الوضع البيئي العربي في تراجع مستمر
بيروت/خاص: حذر نجيب صعب، الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية "أفد"، في نوفمبر الماضي من أن الوضع البيئي العربي في تراجع مستمر.
جاء ذلك على هامش انطلاق المؤتمر السنوي العاشر للمنتدى في بيروت، تحت رعاية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وبمشاركة عدد من وزراء البيئة والخبراء البيئيين العرب. ويشهد المؤتمر، الذي يستمر يومين، إطلاق تقرير المنتدى عن وضع البيئة في الدول العربية، ونتائج استطلاع للرأي العام البيئي بعنوان "البيئة العربية في 10 سنين".
وقد قال أمين عام المنتدى، في تصريحات على هامش المؤتمر، أن "الوضع البيئي العربي في تراجع مستمر.. في حين تابعت البيئة العربية مسار التدهور، على مدى السنوات العشر الماضية، كان هناك تقدم بطيء على بعض الجبهات".
غير أنه حذر من أن هذا التحسن "مهدد بالزوال، بسبب الصراعات والحروب وعدم الاستقرار والقصور في السياسة البيئية.. لكن ينبغي أيضًا الثناء على جهود بذلتها بعض البلدان العربية نحو تحقيق الاستدامة". وقال ان العقد الماضي شهد انتقالًا ملموسًا للبلدان العربية نحو الاقتصاد الأخضر (غير الضار بالبيئة). فمن الصفر تقريبًا في اعتماد استراتيجية مستدامة، أدرجت 7 بلدان عناصر الاقتصاد الأخضر والاستدامة في خططها، منها السعودية والإمارات ولبنان والأردن، إلا أنه أشار إلى ان ذلك غير كاف. وعن المؤتمر، قال صعب "إن موضوع المياه هو المحور الأساسي، فلا تزال ندرة المياه تتفاقم في المنطقة العربية، بسبب الموارد المحدودة للمياه العذبة المتجددة، وتدهور الجودة، والنمو السكاني، ونقص الأموال لتمويل البنية التحتية للمياه".
ومضى قائلاً "خلال السنوات العشر الأخيرة انخفض متوسط نصيب الفرد من المياه العذبة في 22 بلدًا عربيًا من نحو 990 متر مكعبًا سنويًا إلى أقل من 500– 800 متر مكعب، أي عُشر المتوسط العالمي. وأضاف أن نصيب الفرد من المياه المتاحة في 9 بلدان عربية بلغ أقل من 200 متر مكعب، وهذا يعني أن نحو 40% من العرب يعيشون في فقر مائي مطلق. وأشاد صعب بـالتعاون الجدّي بين لبنان والدول المجاورة، وأولها تركيا، في موضوع المياه خاصة، ومواضيع الأمن الغذائي والطاقة والهواء بشكل عام.
وخلال افتتاح المؤتمر، قال رئيس وزراء لبنان، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الدولة اللبناني لشؤون التخطيط ميشال فرعون "في حين يعتقد البعض أن الحديث عن البيئة قد لا يتناسب مع التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه منطقتنا، يأتي التقرير الذي يطلقه منتدى أفد أمس ليذكّرنا بأن رعاية البيئة والإدارة المتوازنة للموارد الطبيعية واجب لا خيار".