"الجوع الحاد" يشتد في الدول الأكثر عرضة للكوارث المناخية بسبب الجفاف والفيضانات
واشنطن/ آفاق البيئة والتنمية: حذّرت منظمة "أوكسفام" الخيرية غير الحكومية من أن موجات الجفاف القصوى والفيضانات الكاسحة وظاهرة التصحّر زادت من شدة "الجوع الحاد" لأكثر من الضِعف في الدول الأكثر عُرضة للكوارث المناخية، داعية الدول الصناعية إلى الحد الكثيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحترار وإصلاح الأضرار التي تسبّبت بها.
وأفادت "أوكسفام" في تقرير صدر في سبتمبر/ أيلول الماضي أن الجوع الحاد ازداد بنسبة 123% في عشر دول، تُصنّف من الأكثر عرضة للمخاطر المناخية، هي الصومال وهايتي وجيبوتي وكينيا والنيجر وأفغانستان وغواتيمالا ومدغشقر وبوركينا فاسو وزيمبابوي.
وأورد التقرير أن 48 مليون شخص في هذه الدول العشر يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة من أجل البقاء على قيد الحياة، مشيرة إلى أن 18 مليون شخص منهم على شفير المجاعة.
وإذا كانت النزاعات والأزمات الاقتصادية تُبقي العاملين الأولين خلف الجوع فإن "ظواهر الطقس القصوى التي تزداد وتيرة وشدة، تحدّ هي أيضاَ من قدرة الشعوب الفقيرة على التصدي للجوع ومواجهة الصدمات المقبلة"، حسب ما أورد التقرير.
وأشارت "أوكسفام" إلى الصومال التي تواجه أسوأ جفاف في تاريخها، وأُرغم مليون شخص حتى الآن على الفرار من منازلهم، في حين أنها من الدول الأقل استعدادًا لمواجهة أزمة المناخ.
وفي غواتيمالا، تسبّب نقص المياه بفقدان 80% من محصول الذرة وأتى على مزروعات البنّ، ما أرغم العديد من السكان على مغادرة البلاد.
ورأت "أوكسفام" أن كون الدول التي تتحمل أقلّ قدر من المسؤولية عن الأزمة المناخية هي التي تعاني الأكثر، هو "دليلٌ صارخ على وجود فوارق في العالم".
وشددت على أن الدول الصناعية لا سيما دول مجموعة العشرين "مسؤولة عن أكثر من ثلاثة أرباع انبعاثات الكربون في العالم" في حين لا يزيد مجمل انبعاثات الدول العشر الأكثر عرضة للمخاطر على 0.13% من المجموع العالمي.
ولفت التقرير إلى أن "شركات الطاقات الأحفورية تجني في أقل من 18 يوماً أرباحاً تكفي لتمويل مجمل النداءات الإنسانية الصادرة عن الأمم المتحدة لعام 2022" والبالغة قيمتها 49 مليار دولار.
ورأت "أوكسفام" أن على قادة العالم تقديم تعهدات في مؤتمر "كوب 27" المقرّر في نوفمبر/ تشرين الثاني، بالحد الكبير من انبعاثات بلدانهم و"عرض تعويضات للدول الأكثر عرضة عن الضرر الذي تتكبده.
ولفتت إلى أن شطب ديون هذه الدول العرضة للمخاطر، سيسمح لها بالاستثمار في مكافحة الأوضاع المناخية الطارئة.
المصدر: AFP