"خل الخشب" طريق لتربة آمنة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
إنتاج خل الاخشاب في غزة
بعد محاولاتٍ جادة بحثًا عن حل آمن وحيوي، للمشاكل والأمراض التي تُعانيها التربة في قطاع غزة، قادتني التجربة برفقة زميلي محسن أحمد، لاكتشاف وصناعة "خل الخشب" المستخلص من الأخشاب الناتجة عن عملية تقليم الأشجار في نهايات المواسم الزراعية.
ولمن لا يعرف فوائد خل الأخشاب، فهو سماد طبيعي للتربة يُعزز الإنتاج الخضري، ويزيد المادة السكّرية بأشجار الفواكه، ويحمي الشجر من الفيروسات، ويعالج ملوحة التربة، ويطرد "النيماتودا" التي يعاني بسببها مزارعو قطاع غزة.
ويمكنني القول يا رفاق إن استخراج هذا الخل عالميًا يحتاج إلى أجهزة متخصصة، وهي غير متوفرة في القطاع بسبب ظروف الحصار الإسرائيلي الخانق، لذا قررنا تصنيع الجهاز بأدوات بسيطة ووفق الإمكانيات المتاحة على أن تعطي نتائج قريبة من تلك التي يوفرها الجهاز المستورد.
خل الخشب في غزة
بدأنا المشروع في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، واستعنا بأبحاث خارجية، وفي أثناء محاولاتنا جرّبنا عدة أنواع من الأخشاب، إلى أن اهتدينا لخشب الحمضيات.
وبواسطة الجهاز البدائي المكون من برميل حديد ومواسير، نجحنا في تحويل الغازات الناتجة عن احتراق الخشب إلى
سائلٍ يتمتع بخصائص ذات فعالية عالية، وأجرينا اختبارًا للمنتج على تربة أحد المزارعين، ولاحظنا أنه يُعالج 35% من الأمراض التي تلحق بها.
وكما لكل مشروع عقبات تحول دون الإسراع في تطويره، كانت التكلفة العالية للمواد الخام، ونقص الخبرات الفنية، إضافة إلى القيود الإسرائيلية المفروضة على المعابر وحركة الإدخال، من أبرز ما واجهناه عند تنفيذنا الفكرة.
لكن ذلك لن يمنعنا من مواصلة السعي لتطوير الجهاز، ليكون أكبر سِعة وأكثر جودة، ويخدم أكبر شريحة ممكنة من المزارعين، بدلًا من المواد والمبيدات الكيميائية، التي تُغرق السوق وتؤثر سلبًا على جودة التربة وإنتاجها والصحة العامة.
آمنة العفيفي مبتكرة إنتاج خل الخشب في غزة
آمنة العفيفي (29 عامًا)/ غزة
حاصلة على درجة الماجستير في الكيمياء الحيوية