استطلاع للرأي: الغالبية لا تعرف ولا تفهم المعنى العلمي والصناعي لأرقام أل E("الشفرات") المطبوعة على أغلفة الأغذية المصنعة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في أيلول الماضي، بأن 91% من المستطلعة آرائهم لا يعرفون بتاتا أو يعرفون قليلا المعنى العلمي والصناعي لأرقام أل E("الشفرات") المطبوعة على أغلفة الأغذية المصنعة. وفي المقابل، 9% فقط يعرفون جيدا معنى أرقام أل E.
وبلغ حجم العينة المبحوثة 229 موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
وتشير نتيجة الاستطلاع إلى أن غالبية المستطلعة آرائهم (91%) ليس لديهم وعي حقيقي حول أرقام أل E ("الشفرات") المطبوعة على أغلفة الأغذية المصنعة. وقد برز غياب هذا الوعي لدى فئة الطلاب الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 58، إذ أن 52% منهم لا يعرفون بتاتا معنى أرقام أل E، بينما 45% يعرفون قليلا معنى أرقام أل E. والمثير أن 3% فقط من الطلاب المستطلعة آرائهم قالوا بأنهم يفهمون جيدا معنى هذه الأرقام.
وفي المقابل، نجد وعيا أكبر نسبيا في أوساط الناشطين البيئيين والتنمويين الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 50؛ إذ أن 64% يفهمون قليلا معنى أرقام أل E، و26% يفهمون جيدا هذه الأرقام، مقابل 10% لا يفهمونها بتاتا.
واللافت أن 28% من المسؤولين الحكوميين والقطاع الحكومي الذين شاركوا في الاستطلاع (وعددهم 29) قالوا بأنهم لا يفهمون بتاتا معنى أرقام أل E، بينما 62% قالوا بأنهم يعرفون قليلا معنى هذه الأرقام. 10% فقط من القطاع الحكومي قال بأنه يفهم جيدا أرقام أل E.
أما إجابات عينة الصحفيين وحجمها 32، فتوزعت كما يلي: 62% يعرفون قليلا معنى هذه الأرقام، و38% لا يفهمون بتاتا معنى أرقام أل E. والمثير في عينة الصحفيين، أن أحدا لم يقل بأنه يفهم جيدا أرقام أل E.
وبالمقارنة مع استطلاع مشابه أجرته المجلة قبل نحو خمس سنوات (تشرين ثاني 2017) نجد ما يلي (استطلاع 2017): 90% من المستطلعة آرائهم لا يعرفون بتاتا أو يعرفون قليلا المعنى العلمي والصناعي لأرقام أل E. وفي المقابل، 10% فقط يعرفون جيدا معنى أرقام أل E. إذن، نتائج الاستطلاعين متقاربة جدا؛ ما يشير إلى أن مستوى وعي المستهلكين لرموز الصناعات الغذائية بقي كما هو ولم يتحسن.
نتائج هذا الاستطلاع أكدت بأن معظم المستهلكين لا يعرفون كيفية فك "الشِفْرات" المطبوعة على ملصقات الأغذية المصنعة والتي تكون غالبا غير مفهومة وواضحة. وإذا تمكن أحدهم من قراءة تلك "الشفرات" (أرقام أل E)، سرعان ما يكتشف أنها ليست سوى مركبات كيميائية صناعية خطرة ومسببة لأمراض كثيرة؛ وكأن المواطنين المستهلكين يتعاطون مركبات ومحاليل كيميائية في مختبر لا علاقة له بالغذاء. الشركات تعلم أن معظم المستهلكين يجهلون المعنى العلمي لهذه "الشفرات" وكيفية فكها؛ لذا، فإن ذكرها بهذه الطريقة المبهمة على أغلفة سلعهم (أي تجنب ذكر الأسماء الكاملة للمركبات الكيميائية) يعتبر شكلا من أشكال التضليل التجاري.