة وسط المدينة، بعضها تبتسم لكم، وأخرى ترفع لكم إشارة إعجاب، وسنكون سعداء نحن الأطفال لو ساعدتمونا للحفاظ على نابلس خضراء ونظيفة".
وخطت هديل عوادة:" نشكر رئيس البلدية ومجلسها على وضع سلات قمامة جديدة، ونتمنى أن نشاهد بلدنا دون نفايات، ونعامل مع طرقاتنا وميداننا كأنها بيوتنا وغرفنا الخاصة".
وقالت آلاء هواش:" سعدنا بخطوة المجلس البلدي الجديدة، وشاهدنا حاويات نفايات تبتسم للمارة، ونعرف أن المسؤولية علينا جمعيًا، ولكن لا يمكن للبلدية أن تراقب كل المارة، وتبحث عن ملقي النفايات، لكن فرض غرامات على المتسببين بتلويث المدينة فكرة جيدة، وأقترح أن تسبقها إنذارات؛ لأن الهدف ليس العقاب بل تجميل نابلس".
ووجه زكي الحلو نداءً للمارة الذين يصرون على تشويه صورة نابلس بالنفايات، قائلاً:" من يحب وطنه لا يمكن أن يحول شوارعه وساحاته وأسواقه إلى مكب نفايات كبير".
وقدمت رسالة آلاء دويكات اقتراحًا لرئيس البلدية للإعلان عن يوم نظافة عام يشارك فيه أكبر عدد ممكن من مواطني المدينة، يجمعون القمامة، ويزرعون الشجر، ويتعهدون بعدم تخريب مدينتهم.
وأضافت:" يمكن تنظيم مسابقة للمدرسة الأجمل والأنظف والأكثر شجرًا في نابلس، عندها سيتنافس الطلبة كلهم، وسيشاركون في تجميل صفوفهم وملاعبهم".
وكرر نور الدين حبيشة، وراما الحلو، وماسة الشنار، وعبد الرحيم كتانة، ولين حمّاد، وزيد القاضي، ومنتصر حدادة، ومحمد حمدان، ومنه القاضي رسائل شكر للمجلس البلدي على خطته، داعين إلى الإسراع في تنفيذها، وراجين المواطنين على حب بلدهم، والكف عن تخريب كل شيء جميل فيه، وتمنوا أن يمشوا في شوارع نظيفة ومشجرة، وأن لا يشموا روائح كريهة، أو يشاهدوا عمليات حرق للنفايات. وقالوا إن شارع المنتزه الجميل يجب أن يقدم لنا رسالة لطيفة، ولنحول كل الطرقات إلى دروب شبيهة فيه.
سرطان الزحف الاسمنتي في مرج ابن عامر
أمنية 2018
على بعد شهر واحد من نهاية عام 2017 تطرح سؤالاً ذاتياً قصيرًا: ما أمنياتكم البيئية الأكثر إلحاحًا بعد الحرية؟ تأتي إجاباتك: أهم الأحلام وأخطرها وقف سرطان الزحف الإسمنتي، الذي ينهش الأخضر واليابس، ويطارد المزارعين في لقمة عيشهم، ويضع أمننا الغذائي في عين العاصفة.
قبل أيام، تشارك في حفل ما، ليس المذهل في أن قاعة الاحتفال زحفت على مساحات مرج ابن عامر المتبقية، بل أقامها مالكها بمحاذاة محطة معالجة مياه المجاري.
داخل القاعة ينشط موظفون وموظفات في رش روائح عطرة للتفوق على رائحة المجاري المنبعثة، من المنطقة التي كانت يومًا إحدى بدايات نهر المقطع، وحولها حقول ومزارع عديدة.
تسأل شابًا في مقتبل العمر: لماذا أقمتم هذه القاعة هنا بالتحديد؟ قال: "عادي، أصلاً الريحة طبيعية، والناس تشم في الداخل رائحة عطور!"
تبدو أمنيتي المتواضعة بعيدة المنال، لكن المرعب أن الزحف الإسمنتي يزداد فحشًا يومًا بعد يوم، وتغمض جهات الاختصاص عينها عن فعل شيء، مع أن قانون الزراعة نص صراحةً على تقييد البناء في الأراضي الزراعية، بشكل كبير، إلا أن الواقع لا يبشر بالخير، بل على العكس تمامًا.
aabdkh@yahoo.com