مصانع الكيماويات في حيفا قد تتسبب في كارثة كبيرة تؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف
قصف المنطقة الصناعية في حيفا أو ميناءها قد يؤدي إلى إصابة نحو مئة ألف شخص
|
خزان الأمونيا الضخم في حيفا |
ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية
لو قصف أحد مصانع المواد الكيميائية في إسرائيل، أو حدث فيه خلل فني خطير، وبخاصة في المنطقة الصناعية بحيفا (خليج حيفا)؛ فقد تكون النتيجة مقتل عشرات الآلاف. هذا ما تؤكده السيناريوهات المطروحة في التقارير المهنية الإسرائيلية التي عالجت المواد الكيميائية الخطرة في إسرائيل، والكارثة المحتملة في حال حدوث زلزال أو حريق أو خلل فني أو قصف صاروخي لأحد منشآت تخزين المواد السامة المحاذية للمراكز السكانية.
وتماما كما العجز الفاضح الذي تجلى لدى مواجهة إسرائيل لحريق غابات الكرمل؛ فمن المتوقع أن تفشل السلطات الإسرائيلية المعنية أيضا في حال حدوث كارثة كيميائية كبيرة.
ومن المعروف أن عددا كبيرا من المصانع التي تحوي مواد كيميائية خطرة في إسرائيل، تقع بمحاذاة المناطق السكنية؛ بل وأحيانا في وسط المدن الرئيسية التي سبق أن حصل فيها خلل فني خطير؛ مما تطلب إخلاء السكان. كما أن العديد من المصانع الإسرائيلية الخطرة تقع في داخل المدن بالمناطق الصناعية والتجارية التي يتواجد معظمها قريبا جدا من الأماكن الآهلة بالسكان.
|
خليج حيفا-المنطقة الصناعية |
وتعد حيفا والمستوطنات المحيطة بها ("الكرايوت") أكثر المناطق المرشحة لأن تصاب بكارثة كيميائية كبيرة؛ وذلك بسبب التركيز الضخم للمواد الكيميائية في المصانع القائمة بالمنطقة الصناعية في خليج حيفا، وبسبب قربها من ميناء حيفا الذي تتحرك فيه سنويا مئات آلاف الأطنان من المواد الخطرة. ويحذر الخبراء بأنه في حال حدوث قصف صاروخي أو خلل فني أو حريق كبير أو زلزال، فإن خطرا حقيقيا سيتهدد حياة عشرات آلاف الأفراد القاطنين في المنطقة. ويتعلق الأمر بكيفية التعامل مع العديد من المركبات الكيميائية، وعلى سبيل المثال، مادة البروم الخطرة التي تنقل بكميات ضخمة من البحر الميت إلى منطقة خليج حيفا. وكشفت وزارة البيئة الإسرائيلية مؤخرا، بأن أي خلل يتعلق بعملية تخزين أو نقل هذه المادة الخطرة، قد يؤدي إلى إصابة نحو 350 ألف إنسان. ولا يقع سكان حيفا فقط في دائرة الخطر؛ بل جميع التجمعات السكانية القائمة على طول خط حركة البروم.
خزان الأمونيا في حيفا
ويعد خزان الأمونيا في المنطقة الصناعية بحيفا (الخليج) من أخطر المنشآت الكيميائية القابلة للانفجار وبالتالي التسبب بكارثة مدمرة. وقد بني الخزان في أواسط الثمانينيات وتبلغ سعته نحو 12 ألف طن؛ وهو يحوي حاليا نحو ثمانية آلاف طن أمونيا. ومن المعروف أن الأمونيا تتسبب في حروق بالجلد، وتتلف الجهاز التنفسي والرئتين؛ مما قد يؤدي إلى الاختناق بسبب تراكم السوائل في الأخيرة. ومع أن الموت يكون سريعا في المحيط القريب من مكان الانفجار، إلا أن الآثار تصل إلى مسافات بعيدة، وقد تتسبب في الوفاة بعد مرور بضعة أيام. ومن البديهي أن الأطفال والمسنين هم الأكثر حساسية وتأثرا.
|
وجبة صواريخ سقطت في منطقة خليج حيفا الصناعي أثناء حرب لبنان عام 2006 تصوير مونت جلفز |
وأثناء سقوط صواريخ حزب الله على حيفا في الحرب الإسرائيلية ضد لبنان عام 2006؛ ساد في الأوساط الإسرائيلية رعب كبير من احتمال إصابة خزان الأمونيا إصابة مباشرة؛ وبالتالي انتشار هذه المادة الخطرة وصولا إلى منطقة عكا وتجمعات سكانية إسرائيلية أخرى مثل منطقة "طبعون" و"نيشر" والتجمعات المجاورة.
وإثر حرب 2006، ورد في تقرير لوزارة البيئة الإسرائيلية أشرف على إعداده العقيد في الجيش الإسرائيلي "هرتسل شفير"، بأنه في حال إصابة خليج حيفا أو ميناء حيفا بإصابات خطيرة؛ فقد يصاب نتيجة ذلك نحو مئة ألف شخص. كما أن إصابة خزان الأمونيا إصابة مباشرة قد تتسبب بأضرار يصل مداها إلى نصف قطر يزيد عن سبعة كيلومترات، فضلا عن عدد كبير من الإصابات. وأشار التقرير إلى أن نقطة الضعف تكمن في سطح المنشأة؛ مما يتطلب تحصينه لمنع اختراقه بإصابة مباشرة. كما أوصى التقرير بإقامة خزان احتياطي آخر.
وقد ظلت معطيات التقرير ونتائجه النهائية سرية حتى اليوم؛ إلا أن خلاصته المعلنة تفيد بأن معظم مصانع منطقة حيفا رخوة وغير مؤهلة لحالات الطوارئ.
ويقول خبراء إسرائيليون بأن سطح خزان الأمونيا لا يزال ضعيفا ومكشوفا للصواريخ؛ علما بأن مساحته نحو 930 مترا مربعا، ويصعب تحصين مثل هذه المساحة الكبيرة.
كل الاحترام لموقعكم المهني والعلمي الذي أبدع في رصد جرائم إسرائيل البيئة .
ناصر عوض الله
هذه معلومات نوعية خطيرة لم يسبق لأي وسيلة إعلامية عربية الحديث
عنها...فهنيئا لكم على قدرتكم على نهل المعطيات البيئية الخطيرة من مصادر
الإسرائيلية الأولية ...
وجدي الصفدي
|